عربي ودولي

غزة أثبتت أنها لم تكن يوماً نزهة.. وأزمة ثقة في إسرائيل … إعلام العدو: «تل أبيب» وواشنطن تواجهان صعوبة في فك رموز نيات نصر الله

| وكالات

تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية أمس أن إسرائيل والولايات المتحدة، تواجهان صعوبةً في «فك رموز نيات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أزمة ثقة تعصف بكيان الاحتلال وأن ثلاثة وزراء، على الأقل، يدرسون الاستقالة من حكومة بنيامين نتنياهو.
وقال الصحفي الإسرائيلي، يوني بن مناحيم: «منذ بداية الحرب، التزم نصر اللـه الصمت، وشنّ حرب استنزاف ضد إسرائيل على الحدود الشمالية»، وأضاف إنه «يجب على إسرائيل الاستعداد لأسوأ سيناريو، حيث ستضطر للقتال على جبهتين في وقت واحد».
وأول من أمس الأحد، كشف عضو كتلة «الوفاء للمقاومة»، في البرلمان اللبناني النائب حسن فضل اللـه لـ«الميادين»، أن الأمين العام لحزب اللـه «يتابع ساعة بساعة مجريات المواجهة»، مؤكداً أنه «يشرف عليها ويديرها بتواصله المباشر مع القادة الميدانيين للمقاومة، وهو قائد هذه المقاومة».
وفي السياق، كشف الإعلام الإسرائيلي أن أعداد جنود الاحتلال المصابين بنيران الصواريخ المضادة للدروع التي يطلقها حزب اللـه من جنوب لبنان باتجاههم بدأت بالارتفاع، ورأت «القناة 13» الإسرائيلية، أن «هذا أمر يجب الانتباه له»، إذ تحدث مراسل القناة في «الشمال» عمّا «يحصل من إطلاق الصواريخ المضادة للدروع في الخط الخلفي، على موقع تلة راميم»، وقال: «يطلقون الصواريخ باتجاه القطاع الغربي أيضاً».
وأشار إلى أن «هذا التطور أمر صعب، وليس واضحاً منذ البداية»، مضيفاً: إن «الجنود الإسرائيليين موجودون حالياً عند الحدود، ولم يدخلوا إلى لبنان، وهم يصابون بأعدادٍ يمكنني القول إنها بدأت تصبح أعداداً كبيرة».
من جهتها، كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن إخلاء المستوطنين الإسرائيليين من مستوطنات شمال فلسطين المحتلة «يجري بمستوى منخفض»، قائلةً: إن المستوطنين في «الشمال يهاجمون الحكومة الإسرائيلية على خلفية الإخلاء».
وفي الـ20 من الشهر الجاري، بدأ المستوطنون يخلون «كريات شمونة» والجليل الأعلى، خوفاً من صواريخ المقاومة اللبنانية، وفي وقت سابق أمس، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن «الجبهة الداخلية» لكيان الاحتلال تتجه إلى حالة ارتباكٍ وفوضى، مع استمرار المقاومة الفلسطينية في عمليتها «طوفان الأقصى»، وبعد النزوح الداخلي لعددٍ كبير من المستوطنين، سواء من الشمال أم من الجنوب، مشيرة إلى أن سلطة الطوارئ تدرس وضع المستوطنين في منشآت عامة، مثل المدارس، في حال اكتظّت الفنادق.
بموازاة ذلك، ذكر موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن «ثلاثة وزراء، على الأقل، يدرسون الاستقالة من حكومة نتنياهو وفرض تحميل المسؤولية عليه»، وقال الموقع: «نتنياهو متردد بخصوص العملية البرية ويعرقل المرحلة التالية، بل يخشى التورط في الجنوب، وفي الشمال»، لافتاً إلى أنه «يمكن لحزب اللـه أن يشغل إسرائيل بهذه الطريقة إلى الأبد، ويدفع ثمناً ضئيلاً جداً مقارنة بالثمن الذي تدفعه إسرائيل».
الصحيفة كتبت على صفحتها الأولى أمس أن هناك أزمة ثقة بين نتنياهو والجيش الإسرائيلي، مضيفة: «بعد 17 يوماً من الهجوم على إسرائيل، بات الكل واقعاً في مصيدة، فرئيس الحكومة (نتنياهو) غاضب على الجيش المتهم برأيه بكل ما حدث، ويجد صعوبة في اتخاذ قرار دخول بري، إلى غزة، وحسب شهود في مقر قيادة الجيش، فإن النقاش هناك ليس مركزاً، وليس هناك من يدير المجهود المدني».
وأوضحت الصحيفة أن العلاقة المتوترة بين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت تجعل أمر العملية «صعباً للغاية»، ولفتت إلى أن الحكومة الإسرائيلية «تجد صعوبة في التوصل إلى قرارات موحدة في موضوعات مركزية، مع انتقال الخشية من العاصفة التي ستأتي في اليوم التالي لانتهاء الحرب، إلى قيادة الجيش».
وفي وقت سابق أول من أمس تحدث الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي عن «سجال بخصوص توقيت العملية البرية على قطاع غزة»، و«أزمة الثقة التي نشأت بين نتنياهو والجيش الإسرائيلي، وداخل «الكابينت» المقلص والموسّع».
«يديعوت أحرونوت» علقت على موضوع الثقة قائلة: «يمكن إعادة بناء المنازل لكن من الصعب إعادة بناء الثقة»، لافتة إلى أن الحرب في غزة ولدت ارتباكاً وخلافاً بين رأس الحكومة والجيش، وأضافت الصحيفة: إن «نتنياهو يتعامل بضيق صدر مع الآراء والتقديرات التي يعبّر عنها ضباط الأركان، ويماطل في تبني الخطط التي يقدمونها».
وتابعت الصحيفة: «داخل الجيش الإسرائيلي يقولون إن الذنب يقع على عاتق القيادة السياسية لعدم تحديد أهداف واضحة للجيش، الذي لن يعرف متى حقق أهدافه، أو متى انتصرت إسرائيل، بعد أن وعد نتنياهو وغالانت بمحو حماس من وجه غزة، ولم يشرحا ما المعنى العملي لهذا التعهد».
الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي دان حالوتس، قال في مقابلة مع «القناة 13» الإسرائيلية: «أنا أقبل المقاربة التي تقول إن الدخول إلى غزة يجب أن يحصل عندما نكون مقتنعين بأننا أعددنا الأرض كما يجب، وأننا استنزفنا كل النشاطات التي يمكن لنا فعلها من الجو».
وأضاف حالوتس: «بعدها فقط نطلق القوات إلى هناك، لأنها لن تكون نزهة، لن تكون نزهة، غزة أثبتت أنها لم تكن يوماً نزهة، علينا أن ندرك هذا، لكي لا ندفع أثماناً باهظةً يجدر بنا القيام بالأمور بعقلانية».
وأول من أمس، أقرّ متحدث باسم جيش الاحتلال بمقتل جندي وإصابة 3 آخرين في كمين محكم نصبته كتائب «القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» لقوة مدرعة إسرائيلية شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، حاولت التسلل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن