الرئيس شي: ترسيخ روح السلام والتعاون
أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ أن مبادرة «الحزام والطريق» التي أطلقتها بلاده وصلت إلى مرحلة «متقدمة جداً» وتعزز التعاون والفرص بين كل الأطراف.
وقال الرئيس شي في كلمة له خلال افتتاح منتدى «حزام واحد طريق واحد» في بكين أمس تلقت «الوطن» نسخة منها: إن الصين تحاول أن تركز نفسها دولة مركزية عبر الحداثة والمعاصرة، حيث ستدخل شراكات تجارية مع المزيد من الدول، وستزيل جميع القيود المفروضة على وصول الاستثمار الأجنبي إلى قطاع التصنيع، مشدداً على أن الصين تقف ضد العقوبات الأحادية والإكراه الاقتصادي والفصل وتعطيل سلاسل التوريد.
وأوضح أنه على مدى عقد من الزمن، منذ طرح مبادرة «الحزام والطريق» عملت الصين مع الشركاء على تكريس روح طريق الحرير المتمثلة في السلام والتعاون والانفتاح والشمول والاستفادة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك، والمساهمة بطاقتها في تعزيز الترابط والتواصل للعالم، وإقامة منصة للتعاون الاقتصادي الدولي، وإضفاء قوة دافعة على نمو الاقتصاد العالمي.
ولفت بهذا الصدد إلى أن الصين نفذت آلاف مشاريع التعاون العملي، وحصلت على إنجازات ملموسة وثمار كبيرة، ما رسم لوحة رائعة لترابط العالم وتبادل الإنجاح، مشيراً إلى أن تلك الإنجازات لم تأت من الفراغ، ولم تكن نعمة من أحد، إنما هي نتيجة للكد والذكاء والشجاعة للحكومات والمؤسسات والشعوب.
وأوضح شي أن ما يسعى إليه التعاون في بناء «الحزام والطريق» هو التنمية، وما يكرسه هو الكسب المشترك، وما يبعثه هو الأمل، قائلاً: باستعراضنا لتاريخ تطور البشرية، نجد أنه لا حصاد من الثمار اليانعة ولا إنجاز جليلاً يفيد الأجيال القادمة والجماهير الغفيرة من دون الكفاح الدؤوب في سبيل تقوية الذات، وذلك يعد المسؤولية لنا كالسياسيين في هذا الجيل تجاه الجيل الحالي والأجيال القادمة، قد قضى «الحزام والطريق» عقده الأول المزدهر، وهو ما زال في ريعان الشباب، فمن المطلوب أن نتقدم نحو عقد ذهبي آخر بمعنويات عالية.
ولفت إلى أن العالم ما زال اليوم بعيداً عن السلام، وتزداد الضغوط «النزولية» على الاقتصاد العالمي، وتواجه التنمية في العالم تحديات عديدة، قائلاً: غير أننا نؤمن بأن السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك أمر يمثل تياراً تاريخياً لا يقاوم، وتطلعات الشعب نحو الحياة الجميلة أمر لا يقاوم، ورغبة الدول في التنمية والازدهار المشتركين أمر لا يقاوم، ما دمنا نلتزم بهدفنا الأصلي للتعاون، ونتذكر جيداً رسالتنا في التنمية، سيتجلى التألق العصري للتعاون العالي الجودة في بناء «الحزام والطريق» بكل التأكيد، وسنخلق مستقبلاً أفضل للبشرية عبر جهودنا المشتركة.
وتوقع الرئيس الصيني أن يتجاوز حجم التجارة الخارجية للصين في السلع والخدمات 32 تريليون دولار خلال السنوات الخمس القادمة، لافتاً إلى أن بلاده أصبحت شريكاً تجارياً رئيسياً لأكثر من 140 دولة ومنطقة، وأضحت أيضاً مصدراً رئيسياً للاستثمار لعدد متزايد من الدول.
بوتين: ندعم إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا والصين تسعيان بشكل مشترك للتطور المستدام والرخاء الاجتماعي، وتتمسكان بالتعاون المتكافئ واحترام حق الدول في انتهاج طريقها الخاص بالتنمية، وأوضح من جانب آخر أن بلاده دعمت على الدوام إقامة دولة فلسطينية مستقلة
الرئيس الروسي شدد أن روسيا والصين تسعيان بشكل مشترك للتطور المستدام والرخاء الاجتماعي، وتتمسكان بالتعاون المتكافئ واحترام حق الدول في انتهاج طريقها الخاص بالتنمية.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن بوتين قوله في كلمة أمام المنتدى المنعقد في العاصمة الصينية بكين: إن مبادرة الحزام والطريق التي قدمتها الصين سيكون لها دور في حل المشكلات الإقليمية والدولية الحالية، لافتاً إلى أن موسكو وبكين تعملان بجهد من أجل تحقيق التقدم الاقتصادي والرفاه الاجتماعي على المدى الطويل.
وأضاف بوتين: كل واحد منا عند بدء عمل تجاري كبير بالطبع يتوقع أن يكون ناجحاً، ولكن مع هذه الأبعاد العالمية التي بدأها الرئيس الصيني قبل عشر سنوات بصراحة كان من الصعب توقع أن كل شيء سينجح، لكن أصدقاءنا الصينيين يحصدون نتائجه بالفعل، ونحن سعداء جداً بهذه النجاحات، لأنها تهم الكثيرين منا.
وأشار بوتين إلى الخطط الرئيسية طويلة الأجل التي بدأت بالفعل في التنفيذ العملي، والتي تكمل العديد من مشاريع البنية التحتية في أوراسيا، مؤكداً أنهما معا يجعلان من الممكن إنشاء إطار واحد للنقل والخدمات اللوجستية.
ودعا بوتين جميع الدول المهتمة للتعاون على طريق بحر الشمال، مشدداً على أن إنشاء طرق نقل وتجارة جديدة يعكس تغيرات عميقة في الاقتصاد العالمي والدور الذي بدأت تقوم به دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ وجنوب العالم ومراكز النمو والتنمية الأخرى.
من جانب آخر، قال بوتين: بالنسبة لمأساة المستشفى التي وقعت هناك كارثة إنسانية حقيقية، مضيفاً: ندعو دائماً إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما تتبناه روسيا دائماً، وهي الطريقة الوحيدة للتوصل إلى السلام العادل والشامل.
وحسبما نقلت عنه وكالة «تاس»، أشار بوتين إلى أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة سيخلق الظروف الملائمة لتحقيق السلام على المدى الطويل، مضيفاً: لا أعلم ما إذا كانت الأزمة الحالية ستساهم في تنفيذ هذه المهمة (إقامة دولة فلسطينية)، ولكن إذا كان الأمر كذلك، فليكن صحيحاً، لأن ذلك سيخلق الظروف لسلام مستقبلي محتمل في منظور تاريخي طويل.
وأضاف بوتين: أما انطباعي بعد محادثاتي مع خمسة من قادة المنطقة، فكانت هذه محادثات مهمة وفي الوقت المناسب، وسأخبركم بالأمر الرئيسي دون تفاصيل، لديّ انطباع بعدم رغبة أحد منهم باستمرار وتصعيد الصراع وتفاقم الوضع، حسبما أرى فإن اللاعبين الرئيسيين، بعضهم لا يريدون ذلك نهائياً، والبعض في حالة خوف من شيء ما، لكن لديّ انطباع بأنه لا يوجد عملياً استعداد عند أحد لتطوير الصراع، وتحويله إلى حرب واسعة النطاق.
هذا وأجرى الرئيس الروسي، الإثنين الماضي، محادثات هاتفية مع الرئيس بشار الأسد ورؤساء مصر عبد الفتاح السيسي، وإيران إبراهيم رئيسي، وفلسطين محمود عباس، وكذلك رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وبحث بوتين معهم التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتسوية الصراع العربي الإسرائيلي.
إلى ذلك سخر بوتين من زعم الرئيس الأميركي جو بايدن «بخسارة روسيا الحرب في أوكرانيا»، ودعاه إلى «فنجان شاي بهذه المناسبة»، لو كان صادقاً.
وحسب موقع «روسيا اليوم» قال بوتين رداً على سؤال للصحفيين في مؤتمر صحفي في أعقاب المنتدى «حزام واحد-طريق واحد» في بكين: ما دامت روسيا قد خسرت الحرب، فلماذا إذا تمدّ الولايات المتحدة أوكرانيا بصواريخ «أتاكامس» بعيدة المدى؟ فليسحب إذا صواريخه وأسلحته من أوكرانيا، ويزورنا لنشرب الشاي معا ونأكل الفطائر بهذه المناسبة. إذا كانت روسيا قد خسرت الحرب، فلماذا «أتاكامس»؟ هذا هراء طبعاً.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تتورط بشكل متزايد في الصراع في أوكرانيا، مشدداً بالقول: بالإضافة إلى ذلك، على خلفية الصراع في الشرق الأوسط، كل هذا يحدث يزيد من سخونة الأحداث.
وافتتح منتدى «حزام واحد طريق واحد» في العاصمة الصينية أمس، ويشارك فيه أكثر من 4 آلاف شخص من أكثر من 140 دولة و30 منظمة دولية.
و«حزام واحد، طريق واحد»، هي مبادرة دولية اقترحها الرئيس شي جين بينغ قبل 10 سنوات، والهدف منها تحسين الطرق التجارية والنقل الحالية، وإنشاء ممرات جديدة، تربط أكثر من 60 دولة في آسيا الوسطى وأوروبا وإفريقيا، بهدف تعزيز التجارة بينها وبين الصين.