تضامناً مع الأبرياء في غزة … إلغاء وتأجيل مهرجانات عربية وعالمية.. ومشاهير ينسحبون من مناصبهم سفراءً للنوايا الحسنة
| وائل العدس
يعلو صوت الموت في مدينة غزة على صوت الحياة هذه الأيام، جراء المجازر والجرائم التي يرتكبها العدوان الصهيوني، تجاه المدنيين الأبرياء، مخلّفاً أزمة إنسانية طالت البشر والحجر.
ما يقوم به الاحتلال من قصف وقتل في غزة جريمة حرب وإبادة جماعية جبانة تؤكد حقد هذا الكيان وفشله أمام صمود ونضال الشعب الفلسطيني ومقاومته التي حققت أعظم الإنجازات على الأرض، لتبقى إرادة المقاومة والصمود أقوى من كل الضغوط، فالاستمرار بالنضال ومقاومة كيان الاحتلال مهما بلغت التضحيات هو السبيل الوحيد لإنهاء الاحتلال وعودة الحقوق وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس.
أما الصمت الدولي حيال المجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان المحتل فهي وصمة عار على جبين الإنسانية.
وما يجري في قطاع غزة، دفع مهرجانات عربية لتعليق إقامة فعالياتها الفنية، تضامناً مع الشعب الفلسطيني في غزة، ووقوفاً إلى جانبهم.
مهرجان فلسطين الوطني
بعدما كان مقرراً تنظيمه في الخامس والعشرين من تشرين الأول الجاري، أعلنت إدارة مهرجان فلسطين الوطني للمسرح تأجيل موعد إقامة الدورة الرابعة من المهرجان إلى موعد يحدد لاحقاً.
وقالت في بيان: «نظراً للعدوان الوحشي الغاشم الذي يشنه جيش الاحتلال على أهلنا وأطفالنا ونسائنا وشيوخنا ومقومات حياتنا وإنسانيتنا في قطاع غزة الأشم، فقد تقرر تأجيل الدورة الرابعة للمهرجان إلى إشعار آخر، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار وأمنيات الشفاء العاجل للجرحى».
أيام قرطاج السينمائية
وأعلنت وزارة الشؤون الثقافية التونسية إلغاء أيام قرطاج السينمائية، وقالت في بيانها: «تضامناً مع شعبنا الفلسطيني الشقيق، واعتباراً للأوضاع الإنسانية الحرجة التي يشهدها قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة كافة جرّاء العدوان الصهيوني الغاشم، قرّرت وزارة الشؤون الثقافية إلغاء تنظيم الدورة الرابعة والثلاثين من أيام قرطاج السينمائية».
ثلاثة مهرجانات كبرى
في مصر، تم تعليق إقامة ثلاثة مهرجانات فنية كبرى، حيث علّقت وزارة الثقافة المصرية، إقامة مهرجاني «الموسيقى العربية» في دورته الثانية والثلاثين، و«القاهرة السينمائي الدولي» في دورته الخامسة والأربعين، كما أجلت إدارة «مهرجان الجونة السينمائي» موعد فعاليات الدورة السادسة للمرة الثانية في غضون أسبوعين.
وقررت وزيرة الثقافة المصرية تأجيل «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» الذي كان من المقرر إقامته في الفترة من 15 إلى 24 تشرين الثاني المقبل.
وجاء قرار التأجيل بسبب الأحداث الجارية في فلسطين، حيث أعربت وزيرة الثقافة عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، وقررت تأجيل فعاليات المهرجان حتى يتم استقرار الأوضاع في المنطقة.
وأكدت في بيان أن المهرجان سيقام في موعد آخر سيتم تحديده لاحقاً، وذلك بعد استقرار الأوضاع في فلسطين.
وهو الأمر الذي انسحب كذلك على «مهرجان ومؤتمر الموسيقا العربية»، الذي كان مقرراً انعقاده، خلال الفترة بين الرابع والعشرين من تشرين الأول الحالي، وحتى الثاني من تشرين الثاني المقبل، حيث علّقت إقامة الفعاليات، حتى استقرار الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وكان مقرراً أن تقام فعاليات الدورة السادسة من «مهرجان الجونة السينمائي»، بدءاً من تاريخ 13 تشرين الأول الحالي ولمدة 7 أيام، قبل أن يتم تأجيلها حتى السابع والعشرين منه، ليأتي التأجيل الثاني تضامناً مع الشعب الفلسطيني، ومعه قرار التبرع بقيمة 5 ملايين جنية مصري، لأبناء قطاع غزة، وذلك لدعم جهود الإغاثة الإنسانية، بالتعاون مع مؤسسة «ساويرس» للتنمية الاجتماعية، والهلال الأحمر المصري.
وأعربت إدارة المهرجان، في بيانها الصحفي، عن أملها بأن تقام الدورة السادسة في أقرب وقت ممكن بعد استقرار الأوضاع في المنطقة.
الموسيقا الأوروبية
عالمياً، أعلنت محطة «MTV» إلغاء حفل توزيع جوائز الموسيقا الأوروبية، الذي كان من المقرّر إقامته في باريس، يوم الخامس من تشرين الثاني المقبل، معلنة أن الوقت غير مناسب لحدث احتفالي دولي نظراً للأحداث المأساوية التي تجري في قطاع غزة.
وأوضحت المحطة أنها اتخذت قرارها أيضاً من باب توخي الحذر حيال آلاف الموظفين وأعضاء فريق العمل والفنانين والمعجبين والشركاء، الذين كان يُفترض أن يحضروا إلى باريس من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في إنجاح هذا الحفل.
الأمم المتحدة
احتجاجاً على صمت الأمم المتحدة تجاه ما يجري في فلسطين من انتهاكات لحقوق الإنسان، أعلن الفنان التونسي لطفي بوشناق، تخليه عن لقب سفير النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة.
وقال: «أستقيل من منصب سفير النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة، احتجاجاً على صمتها الرهيب تجاه ما يجري في فلسطين، من حروب وصراعات، وانتهاكات لحقوق الإنسان. لقد خابت آمالي في الأمم المتحدة، التي لم تفعل شيئاً لوقف هذه الفظائع».
وأضاف: «لقد اختارتني الأمم المتحدة، العام 2019، لتمثيلها في مجال حقوق الإنسان، لكنني اليوم أتخلَّى عن هذا اللقب، لأنني أرى أن الأمم المتحدة لا تستحقه. لقد فشلت الأمم المتحدة في حماية حقوق الإنسان، وهي اليوم مجرد أداة في يد القوى الكبرى».
ولم يكن بوشناق الفنان الوحيد الذي انسحب من عضوية سفير النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة. فقد سبقه العديد من الفنانين والناشطين والإعلامين العرب، منهم صانع المحتوى التونسي لؤي الشارني الذي أعلن تخليه أيضاً عن لقب سفير النوايا الحسنة للاتحاد الأوروبي في تونس، وقال: «فشل الاتحاد الأوروبي في الحفاظ على مبادئ الإنسانية وانحيازه إلى إسرائيل، وتجريم المقاومة».
وهناك العديد من الفنانين على مستوى العالم انسحبوا من عضوية سفير النوايا الحسنة لدى منظمات دولية أخرى، مثل منظمة الصحة العالمية، ومنظمة العمل الدولية.
كما قدمت مجموعة من الإعلاميين استقالاتهم من قنوات أجنبية «لمخالفتها مبادئ الحياد» في ظل الأحداث الجارية في غزة، مثل: بسام بونني، وأماني الوسلاتي، وأشواق الحناشي.
حفلات مؤجلة
أعلن الفنان المصري عمرو دياب عن تأجيل حفله الذي كان من المقرر إقامته يوم الجمعة الماضي في دبي لأجل غير مسمى، وذلك تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وعلق: «تضامناً مع الأحداث المؤلمة في غزة، تم تأجيل حفلي حتى إشعار آخر، قلوبنا تنبض بالدعم والتضامن مع أهل فلسطين في هذه الأوقات الصعبة».
وأجَّلت الفنانة المصرية أنغام حفلها المقرر في دبي من دون أن تحدد موعداً آخر للحفل، وكتبت: «نظراً للأحداث المؤلمة في فلسطين تم تأجيل الحفلة.. ادعوا لهم بالنصر والسلامة».
كما أعلن الفنان اللبناني وائل جسار إلغاء حفله الذي كان مُقرراً إقامته بالكويت في شهر تشرين الثاني المقبل، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وكتب: «تم تأجيل حفلة الكويت «أرينا» تضامناً مع أهلنا في غزة… اللـه يرحم الشهداء في الجنة ونعيمها، إنا لله وإنا إليه راجعون».
كما تم تأجيل حفل الفنان السعودي محمد عبده على مدرج خورفكان، الذي كان مقرراً إقامته في الرابع من تشرين الثاني المقبل، نظراً للظروف التي تعيشها فلسطين، من دون الإعلان عن تاريخ جديد.
وقام الفنان المصري رامي صبري بتأجيل حفله الذي كان مقرراً إقامته يوم الجمعة الماضي في الأردن، إضافة إلى تأجيل جميع حفلاته المقبلة تضامناً مع أهالي غزة وحداداً على الشهداء.