سورية

أردوغان: أنشطة أميركا وحلفائها في سورية تشكل تهديداً كبيراً لأمننا القومي … الاحتلال التركي يستهدف 264 موقعاً لـ«قسد» خلال عشرة أيام

| وكالات

كثف الاحتلال التركي خلال الأيام العشرة الماضية من عدوانه على مناطق شمال وشمال شرق سورية التي تسيطر عليها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المرتبطة بالاحتلال الأميركي، ووصل عدد المواقع المستهدفة إلى 264 موقعاً، وسط تجديد أنقرة اتهاماتها لواشنطن بأنها تهدد الأمن القومي التركي بدعمها لـ«قسد».
وفي جديد العدوان التركي على مواقع ومناطق سيطرة «قسد» ذكرت مصادر إعلامية معارضة أمس أن طائرة «درون» تركية قصفت موقعاً ضمن مناطق انتشار «قسد» وهو تلة في ناحية تل رفعت بريف حلب الشمالي، من دون تسجيل خسائر بشرية، وذلك بعد يوم من سقوط طائرة مسيّرة «درون» في قرية تنب بناحية شيراوا ضمن مناطق سيطرة «قسد» بريف عفرين شمال غربي حلب.
وكانت المصادر ذاتها ذكرت أمس أن قصفاً برياً نفذته قوات الاحتلال التركية على قرية الشيخ عيسى ضمن مناطق انتشار «قسد» في ريف حلب الشمالي، حيث سقطت قذائف في قرى الشيخ عيسى وحربل وتل رفعت بريف حلب الشمالي.
في الأثناء ذكرت وكالة «نورث برس» الكردية التابعة لـ«قسد»، أن قوات الاحتلال التركية استهدفت 264 موقعاً يتبع للميليشيات في شمال شرقي سورية، خلال عشرة أيام.
وتوزعت المواقع المستهدفة بين 29 موقعاً للبنى التحتية، و185 مواقعاً سكنياً، و38 موقعاً عسكرياً، و7 أراضٍ زراعية، و3 معامل صناعية، ومدرسة ومشفى.
وتم استهداف هذه المواقع بـ356 ضربة منها 267 بالمدفعية والأسلحة الثقيلة، و25 بالطيران الحربي، و64 ضربة بالطائرات المسيرة.
وفقد 9 مدنيين حياتهم وأصيب 15 آخرون، في حين فقد 39 «عسكرياً» حياته وأصيب 34 آخرون خلال عشرة أيام من التصعيد التركي.
واتهم رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان أول من أمس الولايات المتحدة الأميركية بأنها «تعمل ضد تركيا»، وتدعم «التنظيمات الإرهابية»، رغم «التحالف والشراكة الإستراتيجية» بين البلدين، وفق ما ذكر «تلفزيون سوريا» المعارض الذي يبث من الأراضي التركية.
وقال أردوغان في كلمة له أمام منتدى تركيا وإفريقيا الاقتصادي في إسطنبول، تعليقاً على إعلان البيت الأبيض تمديد «حالة الطوارئ الوطنية» بشأن سورية: إن «الأنشطة التي تقوم بها الولايات المتحدة مع أذرع حزب العمال الكردستاني بسورية تشكل تهديداً كبيراً للأمن القومي التركي».
وتصف أنقرة «العمال الكردستاني»، «تنظيماً إرهابياً» وتتهم ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تشكل العمود الفقري لـ«قسد» بأنها فرع له في سورية، على حين تدعم قوات الاحتلال الأميركية في شمال سورية «قسد» وتعتبرها شريكاً لها في محاربة ما تسميه «الإرهاب».
وأضاف أردوغان: إن «القوات الأميركية أسقطت طائرة مسيّرة تركية شمال شرقي سورية»، مشيراً على أنه «ألسنا حلفاء مع أميركا في الناتو، فكيف يمكنهم أن يفعلوا هذا الشيء؟».
واعتبر أن بين تركيا والولايات المتحدة «مشكلة أمنية»، مضيفاً إن بيان الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي أدلى به الخميس بشأن سورية، «لا يتعارض فقط مع روح التحالف والشراكة الإستراتيجية بين البلدين، لكنه يشجع أيضاً المنظمات الإرهابية التي تحاول تقسيم سورية».
وشدد أردوغان على عزم بلاده «القضاء على التهديد الإرهابي الذي يواجهها في منبعه، بغض النظر عمن يقف وراء المنظمة الإرهابية»، مشيراً إلى أن تركيا «الحليف الوحيد في الناتو الذي حارب تنظيم داعش ودفع من أرواح قواته».
وأكد الرئيس التركي أن «التنظيمات الإرهابية التي تعمل على تقسيم سورية تستقوي بالولايات المتحدة»، لافتاً إلى أنه «سنترك الممثلين المسرحيين بمفردهم مع سيناريوهاتهم الخاصة وسنواصل اتخاذ الخطوات التي يتطلبها أمننا القومي».
والخميس الماضي أرسلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إخطارين إلى رئيس مجلس النواب المؤقت ورئيس مجلس الشيوخ بشأن استمرار حالة الطوارئ الوطنية فيما يتعلق بالوضع في سورية.
وقال بيان للبيت الأبيض، في اليوم ذاته: إن «الوضع في سورية وفيما يتعلق بها، ولاسيما الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية لشن هجوم عسكري في شمال شرقي سورية، يقوض الحملة الرامية إلى هزيمة تنظيم الدولة (داعش) في العراق وسورية، ويقوض السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، ولا تزال تهديداً غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن