تراجع الزراعات التقليدية لمصلحة السمسم … الزراعة: الفلاحون تخلوا عن الزراعات التقليدية لارتفاع تكاليفها
| خالد خالد
بين رئيس دائرة زراعة الخشنية في مديرية زراعة القنيطرة حسين العلي أن الفلاحين تخلوا عن زراعات تقليدية كانت أساسية بالمنطقة مقابل زراعة السمسم كالشعير والبقوليات والخضر الصيفية لكون تكاليفها باهظة مقابل التكاليف البسيطة للسمسم والعائد الاقتصادي الجيد، حيث يتراوح سعر كيلو السمسم حالياً بالأسواق بين 35- 40 ألف ليرة، وهناك إقبال كبير من التجار لشراء محصول السمسم لكونه يدخل في الصناعات الغذائية وغيرها من الصناعات وهو مادة أساسية للمنتج والمستهلك، كما أنه يعتبر من المحاصيل الزيتية المهمة في العالم التي تزيد من خصوبة التربة.
وأوضح العلي أن السمسم من الزراعات الجديدة على القنيطرة، وتعمل المديرية بالتعاون والتنسيق مع اتحاد فلاحي المحافظة على تعميمها على الفلاحين والتنسيق لإدخالها ضمن الخطة الزراعية وزيادة المساحات المزروعة بها.
وأشار إلى أن مزارعي ريف المحافظة الجنوبي في قرى (غدير البستان- سويسة- الرفيد- الحيران ورويحينة) بدؤوا زراعة السمسم منذ عام 2012 نظراً لتوافر الظروف البيئية والمناخية المناسبة من ناحية التربة وتوافر المياه، ولاقى اهتماماً كبيراً من وزارة الزراعة خلال السنوات الأربع الأخيرة وأصبح محصول السمسم ذا أهمية كبيرة للمزارعين بعد القمح نظراً لكونه ذا جدوى اقتصادية رابحة للفلاح.
ولفت العلي إلى أن المساحة التي تم حصادها هذا الموسم قُدِرت بنحو 13 ألف دونم والموسم السابق كانت نحو 8 آلاف دونم والموسم قبل الماضي 6 آلاف دونم، منوهاً بأن إنتاج الدونم الواحد يتراوح بين 40- 125 كغ (إن وجدت عمليات الخدمة الصحيحة للمحصول)، وللعلم محصول السمسم لا يحتاج إلى تكاليف إنتاج باهظة، ويحتاج فقط إلى ثلاث ريات وتسميدة خفيفة ورشة مبيد حشري إن احتاج الأمر لذلك، حيث تبدأ زراعته من بداية شهر أيار وتستمر لبداية شهر تموز.
وأكد العلي أن مديرية زراعة القنيطرة تتابع هذا المحصول الجديد بالتنسيق مع وزارة الزراعة لما له من جدوى اقتصادية مربحة تعود على الفلاح بالفائدة الكبيرة، منوهاً بأن المنظمات المانحة والعاملة بالقنيطرة أُجرت دراسات مكثفة بهدف تشجيع الأسر على استعادة مصادر رزقها وخاصةً من يعتمدون على الزراعة بشكل أساسي، وتم توزيع منحة سمسم لنحو 400 مزارع في ريف المحافظة الجنوبي (غدير البستان ومزارعها- صيدا ومزارعها- المعلقة- المقرز- الرزانية- البصة الشرقية والغربية- ومزرعة أبو تينة) مع مستلزمات إنتاج كاملة، وتضمنت المنحة 200 كغ سماد ثلاثي الفوسفات و15 كغ من بذار السمسم وعربة جر وشادر وغربال ومعول وكريك ومجرفة ومشط وشوكة ومقشة وقفة كاوتشوك عدد 4.
ويأمل العلي إدراج زراعة السمسم كمحصول إستراتيجي مثل القمح وتزويد الفلاحين بمستلزمات الإنتاج من أسمدة ومازوت وغيرها، ويتم استجرار المحصول عن طريق السورية للتجارة ليتخلص الفلاح من احتكار التجار والسوق السوداء لتأمين مستلزمات الإنتاج والتسويق.