خبير: الغرب يستغل غزة لفرض هيمنته على المنطقة ومنع تعدد القطبية … الاتحاد الأوروبي يدعو لـ«هدنة إنسانية» بين إسرائيل وحماس!
| وكالات
أظهرت مسودة نتائج قمة للاتحاد الأوروبي، أمس، أن قادة الاتحاد الأوروبي سيدعون خلال الأسبوع الجاري، إلى «هدنة إنسانية»، حتى يتسنى إيصال المساعدات إلى غزة بأمان.
وحسب وكالة «سبوتنيك»، يجتمع زعماء دول الاتحاد الـ27 في بروكسل، يومي الخميس والجمعة القادمين، فيما يسمى «المجلس الأوروبي»، حيث ستكون قضية الشرق الأوسط في أولوية جدول أعمال القمة.
وأكدت وسائل إعلام أن مسودة قرارات القمة أظهرت أن المجلس الأوروبي يؤيد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى هدنة إنسانية من أجل السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن، ووصول المساعدات إلى المحتاجين.
وجاء في المسودة: سيعمل الاتحاد الأوروبي بشكل وثيق مع الشركاء في المنطقة لحماية المدنيين، ودعم من يحاولون الوصول لبر الأمان أو تقديم المساعدة وتسهيل الحصول على الغذاء والماء والرعاية الطبية والوقود والمأوى.
وحسب المسودة يشدد المجتمعون على ضرورة الإفراج الفوري عن كل الرهائن، ويكرر الاتحاد الأوروبي الحاجة إلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن من دون أي شرط مسبق.
من جهة ثانية، رأى الخبير الإستراتيجي اللبناني، محمد سعيد الرز أن ما يحدث في غزة يكشف مساعي الغرب بشكل واضح في المنطقة المناهضة للسعي العالمي لتعدد الأقطاب.
واعتبر المحلل اللبناني أن العالم يترقب مواقف روسيا والصين والدول الساعية لتعدد القطبية، خاصة أن الغرب يريد فرض هيمنته من جديد في المنطقة انطلاقاً من الأزمة في غزة، لافتاً إلى أن بنيامين نتنياهو لم يحقق أي هدف سياسي حتى الآن من وراء حربه على غزة.
وأضاف في حديث لـ«سبوتنيك»: إذا كان معيار الانتصار في الحروب مرتبطاً بما يتحقق من هذه الأهداف، فإن كل ما أنجزته حكومة إسرائيل المتطرفة هو دك الحجر وإزهاق أرواح البشر في غزة، الأمر الذي سيحمّلها بعد هدوء المدافع الكثير من المسؤوليات داخليا وعلى صعيد الرأي العام العالمي، كآخر دولة في العالم تمارس الفصل العنصري.
وأضاف: مقولة نتنياهو عند إعلانه المواجهة بأنه سيغيّر وجه المنطقة لـ50 عاماً مقبلة، تكشف حقيقة الحرب التي يخوضها، بمثل ما يكشفها أيضاً ذلك الكم الكبير من حاملات الطائرات والمدمرات الأميركية والأوروبية في شرق البحر المتوسط.
ومضى يقول: المخطط هو البدء بحرب غزة، لكن مجرياته أكبر بكثير، خاصة مع إعلان أميركا عزمها إرسال المزيد من جنودها، تحت شعار حماية الرعايا والمصالح الأميركية في الشرق الأوسط، حسب تعبير وزير خارجيتها أنتوني بلينكن.
وتابع: المشروع الإسرائيلي الأميركي الأوروبي يسعى لتصفية القضية الفلسطينية، عبر تفريغ الأرض من أبنائها، واقتطاع أراض عربية لتصبح موطناً لهم، إذ يتم سلخ 750 كيلومتراً مربعاً من سيناء لإقامة أكثر من مليوني فلسطيني من غزة، ويلي ذلك ترحيل فلسطينيي الضفة الغربية إلى الأردن.
ولفت إلى أن المشروع قديم متجدد أطلقه الحاخام مئير كهاناه عام 1980، أي بعد 7 سنوات من انتصار تشرين عام 1973، ثم تبناه برنارد لويس في عام 1983 ووافق عليه الكونغرس الأميركي في جلسة سرية عام 1990، وكان في مقدمة أهدافه ما سمي «الربيع العربي»، وبعدها «صفقة القرن».
وشدد على أن المسألة لم تعد على مستوى تنظيمات وحركات مسلحة، وإنما باتت تتعلق بدول المنطقة، ولذلك اتخذت مصر موقفاً تاريخياً شكّل حائط صد بوجه هذا المشروع، الذي يتألف من نقطتين: الرفض القاطع والحاسم لتهجير فلسطينيي غزة إلى سيناء، وحل القضية الفلسطينية على قاعدة حل الدولتين الذي تبنته الأمم المتحدة مطلع الألفية الثانية.
وأشار إلى أن حركة المتغيّرات الدولية الراهنة تطرح تساؤلات مهمة تتعلق بمدى قدرة الغرب على التوسع في المنطقة العربية وإفريقيا، أو أنه سيصاب بتراجع آخر لمصلحة قيام عالم جديد تحكمه قيم التكامل والتعاون والتنمية وحقوق الشعوب.