شؤون محلية

عمال ألبان حمص يعيدون تأهيل شركتهم من الصفر… ولكن من ينصفهم؟ … رئيس اتحاد الصناعات الغذائية: أعادوا تأهيل جميع الأقسام بالاعتماد على الإمكانات والموارد الذاتية

| محمود الصالح

أكد رئيس الاتحاد المهني لعمال الصناعات الغذائية ياسين صهيوني أنه تمكن عمال الشركة العامة لألبان حمص من إعادة تأهيل جميع أقسام الشركة بالاعتماد على الإمكانات الذاتية ومن موارد وأرباح الشركة من دون أن يتم دفع أي مبلغ لذلك من الموازنة العامة للدولة، حيث عاد المعمل جديداً بكل ما فيه بمبلغ لم يصل إلى مليار ليرة سورية.

وأكد رئيس الاتحاد في تصريح لــ«الوطن» أن جميع تجهيزات شركة ألبان حمص مضى على عمرها قبل بدء عمليات التأهيل المرحلية بحدود خمسين عاماً لم يتم خلالها إجراء أي تأهيل لخطوط الإنتاج في الشركة، وتم وضع خطة لإعادة التأهيل مدتها خمس سنوات انتهت في العام الماضي بشكل كامل، وعادت الشركة أفضل مما كانت عليه عند إنشائها وقد تمت هذه الأعمال في أصعب الظروف المالية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.

وأشار صهيوني إلى أن الشركة رغم كل ما جرى من عمليات إرهابية وخاصة في حمص لم تتوقف يوماً واحداً بفضل التضحيات التي قدمها عمال الشركة الذين أصروا على الاستمرار في العمل، وكانوا ينامون لأيام في الشركة بسبب عدم تمكنهم من الخروج، ولو ترك العمال الشركة يوماً واحداً لتمكن الإرهابيون من السيطرة عليها، لكن بفضل بطولات هؤلاء العمال استمر العمل في الشركة.

المدير العام لشركة ألبان حمص محمد حماد ذكر لـ«الوطن» أن التحدي الأكبر الذي واجه الشركة خلال هذه الأزمة هو إما التوقف الكلي بسبب قدم خطوط الإنتاج وعدم توافر القوى العاملة وندرة المواد الأولية (الحليب) بسبب خروج معظم المناطق المحيطة بحمص عن السيطرة، والتي كانت تشكل المورد الأساسي لمادة الحليب التي تعتبر المادة الأساسية في عمل الشركة، وإما الاستمرار بما توافر من إمكانيات، والعمال أنفسهم وليس أي جهة أخرى هم من اتخذوا قرار الاستمرار في العمل للمحافظة على الشركة وعدم السماح بدخول الإرهاب إليها وتخريبها.

وبعد تحرير مدينة حمص كان لابد من العمل على إعادة تأهيل الشركة لتكون قادرة على الإنتاج، ونظراً لعدم توافر إمكانية رصد الأموال اللازمة من وزارة المالية لإعادة التأهيل، تقرر أن تعتمد الشركة على إيراداتها والأرباح التي تحققها لتنفيذ عمليات إعادة التأهيل، ووضعت لذلك خطة على مدى خمس سنوات تم خلالها إعادة تأهيل كل شيء في هذه الشركة ابتداء من شبكات الصرف الصحي، وشبكات المياه الحلوة، وإزالة كل الأرضيات القديمة في جميع الأقسام على مساحة 1200 م2 وإعادة إنشائها من جديد وتغطيتها بمادة الايبوكس المناسبة للمواد الغذائية بكلفة لم تتجاوز 13 مليوناً، واستبدال خطوط البخار، وعزل شبكات الأنابيب، وصيانة مجموعات التوليد الكهربائي واستبدال ضواغط التبريد وشبكات التبريد وأبراج التبريد وضواغط الهواء واستبدال خط الحليب المعقم، واستبدال خط اللبن المعلب وتنفيذ غرفة تبريد جديدة وشراء سيارة مبردة لنقل الإنتاج من الشركة إلى المحافظات.

وقال: أي إننا كسبنا معملاً جديداً بكل معنى الكلمة بكلفة لم تتجاوز 967 مليون ليرة سورية، في وقت لو انتظرنا حتى الآن، أو حتى تتوافر موازنة من الدولة لدفعنا عشرات المليارات لإعادة تأهيل المعمل، وكنا خسرنا كميات هائلة من الإنتاج نحن بأمس الحاجة إليها في هذه الظروف.

وبين المدير العام أنه تم خلال العام الماضي إنتاج ما قيمته 64 مليار ليرة سورية وبنسبة تنفيذ 140بالمئة مما هو مخطط وكانت المبيعات قد بلغت في العام الماضي 59 مليار ليرة وبنسبة تنفيذ 129بالمئة وتم استجرار حليب بكمية 12269 طناً.

أما في العام الحالي فقد بلغت قيمة الإنتاج المحقق حتى تاريخه نحو 100 مليار ليرة سورية وبنسبة تنفيذ 165بالمئة والمبيعات 95 مليار ليرة وبنسبة 150بالمئة وتم استلام أكثر من 11 ألف طن من مادة الحليب.

جدير بالذكر أن هؤلاء العمال الذين سطروا أروع مواقف الإخلاص والتفاني في العمل وحققوا أرباحاً كبيرة جداً وحافظوا على شركتهم وأعادوا تأهيلها، لم يتم تقدير جهودهم وتكريمهم من أي جهة كانت، وهذا تقصير يسجل على الجهة الإدارية والنقابية المعنية بذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن