الأمم المتحدة: تدمير أكثر من1300 بناء و5544 وحدة سكنية في القطاع … الاحتلال يواصل ارتكاب المجازر في غزة وعدد الشهداء يتجاوز2200
| وكالات
واصل العدو الصهيوني أمس حرب الإبادة الجماعية للمدنيين في قطاع غزة وتدمير المنطقة لليوم الثامن على التوالي، ما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 2200 شهيد أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء، وتدمير 5544 وحدة سكنية فلسطينية بالكامل.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، وفق قناة «الميادين» عن استشهاد 2215 فلسطينياً، منهم 724 طفلاً و458 سيدة، وإصابة 8714 آخرين منهم 2450 طفلاً و1536 سيدة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، السبت ما قبل الماضي.
ولفتت الوزارة إلى أن قوات الاحتلال قتلت 324 مواطناً منهم 126 طفلاً و88 سيدة، وأصابت 1018 آخرين خلال الـ 24 ساعة الماضية، مؤكدة أن 66 بالمئة من ضحايا العدوان الإسرائيلي من الأطفال والنساء، في حين قال نقيب الممرضين الأسبق خليل الدقران، إنه جرى استقبال أكثر من 400 شهيد في الساعات الأخيرة، وجلّ المصابين والشهداء هم من الأطفال والنساء والمسنين، مشدداً على ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي لوقف هذه الدماء.
ووفق وسائل إعلام فلسطينية فإن الاحتلال الصهيوني ارتكب عدة مجازر منها قصف منزل في دير البلح وسط قطاع غزة أسفر عن 20 شهيداً وعشرات الجرحى وأخرى بقصف منزل في مخيم الشاطئ غرب غزة أسفرت عن 25 شهيداً و100 جريح على الأقل، إضافة إلى قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، منزلاً بحي الفاخورة غرب مخيم جباليا، شمال القطاع ما أسفر عن ارتقاء 20 شهيدا وإصابة أكثر من 80 آخرين بجروح.
وقالت «الميادين» إن «برادات الآيس كريم تحوّلت إلى ثلاجات لجثامين الشهداء في القطاع في ظل الحصار الجائر الذي يشمل كل شيء».
ونقلت القناة عن مراسلها إنه «لم تعد هناك مناطق آمنة في القطاع على عكس مزاعم الاحتلال الذي يشن حرب إبادة ويغلق كل المنافذ الحياتية».
وأشارت إلى أن الطواقم الطبية تواجه صعوبات جمّة في عمليات الإسعاف، لافتة إلى شن الاحتلال غارة جديدة على محيط مشفى شهداء الأقصى بالتزامن مع وصول المزيد من جثامين الشهداء.
وأكدت أن «المشافي في غزة لم تعد تحتمل استقبال المزيد من الشهداء في ظل الأوضاع الصحية الكارثية»، في وقتٍ لم يعد بالإمكان الحديث عن إحصائية للشهداء في ظل استمرار وصول الجثامين بالجملة إلى المشافي.
ولفتت إلى أن «عدد الناجين من الغارات الإسرائيلية هو صغير بسبب الأسلحة المدمّرة التي يستخدمها الاحتلال»، مضيفاً إن كل الشهداء الذين تصل جثامينهم إلى المشافي هم مدنيون.
المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة أوضح أن هناك المئات من الشهداء موجودون تحت الأنقاض وإمكاناتنا لا تسمح بإنقاذهم، لافتاً إلى أن «الجثامين التي ننتشلها من تحت الأنقاض الكثير منها متفحّم أو مقطوع الرأس»، مشيراً إلى أن حجم الصاروخ الذي يطلق على المواطنين يتجاوز الطن الواحد.
ولم يكتفِ الاحتلال بالمطالبة بإخلاء المستشفيات بعد المطالبة بإخلاء مناطق شمالي القطاع، بل قام أيضاً باستهداف مستشفى الدّرة للأطفال شرقي القطاع بقنابل الفوسفور الأبيض، مما دفع طواقمه إلى الإخلاء حفاظاً على صحة المرضى.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات القطاع بحاجة ماسة لكل كادر صحي ولكل سرير ولكل حبة دواء، ولكل غرفة عمليات ولكل خدمة صحية في هذا الوقت الحرج.
وناشدت إدارة المستشفيات الشركاء الإنسانيين في العالم للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتحييد النظام الصحي، المهدّد أصلاً بالانهيار بسبب العدوان القائم، وسنوات الحصار الإسرائيلي على القطاع.
وعلى الرغم من التحذيرات من عواقب إخلاء المستشفيات في قطاع غزة وتفريغها من المرضى والطواقم الطبية، إلا أن الاحتلال مستمر في دعواته للإخلاء متجاهلاً المخاطر الجسيمة لذلك.
ورفض الأطباء والممرضون، أمس وفق وكالة «وفا» الفلسطينية الانصياع لأوامر جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء مستشفى العودة في جباليا شمال قطاع غزة.
وقال مدير مستشفى العودة أحمد مهنا: إن ظروفاً كارثية يواجهها الكادر الطبي في المستشفى، المكون من 35 طبيباً وممرضاً، بفعل التزايد المتسارع بعدد الشهداء والجرحى، مؤكداً إصرارهم على البقاء، وتقديم الخدمة للمرضى، الذين من بينهم حالات حرجة.
وقالت وزيرة الصحة مي الكيلة وفق «وفا»: إن 28 كادراً يعملون في القطاع الصحي استشهدوا، وأصيب العشرات منهم، خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا في قطاع غزة لليوم الثامن على التوالي.
وأضافت الكيلة في بيان صحفي: إن 15 مركزاً طبياً تضررت جراء القصف، وتوقف مستشفى بيت حانون ومستشفى الدرة للأطفال عن تقديم الخدمة، كما تم إلحاق الضرر بـ23 مركبة إسعاف وتعطلت عن العمل.
وجددت مناشداتها للمجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية والدولية، بتوفير حماية عاجلة للمستشفيات ومراكز العلاج وسيارات الإسعاف والكوادر الصحية والمرضى والجرحى الذين يتعرضون يوميا للقصف الإسرائيلي.
كان الاحتلال قد أبلغ الأمم المتحدة بضرورة انتقال 1.1 مليون فلسطيني في غزة إلى جنوبي القطاع، خلال 24 ساعة، في وقتٍ يعمل فيه الاحتلال على توسيع دائرة النار وقوتها، مستخدماً في عدوانه صواريخ ارتجاجية عنيفة وقنابل فوسفورية محرمة دولياً.
ورغم عدوان الاحتلال المستمر، وإطلاقه تهديدات لأهالي سكان القطاع لإجلاء مناطق شمالي وادي غزة، أي محافظتي الشمال وغزة، إلا أن سكان المدن المعنية لا يزالون صامدين في بيوتهم، وذلك رغم منحهم مهلةً ضيّقة هي 24 ساعة.
في الأثناء نقلت وكالة « أ ف ب» عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قوله في بيان: إن القوات الإسرائيلية دمرت أكثر من1300 بناء و5544 وحدة سكنية في قطاع غزة، وأصابت نحو 3750 وحدة سكنية أخرى بأضرار جسيمة إلى حد لم تعد قابلة للسكن.
بدورها حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا من أن الوضع في قطاع غزة بات كارثياً، مشيرة إلى أن نقص المياه في القطاع أصبح مسألة حياة أو موت لأكثر من مليوني إنسان، وذلك إثر توقف محطة وشبكات المياه العامة عن العمل.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا تأكيده في بيان أمس وجوب نقل الوقود إلى غزة على الفور، لأن أكثر من مليوني شخص معرضون للخطر بسبب نقص المياه، داعياً إلى الرفع الفوري للحصار المفروض على المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأشار إلى أن هناك «حاجة ماسة لتزويد الناس بمياه الشرب الآمنة، لأنه إذا لم يتم ذلك فسيبدأ الناس في الموت بسبب الجفاف الشديد بمن في ذلك الأطفال وكبار السن والنساء».