حزب اللـه استهدف موقعاً للعدو الإسرائيلي وأوقع قتلى ومصابين … مصادر لـ«الوطن» تؤكد جهوزية فصائل المقاومة: التصعيد في الجنوب مرتبط بالتطورات الميدانية
| بيروت - سماهر الخطيب - الوطن - وكالات
بينما أعلن حزب اللـه استهداف مقاتليه أمس موقع «الجرداح» للاحتلال الإسرائيلي مقابل منطقة الضهيرة بالصواريخ المُوجّهة وتحقيق إصابات مباشرة في صفوف جنود الاحتلال، أكدت مصادر مقربة من المقاومة اللبنانية لـ«الوطن» أن التصعيد في جنوب لبنان مرتبط بالتطورات الميدانية وأن أي حرب برية ستكون لمصلحة المقاومة مع جهوزية كل أطراف محور المقاومة.
وحسب قناة «المنار» أعلن حزب اللـه استهداف مقاتليه صباح أمس موقع «الجرداح» الإسرائيلي بالصواريخ المُوجّهة، مضيفاً إن العملية أدّت إلى «سقوط عدد كبير من الإصابات المؤكدة في صفوف قوات الاحتلال بين قتيل وجريح».
الحزب قال في بيان: إن العملية جاءت «كرد حازم على الاعتداءات الصهيونية الإثنين (الماضي) والتي أدّت إلى استشهاد عدد من الأخوة المجاهدين هم الشهداء: حسام إبراهيم، علي فتوني، علي حدرج»، وأكد أن المقاومة «ستكون حاسمة في ردها على الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف بلدنا وأمن شعبنا خاصة عندما تؤدي هذه الاعتداءات إلى سقوط شهداء».
في المقابل، قام العدو الإسرائيلي باستهداف مرتفعات الضهيرة ومروحين وأم التوت ويارين بالمدفعية، طالباً من المستوطنين «الدخول إلى الأماكن المحصنة بعد إطلاق الصاروخ المضاد للدروع من لبنان»، وفي السياق، ذكر إعلام العدو أن «الجيش بعد النتائج القاسية للعملية قام بالرد بالنار».
وفي بيان منفصل، أصدرته العلاقات الإعلامية في حزب الله، قال الحزب: «لم نُفاجأ على الإطلاق بالمواقف السياسية والإجراءات الميدانية التي اتخذتها الإدارة الأميركية، ولاسيما تصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة في الوقوف السافر وإعلان الدعم المفتوح لآلة القتل والعدوان الصهيوني ضدّ الشعب الفلسطيني، فهذا هو الجوهر الحقيقي للسياسة الأميركية الكاملة في دعمها المتواصل للعدوان والإرهاب منذ نشأة هذا الكيان الغاصب المحتل.
وأضاف البيان: إن «إرسال حاملات الطائرات إلى المنطقة بهدف رفع معنويات العدو وجنوده المحبطين تكشف عن ضعف الآلة العسكرية الصهيونية رغم ما ترتكبه من جرائم ومجازر، وبالتالي حاجتها إلى الدعم الخارجي المتواصل لمد هذا الكيان الغاصب المؤقت بأسباب الحياة، ولذلك نؤكد أن هذه الخطوة لن تخيف شعوب أمتنا ولا فصائل المقاومة المستعدة للمواجهة حتى تحقيق النصر النهائي والتحرير الكامل».
في الغضون، أفادت مصادر مقربة من المقاومة اللبنانية لـ«الوطن» أن ما يحدث على جبهة جنوب لبنان «اشتباكات وليس حرباً وبأن التصعيد في الجنوب مرتبط بالتطورات الميدانية وأنّ وتيرة التصعيد سترتفع تدريجياً بحسب التطورات وأي حرب برية ستكون لمصلحة المقاومة».
وأضافت المصادر: إن «الإسرائيلي على ما يبدو لا يريد فتح جبهة الجنوب أو أي جبهة ثانية وهو لا يزال يلملم أشلاءه في حزام غزة»، مستطردة بأن «الحزب لن يقف متفرجاً ولن يدع العدو أن يتمكن من تحقيق هدف العملية في غزة فكل ما هو قادر أن يقوم به الإسرائيلي وقام به إلى الآن هو المجازر واستهداف المدنيين والمؤسسات والدليل هو قصف عسقلان وامتلاك المقاومة لزمام المبادرة والقرار وقدرتها على الرد».
وتابعت المصادر، أنه «في حال تدخل الأميركيون سيلقون الرد المناسب وتجربة لبنان عام 1983 تشهد على قوات النخبة الأميركية «المارينز» وانسحابهم أفقياً وعلى نيوجرسي التي أبحرت من شواطئ بيروت تجر خيبات الهزيمة والتقهقر خلفها».
وأشارت المصادر بهذا الصدد إلى جهوزية كل الجيش العربي السوري وفصائل المقاومة لمواجهة أي اعتداءات إن كان في سورية أو العراق أو اليمن لافتة بهذا السياق إلى أن قواعد الاحتلال الأميركي في سورية ستكون أهدافا للمقاومة الشعبية في سورية.
بالتوازي، أشارت مصادر في المقاومة لـ«الوطن» أن «هناك تصعيدا على الساحة اللبنانية ولكن إسرائيل تتجنب الحرب مع لبنان لأن أي حرب مع لبنان تعني فتح جميع الجبهات على الكيان الصهيوني الغاطس في انتشال ضحاياه، ولهذا تقوم إسرائيل بضربات موضعية بالحدود اللبنانية، مشيرة إلى أن «الجهوزية عالية لدى جميع فصائل المقاومة وهناك تنسيق واضح بين اللبناني والفلسطيني»، وعلى صعيد الجبهة العراقية نوّهت المصادر إلى أن المقاومة في العراق موحدة على جميع الجبهات.
المصادر أوضحت أن حزب اللـه لن يدع العدو يحقق هدفه، وهذا موقف أكده الحزب عملياً باستهداف موقع «جرداح» الإسرائيلي أمس بالعديد من الصواريخ الموجهة معلنا أن هذه العملية تأتي في إطار التصعيد التدريجي للرد على جيش العدو الإسرائيلي.