المقداد أكد لنظيريه التونسي والعُماني ضرورة الخروج بموقف عربي موحد لوقف العدوان … «طوفان الأقصى»: الإبادة مستمرة والأولوية لإغاثة المدنيين وإدخال المساعدات
| الوطن
دخل «طوفان الأقصى» أسبوعه الثاني على حرب إبادة وحصار لم يشهده التاريخ، فيما المقاومة تواصل دك المستوطنات بصواريخها التي سمع دويها في «تل أبيب» و«غوش دان» و«هشفيلا»، ووصل عدد قتلى العدو وباعتراف جيشه إلى 1400.
وكثف العدو الصهيوني من حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين في قطاع غزة لليوم التاسع على التوالي، إذ ارتفع عدد الضحايا إلى 2670، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، في حين وصل عدد الجرحى إلى 9200، ما دفع بالجهات المعنية إلى دفن عشرات جثامين الشهداء بمقبرة جماعية في مدينة غزة، جراء تكدس الجثامين في المستشفيات، في وقت حذرت الأمم المتحدة من أن أكثر من مليوني مواطن في القطاع يواجهون خطر نفاد المياه بشكل أصبح يهدد حياتهم.
وإمعاناً في جرائمه واصل الاحتلال مطالبة مستشفيات عدة شمال ووسط القطاع بالإخلاء، لكن الكوادر الطبية رفضت ذلك وأصرت على البقاء فيها ومواصلة عملها الإنساني وتقديم العلاج للمرضى والمصابين رغم تهديدات الاحتلال بقصف المشافي، كما جرى في المستشفى الكويتي وسط مدينة رفح.
في الأثناء تجددت المواجهات عند التخوم اللبنانية – الفلسطينية واستهدفت عمليات للمقاومة مراكز لجيش الاحتلال في مستوطنة شتولا ودبابة ميركافا في موقع الراهب، وكذلك موقع ضهر الجمل وثكنة حانيتا الصهيونية، بالإضافة إلى دوريات معادية قرب مستوطنة المنارة وانتهت حصيلتها التي أقر بها العدو بقتيل وأربعة جرحى على الأقل.
بالتوازي تكثفت التحركات والاتصالات السياسية الدولية والإقليمية لإيجاد سبل إيصال المساعدات الإنسانية، وأجرى وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد مساء أمس اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية في الجمهورية التونسية نبيل عمار، وأكد المقداد ضرورة الخروج بموقف عربي موحد لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على أهلنا في القطاع، وتقديم الإغاثة والمساعدة لهم بمشاركة الدول والقوى التي تدعم الحق الفلسطيني وتدين الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، وخاصة انتهاكاتها الإجرامية لحقوق الإنسان، واستهتارها الشنيع بالقانون الدولي الإنساني وقتلها الأطفال والمدنيين الأبرياء، ومنع الغذاء والدواء عنهم، وتدمير المشافي والمستوصفات.
من جانبه أكد عمار وقوف تونس إلى جانب الشعب الفلسطيني، ورفضها الحرب العدوانية الإسرائيلية وممارساتها بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، مشدداً على ضرورة التحرك العاجل لوقف هذا العدوان، وأن تونس تبذل كل الجهود لتحقيق ذلك.
كما أجرى وزير الخارجية والمغتربين اتصالاً هاتفياً مع وزير خارجية سلطنة عُمان بدر البوسعيدي، وأشار المقداد إلى أهمية تضافر الجهود العربية والدولية لوقف هذا العدوان الإسرائيلي الغادر، والمجزرة التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني ضد أهالي قطاع غزة.
وأكد المقداد أهمية إيصال المساعدات الإنسانية والغذائية وإعادة المياه والكهرباء لنحو مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع، والذين يتعامى الغرب ومدعو الإنسانية عن معاناتهم وعن الجرائم التي ترتكب بحقهم.
بدوره أكد البوسعيدي أن ما يحدث هو نتيجة لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للأراضي الفلسطينية، واعتداءاته المستمرة على الفلسطينيين، مشدداً على ضرورة وقف العدوان على أهالي غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية الإغاثية إليهم، وأهمية العمل على حشد الجهود العالمية لإنقاذ الشعب الفلسطيني من براثن العدوان وآثاره الكارثية في البعدين السياسي والإنساني.
من جانب آخر قررت الصين إرسال مبعوث إلى المنطقة الأسبوع المقبل على حين طلبت روسيا التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى هدنة إنسانية في غزة.
وزير الخارجية الصيني وانغ يي أكد أن الظلم التاريخي الذي لحق بالفلسطينيين لا يمكن أن يستمر، وأن على إسرائيل التوقف عن العقاب الجماعي لأهالي قطاع غزة.
وخلال اتصال هاتفي مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان أشار وانغ إلى أنه يتعين على جميع الأطراف الامتناع عن أي أعمال من شأنها تصعيد الوضع، كما يتعين عليها العودة إلى طاولة المفاوضات في أسرع وقت ممكن.
من جهته أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع وانغ يي أن المنطقة تمر بظروف «حساسة للغاية»، مشيراً إلى أن الأولوية الرئيسية الآن هي «وقف العدوان الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة».
وأضاف: إن «الوضع خطير ومقلق للغاية»، وإنّ «الأمور قد تخرج عن السيطرة في أي لحظة».
ودعا إلى فتح ممرات إنسانية لمساعدة المحاصرين في قطاع غزة وأضاف: «يتعين احترام حقوق الإنسان قبل أي شيء في غزة».
وتزامناً مع ما كشفه الإعلام الإسرائيلي عن سعي أميركي- قطري للتوصل إلى صفقة لإطلاق أسرى الاحتلال من الأطفال والنساء، استأنف الاحتلال تزويد جنوب غزة بالمياه، كما أعلن مصدر أمني مصري مسؤول أنه سيتم تجهيز وصيانة معبر رفح من الجانب المصري تمهيداً لإعادة فتحه اليوم وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة.