نيتشه يقول: إن المشكلة الأكثر وضوحاً في الأخلاق أن هناك «سلَّم قيمٍ للعبيد وهناك سلم قيم للأسياد» وإن الغرب أنشأ معجماً قيمياً وسطياً وتصالحياً، لكنه شكلي مثل المساواة وحقوق الإنسان والضمير المهني. الانبهار عند العرب وغير العرب بالقيم الغربية كان شبه مقدس فعلى الأقل كانت وما زالت العبارات السائدة أن لديهم حرية التعبير عن الرأي مهما كان هذا الرأي شاذاً وغريباً. الآن لا أحد يستطيع أن يدافع عن التزام الغرب بقيمه التي بهرتنا، فالدول الغربية نفسها هي التي تطعن قيمها وتخون مبادئها.
وخلال هذه الأحداث العظيمة نشهد أكبر عملية إعدام للقيم الغربية، ورغم أن قوانين سابقة كانت تشكل بوضوح خرقاً لمبادئ حرية التعبير مثل قوانين معاداة السامية إلا أن ذلك لم يمنع من الحديث عن فرص أخرى للتعبير عن الرأي، لكن في هذه الأحداث الحالية نجد أن كل ذلك ما كان إلا أكاذيب شنيعة، من المنطقي أن الفضائل تظهر وقت الشدائد.
لا نقول عن أحد إنه حليم إلا وقت تتم الإساءة إليه ثم يصفح، ولا نقول عن الصبر إلا وقت محنة وغير ذلك، في العالم الغربي كل القيم تزول فوراً عند الحاجة إليها.
الآن تم منع التظاهر أو التعبير عن الرأي أو رفع أعلام محدودة. صحيح أن هناك مظاهر كثيرة وصارخة لحرية التعبير عن الرأي في العالم الغربي، وهي مدهشة وما زالت محط إعجاب الكثيرين منا وكلنا يتمنى أن يكون في بلادنا جزء منها، لكنها في وقت الرخاء وعندما تكون السماء صافية
الأخلاق تظهر وقت المصائب والقيم تظهر وقت نحتاج إلى التعبير عنها، والمبادئ تتجلى في الأوقات الصعبة.. وفي الأحاديث النبوية «الصبر عند الصدمة الأولى». ما يحدث الآن في الغرب أنهم يتخلون عن الضمير والأخلاق والقيم في الأوقات التي يحتاجها العالم، وفوق ذلك ومع الاعتماد الكلي على وسائل التواصل الاجتماعي فكل ما لا يوافقون عليه ولا يتماشى مع أهوائهم أو قوانينهم هو انتهاك لمعايير المجتمع، وفي الوقت الذي كنا نتباهى بأن صفحة الفيس بوك أو غيرها فرصة ليعبر أيّ كان عن رأيه أصبح من الصعب أن تجد نفسك قادراً على قول ولو نصف الحقيقة.. أصبحنا نراعي الخوارزميات أكثر مما نراعي المخابرات.
أقوال:
– تنكشف الأخلاق في ساعة الشدة.
– قيمة شركة الفيس بوك التي تقدر بمليارات الدولارات هو خوفنا ألا نبقى وحيدين.
– ليس شرطاً أن تطفئ الآخرين لتسطع أنت.