الرعب يخيم على المستوطنين شمال فلسطين.. واقتصاد الكيان بدأ يدفع ثمناً باهظاً للحرب … الاحتلال الإسرائيلي: إخلاء عشرات المستوطنات ونصف مليون نازح داخلياً
| وكالات
أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، أن نحو 500 ألف مستوطن نزحوا من أماكن سكنهم إلى مناطق أخرى في «الجبهة الداخلية»، منذ بداية عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية رداً على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، مع سيطرة حالة من الهلع في مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، في حين يناشد رؤساء بلديات الاحتلال المستوطنين الإخلاء.
وحسب إعلام العدو قال كونريكوس: حالياً هناك نحو نصف مليون إسرائيلي نازح داخلياً، مشيراً إلى أن كل التجمعات السكنية الواقعة حول قطاع غزة تم إخلاؤها من سكانها كما تم أيضاً إخلاء أكثر من 20 مستوطنة في الشمال.
وفي وقتٍ سابق، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن المؤسسة الأمنية والعسكرية في كيان الاحتلال أوعزت للمستوطنين، بضرورة إخلاء المستوطنات حتى مسافة 2 كلم عن الحدود مع لبنان.
وقالت «القناة 12» الإسرائيلية: إن خطة لإخلاء 28 مستوطنة محاذية للحدود مع لبنان قد تم تفعيلها، مضيفةً: إنه يجري حالياً الاستعداد لإخلاء عشرات آلاف المستوطنين من الحدود مع لبنان.
وعلّق متخصصون في شؤون الإعلام والإستراتيجيا على الخطة قائلين: قد يكون ذلك مرتبطاً بالدخول إلى غزة، حيث يشخّصون في الجيش أن حزب اللـه قد يقوم بعمليات تسلل أو إطلاق صواريخ.
وقبل أيام، نقلت «القناة 13» الإسرائيلية، أن آلاف الإسرائيليين هربوا من أماكن وجودهم في المنطقة المحاذية لقطاع غزة، وبلغت نسبة الإخلاء الإسرائيلي من شمالي فلسطين المحتلة 50 بالمئة.
إلى ذلك نقلت قناة «كان» الإسرائيلية عن «رئيس مجلس المطلة» للمستوطنين هناك توسله إياهم للخروج من المستوطنة قائلاً: اخرجوا من المطلة، من بقي منكم فليغادر الآن ولا ينتظر، وتأتي هذه التوسلات بعد توتر الأوضاع على جانبي الحدود مع لبنان إثر تصعيد الاحتلال لعدوانه على قطاع غزة، واستهدافه منازل المدنيين، والصحفيين في لبنان، ورد المقاومة من الجانب اللبناني على هذه الانتهاكات المتكررة.
ولفتت قناة «كان» أن مناشدات «رئيس مجلس المطلة» تأتي بعد أن أعلنت المستوطنة «منطقة عسكرية مغلقة»، ومن ينوي المغادرة سيتلقى المساعدة من الجيش الإسرائيلي لفعل ذلك.
وبدوره قال رئيس مجلس مستوطنة «شلومي» غابي نعمان في مقابلة إذاعية: أول من أمس الإثنين خرج من المستوطنة الواقعة في الشمال 3 آلاف شخص، والثلاثاء (أمس) سنُخرج 2000 آخرين، وبذلك ننهي عملية الإخلاء، مضيفاً: حال حصول تصعيد في الشمال، لن يكون بإمكان السكان الخروج من منازلهم أبداً ولذلك فإن الإخلاء مهم.
ولفت «رئيس المجلس الإقليمي للجليل الأعلى»، غيورا زلتس، إلى أن أغلبية سكان الحدود الشمالية في 30 مستوطنة تركوا بيوتهم، وبقي فيها فقط ما بين 15-20 بالمئة من سكانها.
بينما علّقت «القناة 13» الإسرائيلية: إن الكثير من السكان الذين تم إخلاؤهم من المستوطنات المحاذية للحدود مع لبنان، سيكتشفون أن عليهم الدفع مقابل إقامتهم في الفنادق على نفقتهم الخاصة.
وأضافت: إنه تم إغلاق عدد من الطرق المحيطة بمستوطنة المطلة أمام السيارات المدنية، مشيرة إلى أنه لا يمكن إلا للآليات التابعة جيش الكيان الإسرائيلي التجوال في المنطقة، مؤكدة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحاول إبقاء الشمال خارج المعركة.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تطبيق «صفارات إنذار» مزيف يحاول اختراق هواتف الإسرائيليين، وقالت صحيفة «معاريف أونلاين» الإسرائيلية إن المستوطنين في الشمال ينتقدون الحكومة ويحذرون «قد نُقتل في أي لحظة».
في غضون ذلك كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن الاقتصاد الإسرائيلي يبدو أنه بدأ بالفعل يدفع ثمناً باهظاً للحرب، وذلك بعد 11 يوماً على بدء عملية «طوفان الأقصى»، والتي أدّت إلى خسائر هائلة على المستوى البشري والعسكري والاقتصادي في إسرائيل ما تزال نتائجها تتفاقم، كما قالت.
وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته أمس، أن 4.6 مليارات شيكل هو الثمن الذي يدفعه الاقتصاد الإسرائيلي نتيجة عدم قدوم العمال للعمل وانخفاض الإنتاجية في المؤسسات الإسرائيلية.
وحسب تحليل القسم الاقتصادي لاتحاد المصنعين في كيان الاحتلال، يبدو أن الاقتصاد الإسرائيلي قد بدأ بالفعل يدفع ثمناً باهظاً للحرب، كذلك بسبب إغلاق نظام التعليم وإغلاق طرق المرور والتعبئة الواسعة للاحتياطيات في جميع أنحاء الكيان، وفي المجمل، تشير التقديرات إلى أن نحو 1.3 مليون عامل لم يذهبوا إلى عملهم هذا الأسبوع.
من جهته، قال رئيس اتحاد المصنعين ورئيس هيئة أصحاب العمل والشركات، رون تومر، عقب التقييمات القاسية: إنه لا شك أن الحرب تشكل ضربة اقتصادية قاسية للاقتصاد.
وحسب «معاريف»، لا يأخذ هذا التقدير في الاعتبار الأضرار المالية الإضافية والكبيرة جداً، والتي لن يتم تقييمها اقتصادياً إلا في نهاية القتال، مثل الأضرار المباشرة التي لحقت بالمصانع والأضرار التي لحقت بالربحية.
يضاف إلى ذلك وفق الصحيفة الأضرار غير المباشرة مثل الضرر الذي لحق بالسمعة لدى العملاء في الخارج، وإلغاء المعاملات، وعدم الالتزام بالجداول وانخفاض قيمة الشيكل وغيرها، بالإضافة إلى الأضرار نتيجة انخفاض الإنتاجية.