الخبر الرئيسي

العدو مستمر بارتكاب المجازر وتحرك دولي وإقليمي متواصل لوقف الإبادة الجماعية … «طوفان الأقصى» يدخل أسبوعه الثاني والمقاومة تواصل قصف المستوطنات

| الوطن

دخل «طوفان الأقصى» أسبوعه الثاني على وقع ثبات مقاومته وارتكاب العدو المزيد من المجازر مستهدفاً أطفال ونساء وشيوخ غزة، وبات عداد الشهداء يرتفع لحظة بلحظة وسط مذابح وحصار لم يشهد له التاريخ بتغطية غربية وأميركية تحديداً.

المقاومة الفلسطينية من جهتها واصلت إعلان ثباتها بالوقوف ضد جبروت الاحتلال وقصفت المستوطنات الإسرائيلية وأطلقت رشقات صاروخية باتجاه تل أبيب، ودوّت صفارات الإنذار في السّهل الداخلي، الذي يضمّ اللد والرملة، في اليوم الثامن للملحمة.

وأفادت وسائل إعلام العدو بمقتل مستوطن وإصابة 12 آخرين من جراء القصف الصاروخي من غزة، خلال يوم أمس.

وقصفت «سرايا القدس» مدينة عسقلان المحتلة ومستوطنتي «سديروت» و«زيكيم» برشقة صاروخية، وأعلنت أيضاً أنها استهدفت الحشود الإسرائيلية في «كيبوتس نيريم» وقرب كيسوفيم برشقات صاروخية.

العدو الصهيوني واصل حرب الإبادة الجماعية للمدنيين في القطاع وتدمير المنطقة، وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن استشهاد 2215 فلسطينياً، منهم 724 طفلاً و458 سيدة، وإصابة 8714 آخرين منهم 2450 طفلاً و1536 سيدة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع السبت ما قبل الماضي.

ولفتت الوزارة إلى أن قوات الاحتلال قتلت 324 مواطناً منهم 126 طفلاً و88 سيدة، وأصابت 1018 آخرين خلال الـ 24 ساعة الماضية، مؤكدة أن 66 بالمئة من ضحايا العدوان الإسرائيلي من الأطفال والنساء، في حين قال نقيب الممرضين الأسبق خليل الدقران: إنه جرى استقبال أكثر من 400 شهيد في الساعات الأخيرة، وجلّ المصابين والشهداء هم من الأطفال والنساء والمسنين، مشدداً على ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي لوقف هذه الدماء.

ولم يكتفِ الاحتلال بالمطالبة بإخلاء المستشفيات بعد المطالبة بإخلاء مناطق شمال القطاع، بل قام أيضاً باستهداف مستشفى الدّرة للأطفال شرق القطاع بقنابل الفوسفور الأبيض، ما دفع طواقمه إلى الإخلاء حفاظاً على صحة المرضى.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات القطاع بحاجة ماسة لكل كادر صحي ولكل سرير ولكل حبة دواء، ولكل غرفة عمليات ولكل خدمة صحية في هذا الوقت الحرج.

وكان الاحتلال أبلغ الأمم المتحدة بضرورة انتقال 1.1 مليون فلسطيني في غزة إلى جنوب القطاع خلال الـ 24 ساعة، في وقتٍ يعمل فيه الاحتلال على توسيع دائرة النار وقوتها، مستخدماً في عدوانه صواريخ ارتجاجية عنيفة وقنابل فوسفورية محرمة دولياً.

يأتي ذلك في وقت تتكدس فيه شاحنات المساعدات الانسانية عند معبر رفح وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن «كل ساعة تبقى فيها هذه الإمدادات على الجانب المصري من الحدود، يموت مزيد من الفتيات والفتيان والنساء والرجال، خصوصاً الفئات الأكثر تعرضاً للمخاطر»، ورفضت مصر السماح بدخول الذين يحملون الجنسية الأميركية إلى معبر رفح، إلا في إطار اتفاق أشمل، يخفف من وطأة المعاناة الإنسانية.

التطورات الميدانية تزامنت مع تكثيف التحركات والمواقف الدولية، وبعد الدعوات التي وجهتها إيران لعقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، دعت السعودية رئيس القمة الإسلامية في دورتها الحالية ورئيس اللجنة التنفيذية لـ«منظمة التعاون الإسلامي» إلى عقد اجتماع استثنائي عاجل للجنة التنفيذية على مستوى الوزراء، لتدارس التصعيد العسكري في غزة ومحيطها وتفاقم الأوضاع بما يهدّد المدنيين وأمن المنطقة واستقرارها.

من جهته أعلن الاتحاد الأوروبي عن عقد اجتماع طارئ له الأسبوع المقبل لبحث موقفه من الأوضاع في غزة واتخاذ موقف موحد، كما دعا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، المجتمع الدولي للتدخل «بقوة وبسرعة لوقف العدوان على غزة والعمل على إيجاد حل سياسي للأزمة لتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة في إقامة دولته على أراضي عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية لتحقيق السلام والاستقرار المنشود في الأراضي الفلسطينية المحتلة».

وفي واشنطن قال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: إن بلينكن الذي زار السعودية، أجرى اتصالاً هاتفياً «مثمراً» بوزير الخارجية الصيني استغرق ساعة.

وفي اتصال هاتفي منفصل أبلغ وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، نظيره الصيني أن على الصين استخدام موقعها كعضو دائم في مجلس الأمن «من أجل العمل على وقفٍ فوري للعمليات العسكرية ورفع الحصار عن غزة»، وفق ما أفادت به الخارجية السعودية.

كما بحث رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان وبلينكن الذي حَطَّ في أبو ظبي مساء أمس الأولوية القصوى لضمان توفير الحماية الكاملة للمدنيين والحفاظ على أرواحهم وضرورة فتح ممرات إنسانية عاجلة لإيصال المساعدات الطبية والإغاثية إلى قطاع غزة إلى جانب الوقف الفوري لجميع أشكال التصعيد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن