طهران والصين طالبتا مجلس الأمن بوقف العدوان الإسرائيلي وتجنب كارثة إنسانية … روسيا: استخدام واشنطن الفيتو ضد مشروع القرار البرازيلي طعنة في الظهر
| وكالات
طالبت طهران أمس السبت مجلس الأمن باتخاذ إجراءات فورية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدة أن ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي غزة يعد مثالاً للإبادة الجماعية وجريمة حرب، في حين اعتبرت موسكو أن استخدام الولايات المتحدة الفيتو بمجلس الأمن الدولي ضد مشروع القرار البرازيلي الداعي لإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة بدا كطعنة في الظهر بالنسبة للعديد من الدول، وبدورها دعت الصين إلى ضرورة اتخاذ تدابير فعالة لتعزيز وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وبذل كل جهد لضمان سلامة المدنيين من أجل تجنب وقوع كارثة إنسانية خطيرة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن الاعتراف الدولي بالكيان الصهيوني باعتباره «هوية إرهابية» ومحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة هو مطلب كل الأحرار والداعين إلى العدالة في العالم.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن كنعاني قوله: هدد الكيان الصهيوني بشن عدوان على مستشفيات أخرى في غزة بعد شنه العدوان الكارثي على مستشفى المعمداني وبعض المساجد والمدارس وكنيسة الروم الأرثوذكس بمدينة غزة، وهذه الجرائم الفظيعة تدل على أن هذا الكيان تجاوز حدود الجنون، وهي فضيحة أخلاقية كبيرة ومخزية لتلك الحكومات التي تقف الآن، كما في الماضي، إلى جانبه من دون قيد أو شرط، وفي الوقت نفسه يقومون بتعليم الآخرين حقوق الإنسان كل يوم.
وأضاف كنعاني: الاحتلال والاغتصاب والحرب والجريمة والإرهاب والإبادة الجماعية وقتل الأطفال وضرب المساجد والكنائس والمستشفيات وسيارات الإسعاف ومركبات الإنقاذ والمدارس والمنازل والمجمعات السكنية ومخيمات اللاجئين والصحفيين وما إلى ذلك، كلها جرائم يرتكبها الكيان الصهيوني المزيف الذي يحمل هوية إرهابية ويمارس الجريمة منذ 75 عاماً.
بدوره طالب السفير والمندوب الدائم لإيران لدى منظمة الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني أمس مجلس الأمن باتخاذ إجراءات فورية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكداً أن ما ترتكبه قوات الاحتلال بحق أهالي غزة يعد مثالاً للإبادة الجماعية وجريمة حرب.
وقال السفير إيرواني خلال جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة: «على مدى عقود عانى الفلسطينيون من الاحتلال والعدوان والتمييز وسياسة الفصل العنصري التي ينتهجها الكيان الإسرائيلي، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يشهد اليوم تزايداً مروعاً آخر في الجرائم والعقوبات الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من قبل الكيان الإسرائيلي، وخاصة الهجمات الإرهابية البشعة على مشفى الأهلي المعمداني.
وأضاف: وعلى نحو مماثل يشكل القتل العشوائي لسكان غزة الأبرياء بما في ذلك النساء والأطفال خلال القصف الجوي المستمر منذ 14 يوماً والذي دمر البنية التحتية المدنية الحيوية مثالاً على الطبيعة الأكثر شدة لجرائم الحرب، داعياً مجلس الأمن لأن يفي بمسؤوليته ويتخذ إجراءات حاسمة للتعامل مع المحنة الحالية للشعب الفلسطيني.
بدورها دعت الصين إلى ضرورة اتخاذ تدابير فعالة لتعزيز وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وبذل كل جهد لضمان سلامة المدنيين من أجل تجنب وقوع كارثة إنسانية خطيرة.
ونقلت وكالة «شينخوا» عن مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جون قوله أمس: إن الوضع الفلسطيني هو القضية الأكثر إلحاحاً، وإن الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية لا يمكن تأخيره.
وأضاف تشانغ: إن الصين تدعم جامعة الدول العربية والدول العربية في القيام بدور قيادي وحث الأمم المتحدة ومجلس الأمن على الاستجابة لاتخاذ الإجراءات اللازمة والتدابير الفعالة لتعزيز وقف فوري لإطلاق النار وبذل كل جهد لضمان سلامة المدنيين.
وقال تشانغ: إن الوقت الحالي يدعو إلى الوحدة والتعاون ودونهما ستكون الاستجابات الفعالة لمختلف التحديات العالمية مستحيلة.
وفي وقت سابق أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن الأولوية القصوى فيما يتعلق بالوضع في غزة هي وقف إطلاق النار وتجنب اتساع نطاق الحرب، وأن الطريق الأساسي للخروج من الوضع الحالي والمتكرر يكمن في إقامة دولة فلسطين المستقلة.
وعلى خطٍّ موازٍ اعتبر النائب الأول لمندوب روسيا الدائم بالأمم المتحدة دميتري بوليانسكي أن استخدام الولايات المتحدة الفيتو بمجلس الأمن الدولي ضد مشروع القرار البرازيلي الداعي لإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة بدا كطعنة في الظهر بالنسبة للعديد من الدول.
وقال بوليانسكي في حديث مع مستخدمي الشبكة الاجتماعية «إكس»: إن الولايات المتحدة الأميركية قررت فجأة استخدام حق النقض ضد القرار، مضيفاً: كان ذلك بمنزلة الطعنة بالظهر لأن العديد من الدول اعتقدت أنها كانت موافقة معهم.
وأكد بوليانسكي أن أغلبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة تدعم النداءات الإنسانية للمنظمة الدولية، وتؤيد وقف إطلاق النار.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية استخدمت الأربعاء الماضي حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار قدمته البرازيل يدعو لإعلان هدنة إنسانية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية لموظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى إلى قطاع غزة.