مستوطنو الشمال يشتكون من تأخير إجلائهم … الاحتلال طالب الإسرائيليين بمغادرة مصر والأردن وحذرهم من السفر إلى عدّة دول
| وكالات
تتعمّق مخاوف الكيان الإسرائيلي من أن تندلع مواجهة عند الجبهة الشمالية، بعد أن وسّعت المقاومة الإسلامية في لبنان دائرة النار واستهدفت مزيداً من المواقع والتحشيدات الإسرائيلية على طول الحدود، رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الحدودية، والصحفيين والمدنيين.
في هذا السياق، أعرب رئيس مستوطنة «مرغليوت»، مقابل الحدود اللبنانية، إيتان دافيدي، عن قلقه من أن تنتقل صورة مستوطنات «غلاف غزّة» إلى الشمال أيضاً، قائلاً: إذا لم نُغيّر الواقع، فلن يكون أحد على استعداد للعيش في مستوطنات قرب السياج الحدودي، مضيفاً: ما زلنا على قيد الحياة، لأن حزب اللـه لم يقرّر قتلنا بعد.!
ومن ناحية أخرى، تحدّث موقع «واللاه» الإسرائيلي عن الجبهة الشمالية، معتبراً أن ما حدث عند الجبهة الجنوبية هو «برومو لفيلم سيّئ»، في إشارة إلى ما قد تعيشه إسرائيل في حالة هجوم من حزب الله، وربما من إيران أيضاً.
وفي الإطار نفسه، قال رئيس مجلس الجليل الأعلى لدى الاحتلال، غيروا زلتس،إأن ما حدث في الجنوب يُعَدّ «صفراً» مقارنةً بما يمكن أن يحدث في الشمال، لافتاً إلى العديد من نقاط ضعف القوات الإسرائيلية الموجودة عند هذه الجبهة.
من جهته، اعترف وزير أمن الاحتلال، يوآف غالانت، أن حزب اللـه لديه قدرات أكثر بـ10 أضعاف من حركة «حماس»، ما يعقّد الحرب معه.
في غضون ذلك اشتكى المستوطنون الإسرائيليون في المستوطنات المُقامة شمالي فلسطين المحتلة، للحكومة الإسرائيلية بخصوص تأخر إخلائهم منها، مُعبرين عن استنكارهم بطء الإخلاء وتهرّب جيش الاحتلال مِن مسؤولياته بخصوصهم.
وكشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن إخلاء المستوطنين الإسرائيليين من مستوطنات شمالي فلسطين المحتلة «يجري بمستوى منخفض»، قائلةً إن المستوطنين في الشمال «يهاجمون الحكومة الإسرائيلية على خلفية الإخلاء».
وذكرت الصحيفة أن رؤساء المجالس المحلية في مستوطنات الاحتلال شمالي فلسطين المحتلة، والذين يقيمون ضمن مدى 2 – 5 كلم من الحدود ولم يُخلوا بعد، أرسلوا كتاباً إلى وزير الأمن في حكومة الاحتلال، يوآف غالانت، يطالبون فيه بإخلائهم أيضاً، حيث كتبوا في مراسلةٍ رسمية: موضوع إخلاء السكان على الحدود الشمالية لا يُدار، نطلب تفعيل صلاحياتكم.
وبدوره هاجم رئيس مجلس مستوطنات الجليل الأعلى، غيورا زالتس، حكومة الاحتلال بقوله: إن إخلاء مستوطنة كريات شمونة صحيح ومهم، لكنّ حدث الإخلاء يُدار بمستوى منخفض، وبطيء جداً، ومرهق جداً، وهو في الأساس يربك الجمهور كثيراً.
كما تساءل زالتس بشأن عمق الإخلاء قائلاً: ما المعنى أنه فوق 2 كلم لا يوجد خطر؟ كاشفاً أن جيش الاحتلال طلب من رؤساء مجالس المستوطنات «إخلاء ما يمكن إخلاؤه»، حيث خاطب غالانت متهماً إياه بقوله: «أنتم تطلبون، ولا توجّهون أو تُصدرون أمراً، لأنكم تخشون تحمّل المسؤولية»، واستنكر سلوك حكومة الاحتلال، مشدداً على أنه لا يمكن أن يتصرف الجيش وفق قيود ميزانية الدولة، بل يجب التصرف وفق المخاطر.
وفي سياقٍ متصل، وصّفت وسائل إعلام إسرائيلية التصعيد العسكري المستمر في شمالي فلسطين المحتلة مع الجبهة اللبنانية بأنّه «حربٌ حقيقية».
على خط مواز رفع الكيان الإسرائيلي مستوى التحذير من السفر إلى مصر والأردن إلى المستوى الرابع، في تنبيه إلى «التهديد الشديد»، موصياً الإسرائيليين الموجودين فيهما بمغادرتهما فوراً حتى إشعار آخر.
كما رفع مستوى التحذير من السفر إلى المغرب إلى المستوى الثالث، موصياً بتجنب السفر غير الضروري إليه.
وحسب موقع «الميادين» أكد مجلس «الأمن القومي» للاحتلال، في بيانٍ، أن هذا القرار جاء نتيجة تفاقم كبير للاحتجاجات ضد إسرائيل في العديد من البلدان حول العالم، وخاصة الدول العربية.
وأوصى البيان أيضاً بتجنّب الإسرائيليين الإقامة في كلّ من تركيا والإمارات والبحرين وكذلك ماليزيا وبنجلاديش وإندونيسيا وجزر المالديف.
وخرجت تظاهرات شعبية حاشدة في العديد من الدول العربية منددةً بمجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنييّن، ولاسيما المجزرتين الأخيرتين، بحق المستشفى الأهلي المعمداني، وبحق كنيسة القديس بروفيريوس للروم الآرثوذكس، والتي راح ضحيتها المئات.
وكانت التظاهرات لافتة في مصر، وتداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو، يهتف فيها المصريون: «يا نصر اللـه يا حبيب، اضرب اضرب تل أبيب»، وعلّقت «القناة 12» الإسرائيلية بالقول إن هذا «أمر غير مسبوق».
أمّا في الأردن، فتظاهرت الحشود أمام سفارة الاحتلال الإسرائيلي في عمّان مطالبين بطرد السفير، كما تظاهر الأردنيون عند الحدود مع فلسطين المحتلّة. كذلك توجّهت الحشود العراقية للتعبير عن تضامنها مع غزة إلى الحدود مع الأردن.