تحدثت مجلّة «فورين بوليسي» الأميركية عن الصعوبات التي ستواجهها حكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال محاولتها «القضاء» على حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين «حماس» مشيرة إلى أنه لا يمكن لإسرائيل تدمير «حماس» حتى بعملية برية.
وأوردت المجلة أنه على الرغم من أن نتنياهو قد لا يعترف بذلك، فمن المرجح أنه يدرك أن «حماس» لديها شريان حياة يتمثل في الأسرى الإسرائيليين لديها، مضيفةً إنه طالما بقي الإسرائيليون في أيدي «حماس»، فإن نتنياهو سيتعرّض لضغوط للتفاوض في نهاية المطاف على إطلاق سراحهم.
وأشارت المجلة إلى أنه في عام 2011، أطلقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي سراح أكثر من ألف سجين فلسطيني مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مؤكدةً أن إنقاذ الأسرى الإسرائيليين يمثل أولوية بالنسبة لإسرائيل، ولكن هذا ليس سوى واحد من الأسباب العديدة التي تمنع إسرائيل من القيام بتوغل بري نهائي، والذي فكرت فيه منذ فترة طويلة وقرّرت عدم القيام به.
وتابعت المجلة الأميركية: إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية اعتقدت فترة طويلة أن القضاء على «حماس» سيتطلب ما هو أكثر من مجرد عملية عسكرية قصيرة الأمد مرة واحدة، كما أن شنّ حملة أوسع نطاقاً يشكّل مجموعة من التّحديات للسلطات الإسرائيلية، ومع ذلك، فإن الضغوط مرتفعة في إسرائيل، ليس فقط من أجل الانتقام من «حماس»، بل أيضاً «من أجل تحقيق انتصار إستراتيجي مهم»، وفق المجلة.
وأضافت: من دون وجود قوات على الأرض، لا يمكن لإسرائيل إيقاف «حماس»، موضحةً أن الوجود على الأرض لا يعني فقط إنفاق مبالغ ضخمة من المال لتحمل المسؤولية عن الفلسطينيين في مرحلة ما بعد الصراع، بل يعني أيضاً خسارة الكثير من الأرواح على كلا الجانبين.
واعتبرت المجلة أنه للعثور على قدرات «حماس» وتدميرها والقيادة، سيحتاج الجيش الإسرائيلي للدخول إلى داخل غزة، بدعم من الاستخبارات والقوة الجوية، وتمشيط كل حي، وكل منزل، في القطاع، مؤكدةً أن التكلفة على صعيد الموارد البشرية وحدها لمثل هذا التعهد يمكن أن تكون كافية لردع إسرائيل عن القيام بهذه الخطوة.
ووفق «فورين بوليسي»، فإن استهداف أعضاء «حماس» داخل غزة، يتطلب معلومات استخباراتية «جيدة للغاية»، والتي ربما لا تكون متاحة بسهولة.
وفي وقت سابق انتقدت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية النقص الهائل في عتاد جيش الاحتلال وتجهيزاته، مؤكدةً أن مخازنه المخصصة للطوارئ ليست «ممتلئة» كما هو مزعوم.
من جهته، أكد موقع «والاه» أن جيش الاحتلال الإسرائيلي غير قادر على الهجوم، في الوقت الذي «تفتّتت» فيه ثقة المستوطنين به، وسط الفشل العسكري الذريع الذي أظهره جيش الاحتلال منذ بدء ملحمة «طوفان الأقصى».