بعد جهد جهيد، وبعد أن أضاع علينا المعنيون فرصة متابعة مباراة منتخبنا الوطني مع نظيره الكويتي في معسكرة التحضيري الذي يقيمه في الإمارات، استطعنا متابعة المباراة عبر من قاموا بذلك بواسطة هواتفهم النقالة من ملعب الشرطة في دبي، هذا الملعب الذي لا أعرف كيف وافقوا على إقامة مباراة عليه مع أنه مخالف بالقياسات وأرضيته سيئة زادت من سوء أداء المنتخب الذي ظهر بلا حول ولا قوة أبداً ولا يرقى لمستوى أي من المنتخبات التي تابعناها خلال فترة التوقف الدولية هذه، وكأنه ليس منتخباً، بل لا يضاهي بأدائه فريق ناد، كل شيء لا يوحي بوجود عمل تدريبي ولا لمسات مدرب ولا روح لدى اللاعبين ولا حتى قليل من الاندفاع والاستماتة في اللعب، ناهيك عن تباعد الخطوط وسوء التمركز، وغياب الوسط الفاعل، مع سوء العمل الدفاعي ما جعل صورة المنتخب تهتز في أعين المتابعين كثيراً وتجعلنا نضرب أخماساً بأسداس على ما ينتظرنا أمام كوريا واليابان في الشهر القادم ضمن التصفيات المونديالية القادمة، وبعدها بأقل من ثلاثة أشهر في النهائيات الآسيوية.
هذا المستوى وعدم الانضباط التكتيكي داخل الملعب من المسؤول عنهما، هل هو الجهاز الفني الذي يبحث عن الحلول التي تخدم بقاءه فقط، أم اللاعبون الذين فقدوا كل الشعور بالانتماء لهذا المنتخب، ولا بالانصياع للجهاز الفني فكان كل يغني على ليلاه، حتى إننا ما زلنا نرى «الشوبرة» بين اللاعبين أثناء اللعب وهذا ما اعتادوا عليه مع كل تمريرة فاشلة أو استقبال سيئ للكرة..!
كان الخيار الكويتي بالنسبة للجهاز الفني مرضياً ظناً منه أنه سيغلبه ويحسن من صورة المنتخب ويمتص غضب الشارع الكروي، ويخفف من النقمة على اتحاد اللعبة الذي لا يزال يتعثر في خطواته ولا يجيد التصرف حيال أنشطته ولا منتخباته، ولكنه وقع في المقلب، وانتفض المنتخب الكويتي على حساب تواضع منتخبنا.
لن نتفاجأ لو أن مانيمار التي ستلعب معنا في القرعة، لو نافستنا بقوة، لأن كل منتخبات العالم تتطور إلا منتخبنا لم يتقدم قيد أنملة.
قبل أن تقرع أجراس اللعب مع كوريا واليابان لابد من خطوات حازمة وحاسمة لتصحيح أوضاع كرتنا ومنتخباتنا، وإلا فستكون النتيجة لن تسر الخاطر، فالمنتخبان قدما نفسيهما بصورة لن نستطيع مجاراتهما على هذا النحو الذي شاهدناه، وحينها لن يستطيع اتحاد اللعبة إكمال دورته الانتخابية للنهاية لأن الرحيل سيكون حتمياً، ولعلكم تذكرون خسارة منتخبنا مع لبنان وكيف أودت بالاتحاد السابق، ورحل، فاعتبروا يا أولي الألباب حتى لا يكون الخروج المر هو السبيل الوحيد لكم.