بورصة «تل أبيب» خسرت أكثر من 7 بالمئة بعد أسبوع من «طوفان الأقصى» … إعلام إسرائيلي: مستوطنات تحولت لمدن أشباح والعملية البرية بمنزلة جحيم لجنود الاحتياط
| وكالات
سلّطت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، الضوء على «حجم الكارثة» التي ضربت المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، جرّاء استهداف المقاومة الفلسطينية لها منذ انطلاق معركة «طوفان الأقصى» في السابع من الشهر الجاري، كاشفة أن بورصة «تل أبيب» افتُتحت على انخفاضٍ بنسبة 2.3 بالمئة وسط تراجعٍ قوي في أسهم البنوك والنفط، واستمرار انخفاض قيمة «الشيكل».
وذكر الإعلام الإسرائيلي أمس، وبعد انقضاء الأسبوع الأول من المعارك، أن حجم الكارثة في مستوطنة كفار عزة كبير جداً، مضيفاً إن هناك 52 قتيلاً، و13 مفقوداً، و7 مخطوفين، و6 جرحى.
بدورها، أشارت شبكة «هاميتاف» الإسرائيلية إلى أن أبعاد الكارثة في مستوطنة نير عوز لا يمكن تصورها، مضيفةً إن نحو نصف (المستوطنين) قُتلوا أو في عداد المفقودين فهناك بين 25-30 قتيلاً، إضافة إلى 80 مفقوداً، مع العلم أن عدد المستوطنين فيها 400.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن مستوطنة «كريات شمونة» تحولت إلى مدينة أشباح، كذلك لفت إعلام العدو إلى وجود رعب مستمر عند المستوطنين، إذ أعلنت بلدية «سديروت»، أمس الأحد، أن أكثر من 90 بالمئة من المستوطنين سيغادرون المدينة حتى مساء أمس.
من جانبها، أعلنت الناطقة باسم بلدية «عسقلان» المحتلة أنه منذ بدء القتال أطلقت نحو عسقلان 1039 قذيفة صاروخية، بينها 173 سقطت في أراضي المدينة.
بدوره، قال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية: إنه إذا كنّا نتوقع أن يقوم الجيش الإسرائيلي بتصفية كل عنصر في «حماس» و«الجهاد الإسلامي» فهذا لن يحدث مطلقاً.
واعترفت وسائل الإعلام الإسرائيلية بمقتل أكثر من 1400 إسرائيلي وإصابة أكثر من 3500 منذ بدء عملية «طوفان الأقصى» في السابع من الشهر الجاري، في حين ذكرت قناة «كان» الإسرائيلية أن المستشفيات الإسرائيلية تعالج 377 جريحاً إسرائيلياً، بينهم 99 حالتهم شديدة.
وحذّر مسؤولون ومحللون إسرائيليون وغربيون من مخطط إسرائيل شنَّ عدوان بري على غزة، وشكّكوا في قدرة الجيش الإسرائيلي على مواجهة حركة «حماس» براً.
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قرر إلغاء كلمة أمام جنود احتياط في اللحظة الأخيرة، بعد أن تلقّى شتائم من بعضهم.
وبحسب تقرير «القناة 12» الإسرائيلية، فإن نتنياهو وصل قبل عدة أيام لزيارة جنود احتياط في لوائَي المظليين ومغلان، وقبل أن يُلقي كلمة على المنبر، صرخ بعض الحاضرين واصفين إياه «بالكذّاب وبأنّ قيادته صفر»، وشتائم أخرى، إلى أن قرر نتنياهو ترك المكان بسرعة.
وفي وقتٍ سابق، أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة «معاريف» الإسرائيلية تراجع دعم المستوطنين لحزب «الليكود»، بزعامة نتنياهو، وذلك بعد عملية «طوفان الأقصى».
وتُواجه حكومة الاحتلال، وتحديداً رئيسها نتنياهو، اتهامات هائلة من خصومه السياسيين من جهة، والمستوطنين من جهة أخرى، بسبب فشلها في صد عملية «طوفان الأقصى»، وعدم قدرة الجيش على حماية الإسرائيليين.
وتعليقاً على العملية المرتقبة في غزة، قال كولونيل في جيش الاحتلال الإسرائيلي لموقع «ميدل إيست آي»: إن العملية البرية المرتقبة في غزة ستكون بمنزلة جحيم لجنود الاحتياط الإسرائيليين، الذين لم يتلقوا التدريب الكافي.
واعترف الكولونيل الإسرائيلي، شرط عدم الكشف عن هويته، بأن الجيش يُعاني نقصاً كبيراً في العدد في القوات الخاصة اللازمة لمثل هذه العملية الضخمة.
في غضون ذلك، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن بورصة «تل أبيب» افتُتحت على انخفاضٍ بنسبة 2.3 بالمئة، وسط تراجعٍ قوي في أسهم البنوك والنفط، واستمرار انخفاض قيمة الشيكل.
ومع هذا التراجع اليوم والتراجعات السابقة خلال الأسبوع الماضي، تكون بورصة «تل أبيب» قد شهدت تراجعاً حاداً بلغ خلال أسبوع كامل 7 بالمئة، وجاءت توقعات الخبراء بخسائر فادحة للبورصة الإسرائيلية نتيجة «طوفان الأقصى»، لاعتماد أكبر قطاعين في السوق، وهما البنوك وتكنولوجيا المعلومات في إيراداتهما على الأسواق الخارجية.
كما توقّعت بعض التقارير العالمية أن ينعكس ذلك سلباً على أداء الاقتصاد الإسرائيلي كله، إذ سيلجأ البنك الإسرائيلي إلى العودة لرفع أسعار الفائدة في حال عودة معدّل التضخم إلى الارتفاع بعد هذه الأحداث، واستمر انخفاض قيمة الشيكل على خلفية عملية «طوفان الأقصى»، على الرغم من أن «بنك إسرائيل» أعلن خطةً لبيع العملات الأجنبية مقابل 30 مليار دولار.
وقبل أسبوع، قدّر الإعلام الإسرائيلي، أن الحرب المُستمرّة ستُكلّف إسرائيل نحو 4 مليارات شيكل في أسبوع واحد، وفق تقديراتٍ أولية، على حين أقرّ عندها وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش أنه من المتوقع أن تكون للحرب «آثار مدمّرة» على الاقتصاد الإسرائيلي.
وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن أغلب الشركات والمصانع الإسرائيلية أغلقت أبوابها، كما أن شركة «شيفرون» الأميركية، علّقت أنشطتها في منصّة «تمار» الإسرائيلية لاستخراج الغاز والواقعة قبالة سواحل مدينة حيفا المحتلة، بطلب من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى إغلاق ميناء عسقلان.
وأيضاً، علّقت عشرات شركات الطيران الأميركية والكندية والأجنبية الأخرى رحلاتها إلى إسرائيل، كما قدّرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» خسائر اليوم الأول فقط لعملية «طوفان الأقصى» بـ30 مليون دولار، إضافة إلى توقّف مشروع نقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا من خلال أنابيب البحر المتوسط الذي يُعدّ بديلاً من الغاز الروسي.