مصنعة ونصف مصنعة وخام، ثمة عبارات معروفة ومتداولة في علم وعالم الصناعة والتجارة أيضاً، لكنها تبدو قابلة للاستخدام في علم وعالم الرياضة على اعتبار أنها باتت صناعة أيضاً.
فالرياضي أساس هذه الصناعة، حيث ينطلق من المرحلة الخام إلى بقية المراحل، وبقدر ما يكون العمل فيه وعليه متقناً تكون النتائج النهائية ومخرجاتها عملية وملبية وناجحة، وهذا حال كل الرياضات بما فيها كرة السلة التي تتطلب صناعة النجم أو اللاعب المتكامل فيها سنوات عديدة يتدرج خلالها ضمن الفئات العمرية ويكتسب معها المطلوب من بناء مهاري وبدني وفكري ونفسي واجتماعي أيضاً، وبالتالي فالعملية البنائية مرهونة بالمدرب وقدراته ومؤهلاته ومدى إحاطته بعلم التدريب التخصصي لكل مرحلة عمرية.
كان لافتاً في الآونة الأخيرة ذلك الإقبال على العمل بتدريب كرة السلة أكثر من التحكيم، وهذا ما تعكسه دورات المدربين التي أقيمت هذا العام، وربما كان لاتساع عدد أكاديميات تعليم كرة السلة أثر مباشر في ذلك، وبقدر ما يكون التأهيل كافياً ووافياً لأولئك المدربين، بقدر ما نضمن مستقبلاً مبشراً لسلتنا مع مواهبها القادمة.
التأهيل ليس محصوراً فقط بعدد الدورات التي يتبعها المدرب، وإنما بماهية تلك الدورات وأهدافها والشريحة التي تستهدفها من المدربين الطامحين.
كان لافتاً مشهد الإقبال الواسع على دورة مدربي كرة السلة التي أقيمت مؤخراً في حلب، واللافت أكثر اختلاف وتفاوت أعمار المدربين فيها والتي تبدأ من العشرينيات وصولاً للخمسينيات، ذلك التفاوت الذي يعكس تفاوتاً في المؤهلات والقدرات والخبرات، وهنا السؤال:
هل كانت الدورة مخصصة لكل هؤلاء المدربين؟
وهل هي شاملة لكل من حضر من مدربين ولمختلف الفئات العمرية؟
كنا نتمنى من خبر الدورة تحديد ما ذكرناه من أهداف ومستهدفين، ومن ثم محاور الدورة التي شهدنا خطوات مماثلة لها في بعض المحافظات، ولكن يبقى الثبات والاستمرار على نهج تثقيفي للمدربين بقصد استقطابهم وتأهيلهم وتطويرهم وتصنيفهم ومتابعة تطويرهم وتعزيز إمكاناتهم بدورات دراسات محلية وخارجية، والأهم أن تكون تخصصية، ضمن خطة عمل مرحلية وطويلة، وبعيدة المدى، فلكل مقام مقال، ولكل مرحلة عمرية منهاجها التدريبي، وهنا يجدر التخصص من حيث المدربين لهذه الفئات، والدورات الخاصة بتثقيف مدربي كل مرحلة عمرية بحد ذاتها.
فالعمل على النجاح يبدأ من العمل على المدربين الذين هم أساساً صناع النجاح.