موسكو أسفت لأن مجلس الأمن رهينة بيد الغرب.. وبكين أكدت ضرورة احترام القانون الدولي … واشنطن ولندن وباريس تفشل مشروع قرار روسي دعا إلى وقف إطلاق النار في غزة
| وكالات
أخفق مجلس الأمن الدولي فجر أمس بتبني مشروع قرار صاغته روسيا اقترح حلاً للأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مع استخدام الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا حق النقض «الفيتو» بينما اعتبر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن مجلس الأمن وجد نفسه مجدداً رهينة للأنانية، وللنيات الأنانية للكتلة الغربية من البلدان.
وحسب وكالة «نوفوستي» صوتت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا واليابان ضد مشروع القرار الروسي الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وقد دعم المشروع روسيا والصين والإمارات والغابون وموزمبيق، وامتنعت ألبانيا والبرازيل وغانا ومالطا وسويسرا والإكوادور عن التصويت.
وكان مشروع القرار الروسي يتضمن نداء من مجلس الأمن لوقف فوري ومستدام وكامل الامتثال لوقف إطلاق النار الإنساني في الشرق الأوسط، كما يدين المشروع بشدة العنف والأعمال العسكرية ضد المدنيين السلميين، ويدعو إلى إطلاق سراح جميع الرهائن بشكل آمن، إضافة إلى توفير وتوسيع إيصال المساعدة الإنسانية من دون عقبات، وإلى توفير ظروف لإجلاء الأفراد المدنيين والجرحى.
وسبق أن قامت البعثة الروسية في الأمم المتحدة بتضمين تعديلات على مشروع قرارها لإدانة الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف الفلسطينيين في قطاع غزة، والدعوة إلى وقف إطلاق النار في ظل الوضع الصعب للمدنيين هناك.
وبعد فشل القرار، قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا: إن التصويت على مشروع القرار الإنساني الروسي حول الوضع في قطاع غزة أظهر من الذي يؤيد فعلياً الهدنة ووقف القصف على غزة، ومن يريد استمرار الحرب.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن نيبينزيا قوله: «نعتقد أن تصويت أعضاء مجلس الأمن مهم للغاية، فقد أظهر بوضوح من الذي يدعو فعلياً إلى هدنة فورية ووضع حد للقصف العشوائي لقطاع غزة، وتوفير المساعدة الإنسانية غير المشروطة للمدنيين، ومن الذي يواصل بعناد عرقلة رسالة المجلس الموحدة والسعي لتحقيق أهداف سياسية أنانية ضيقة».
وأعرب المندوب الروسي عن أسفه «لأن المجلس وجد نفسه مرة أخرى رهينة للتطلعات الأنانية لكتلة من الوفود الغربية»، وهذا هو السبب الوحيد لفشله (المجلس) في إرسال رسالة جماعية واضحة وقوية تهدف إلى وقف التصعيد، مشيراً إلى أن وفود الدول الغربية وضعت حداً لتوقع العالم أجمع أن يوقف مجلس الأمن الدولي إراقة الدماء.
من جانبه، دعا المندوب الصيني لدى مجلس الأمن الدولي تشانغ جونغ إلى احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، وقال: إن «الصين قلقة بشأن قرار إسرائيل محاصرة قطاع غزة وتدعوها إلى وقف ذلك»، مشدداً على أن حماية المدنيين يجب أن تكون أولوية لجميع الأطراف.
المندوب الفلسطيني رياض منصور اعتبر بدوره أن مجلس الأمن يبرر القتل ويلقي باللوم على الضحية وعليه التوقف عن ذلك، وقال «لا نريد القتل لأي مدني سواء فلسطيني أو إسرائيلي»، وأضاف إن إسرائيل لم ترحم أحداً في غزة، وإنها ترتكب مجازر بغزة، وأكثر القتلى من النساء والأطفال.
من جانبه، شدد مندوب الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة محمود الحمود على ضرورة تبني المجتمع الدولي معايير موحدة إزاء أطراف حرب غزة، وقال إن «ما تمارسه إسرائيل لا يعتبر حقاً من الدفاع عن النفس، ومن المؤسف ما يجري تكراره من بعض الدول بأن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها في قطاع غزة التي هي أرض محتلة».
مندوبة الولايات المتحدة، ليندا توماس- غرينفيلد، التي تتبنى بلادها موقفاً منحازاً وداعماً بالمطلق للعدوان الإسرائيلي، قالت، إن واشنطن لن تسمح لمجلس الأمن بلوم إسرائيل بدلاً من «حماس»، وتابعت: «يجب أن نعمل معاً لمحاسبة حماس على أعمالها الإرهابية بحق إسرائيل»، مضيفة إن «حماس لا تقف لنصرة حق الفلسطينيين في تقرير المصير».
وحاولت المندوبة الأميركية تبرير تصويت بلادها بالفيتو على مشروع القرار الروسي بأن «مشروع القرار الروسي لم يندد بحماس وهذا نفاق وموقف لا يمكن الدفاع عنه»، متهمة روسيا بـ«توفير الغطاء لمجموعة إرهابية تقوم بمعاملة المدنيين الأبرياء بوحشية» من خلال عدم إدانة حماس.
بدورها، قالت المندوبة البريطانية باربرا وودوارد إن مشروع القرار الروسي «لم يكن محاولة جادة لتحقيق توافق جاد في المجلس»، وأضافت: «لا نستطيع تأييد قرار لا يندد بهجمات حماس ضد إسرائيل».