السيسي: اتفقت مع بايدن تشغيل معبر رفح بشكل دائم.. السعودية: للضغط على إسرائيل لفك الحصار عن القطاع … «قمة السلام» في القاهرة.. رفض لتهجير أهالي غزة وضرورة وقف العدوان
| وكالات
أجمع الرؤساء المشاركون في أعمال «قمة السلام» في القاهرة التي انطلقت أمس السبت على رفض العقاب الجماعي لغزة، وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، كما شددوا في كلماتهم على رفض تهجير الفلسطينيين إلى الخارج، في حين تغيبت كل من الجزائر وتونس عن القمة لرفضهما مشاركة الكيان الإسرائيلي فيها.
وحسب قناة «الغد» المصرية قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته خلال افتتاح «قمة مصر للسلام» في القاهرة إن ملايين الأشخاص يتعرضون لعقاب جماعي في قطاع غزة من دون تمييز، مضيفاً حول التطورات الأخيرة في فلسطين المحتلة: نرفض التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء، فهذا يشكل إهداراً لكفاح الشعب الفلسطيني، ونؤكد أن حل القضية الفلسطينية يكون عبر العدل لا بإزاحة شعب بكامله لمصر.
وبشأن فتح معبر رفح، كشف السيسي أنه اتفق مع الرئيس الأميركي جو بايدن، على تشغيل معبر رفح بشكل متواصل، مؤكداً أن مصر لم تغلق معبر رفح لكن القصف الإسرائيلي حال دون مرور المساعدات.
وأعرب الرئيس المصري عن اندهاشه من الصمت العالمي تجاه ممارسات «العقاب الجماعي في غزة»، مضيفاً: نحن أمام أزمة غير مسبوقة تهدد أمن واستقرار المنطقة.
وشارك في القمة التي احتضنتها العاصمة الإدارية الجديدة لمصر في محافظة القاهرة يوم أمس،أكثر من 30 دولة، من بينها الأردن وقطر والكويت وتركيا والعراق وموريتانيا والمملكة المغربية والبحرين، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وألمانيا وفرنسا، إلى جانب وفد من إسرائيل، وآخر من الولايات المتحدة الأميركية وممثلين عن روسيا والصين، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، والأمين العام لجامعة الدول العربية.
وتحفظت الجزائر على المشاركة في «قمة مصر للسلام» في ظل استمرار العدوان الصهيوني الهمجي والوحشي على قطاع غزة، ومشاركة وفد إسرائيلي، وقد كان الرئيس عبد المجيد تبون قد تلقى دعوةً من نظيره المصري، للمشاركة في القمة، إلا أن الجزائر وفق الإعلام الجزائري المحلي، قررت عدم المشاركة في هذا الاجتماع، لأنها لا تشارك في اجتماعات يكون كيان الاحتلال طرفاً فيها، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، ما يسهم في فهم خلفيات هذا القرار.
ووفق ما نقله موقع إذاعة «موزاييك» التونسية شاطرت تونس موقف الجزائر وقررت عدم المشاركة في القمة أيضاً.
وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود خلافات بين المجموعة العربية المشاركة في القمة، والمسؤولين الأميركيين والأوروبيين الحاضرين، بسبب مسعى هؤلاء ليتضمن بيان القمة «وضع جملة «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، مع إدانة صريحة لحماس في البيان، الأمر الذي قد يؤدي إلى انتهاء القمة من دون صدور بيان ختامي عنها.
وغادر أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، مصر بعد أن شارك في افتتاح القمة لكن من دون أن يلقي كلمة فيها.
وفي كلمته، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: لن نقبل بالتهجير وسنبقى على أرضنا رغم التحديات، محذراً من اعتداءات الاحتلال والمستوطنين على المقدسات في القدس والمسجد الأقصى، كما حذّر من محاولات «تهجير شعبنا من غزة إلى خارجها».
وأكّد الرئيس الفلسطيني أن الأمن والسلام يتحققان بحل الدولتين مع القدس عاصمة لفلسطين، مطالباً بـ«الوقف الفوري للعدوان الهمجي على غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية»، لافتاً إلى أن دوامة العنف تتجدد كل فترة بسبب غياب العدالة وإهمال حقوق الفلسطينيين، وختم مشدداً: لن نرحل لن نرحل لن نرحل.. وسنبقى في أرضنا.
من جانبه قال الملك الأردني عبد اللـه الثاني في كلمته: إن حملة القصف العنيف ضد غزة مرفوضة، وهي عقاب جماعي لسكان لا حول لهم ولا قوة وهي جريمة حرب، مشدداً على أن ما حدث في غزة غير مسبوق ويرقى إلى العقاب الجماعي.
وخاطب عبد اللـه قادة إسرائيل بأن عليهم أن يدركوا أن «الحلول العسكرية لن تجدي وأنّ سياسة التطرف ستجلب المزيد من التطرف والعنف.
وفيما دان الملك الأردني أعمال العنف التي تستهدف المدنيين في الضفة وغزة، دان أيضاً ما سماه «أعمال العنف في إسرائيل».
كما رأى العاهل الأردني، أن سياسة القيادة الإسرائيلية المتشددة بنيت على الأمن بدلاً من السلام، وجعلت حل الدولتين مستحيلاً، وشدد على أن حياة الفلسطينيين لا تقل قيمة عن حياة الإسرائيليين، وأنّ تهجير سكان غزة يعد جريمة حرب ويشكل خطاً أحمر بالنسبة لنا.
ومن جهته قال رئيس الورزاء العراقي محمد شياع السوداني، في كلمته: ان لا سبيل لتحقيق الأمن إلا بزوال الاحتلال وسياسة التمييز العنصري، ورأى أن الصراع قد يمتد ليهدد إمدادات الطاقة عبر العالم.
وشدد السوداني على أن القضية الفلسطينية ما كانت لتصل إلى هذه الأوضاع المأساوية لو جرى احترام القرارات الدولية، مؤكداً على أن «لا مكان للفلسطينيين إلا أرضهم، ونرفض العودة لسياسة التهجير القسري».
واعتبر أن ما يحدث في غزة جريمة حرب، وأنّ العراق يرفض تهجير أهل غزة، داعياً إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار ورفع الحصار بشكل كامل، معرباً عن رفض بلاده لمحاولات «تصفية القضية الفلسطينية»، ومشيراً إلى أنه لا يحق لأحد أن يتضرّع نيابة عن الشعب الفلسطيني فهو صاحب الحق في تقرير مصيره.
بدوره أكد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، في كلمته على رفض المملكة القاطع للانتهاكات الإنسانية أينما كانت، مطالباً المجتمع الدولي بضرورة إلزام الكيان الإسرائيلي باحترام القانون الدولي.
كما أعرب بن فرحان عن رفض السعودية رفضاً قاطعاً لسياسة التهجير للفلسطينيين، مؤكداً: نتمسك بالسلام كخيار إستراتيجي، ونطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإيجاد حل لهذه الأزمة، مشيراً إلى أن الأولوية القصوى هي الوقف الفوري للتصعيد العسكري في غزة والتوصل إلى حل يحقن الدماء في القطاع، ومؤكداً ضرورة قيام المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لفك الحصار عن القطاع.
من جهته أعرب وزير خارجية المغرب عن رفض بلاده لكل الأفكار الهادفة إلى ترحيل الفلسطينيين، وتهديد الأمن القومي لدول الجوار.
إلى ذلك رفض ولي عهد الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح تهجير سكان غزة من أرضهم، مؤكداً: موقفنا في دعم الشعب الفلسطيني، داعياً المجتمع الدولي لـ«إيقاف العمليات العسكرية، وضمان وصول المساعدات إلى غزة».
ورأى أن ما يحدث في غزة هو نتيجة عدم سعي المجتمع الدولي لإيجاد حلّ للأزمة الفلسطينية، كما أعرب عن رفض بلاده لما يتعرض له الشعب الفلسطيني.
من جهته، طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في كلمته خلال القمة بإدخال المساعدات والغذاء والأدوية بشكل فوري إلى غزة، داعياً إلى حماية المدنيين ووقف استهداف المستشفيات والمدارس، مشدداً على أنه يجب الالتزام باتفاقيات جنيف وتجنب استهداف المدنيين والمنازل والمستشفيات.
أما رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، فشدد على أنه يجب توفير المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة والتنسيق مع مصر في هذا الشأن.
بدوره، طالب رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا دول العالم بوقف تقديم الأسلحة لإسرائيل، قائلاً: نحثّ كل الأطراف على وقف العنف، معرباً عن تمنياته الخروج من هذه القمة بـ«خريطة طريق» تنهي هذه الأزمة.
ودعا الأمم المتحدة إلى بدء المفاوضات «لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي»، كما أعرب عن رفض بلاده للتهجير القسري الذي يتعرض له سكان قطاع غزة.
وفي موقف لافت حسبما نقل عنه موقع «روسيا اليوم» قال وزير خارجية البرازيل ماورو فييرا في كلمته: إن الاعتداء الإسرائيلي الغاشم ضد الفلسطينيين والتدمير غير المسبوق في القدس يعرقل حل الدولتين ويؤجج الصراع، مؤكداً بالقول: ننظر إلى إسرائيل باعتبارها قوة احتلال.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أمس: إن ثمة حاجة إلى إنشاء ممر إنساني لإيصال المساعدات إلى المدنيين في قطاع غزة وإنه قد يؤدي إلى وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن رئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن أمس تقديم مساعدات إنسانية بقيمة عشرة ملايين يورو (10.59 ملايين دولار) إلى الفلسطينيين.
وبدورها قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني خلال القمة أنه يتعين على المجتمع الدولي منع تصاعد الحرب بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، ووضع خريطة طريق لحل الدولتين.
وقال رئيس وزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، خلال كلمته: إن عملية السلام المتعلقة بالصراع بين إسرائيل والفلسطينيين ينبغي لها أن تستمر على أساس حل إقامة دولتين، بهدف إنهاء هذا الصراع، مضيفاً: لا يمكن لأي تدخل عسكري أن يحل محل حل سياسي قابل للتطبيق.
وحسب موقع «روسيا اليوم» دعت وزيرة الخارجية الكندية إلى تقديم المساعدات وتسهيل وصولها إلى القطاع، معتبرة إياها أمراً ضرورياً، وكشفت عن منح بلادها مساعدات بقيمة 10 ملايين دولار لمصلحة الشعب الفلسطيني.
وترفض مصر بشكل قاطع أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية وكذلك تتصدى لمحاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتعمل بتنسيق مشترك مع أطراف فاعلة في المشهد الإقليمي والدولي من أجل تنسيق الجهود الدولية وبحث جميع السُبل الممكنة لإنهاء التصعيد الحالي واستعادة آفاق العملية السياسية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للوصول إلى حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية وفقاً لمقررات الشرعية الدولية يحفظ حقوق الفلسطينيين في دولتهم.
تأتي دعوة مصر لدول العالم لحضور هذه القمة لإعادة الزخم العالمي للقضية الفلسطينية بعد تهميش دام لعدة عقود نتيجة عدم قبول الكيان الإسرائيلي بالحل التفاوضي القائم على أساس حل الدولتين، فضلاً عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في استفزازاته ضد الفلسطينيين باقتحام المسجد الأقصى المبارك وبناء المزيد من المستوطنات وشن عمليات عسكرية في غزة والضفة والتنكيل بأهالي القدس المحتلة.