رياضة

الصدمة

| محمود قرقورا 

جاءت خسارة منتخبنا أمام إيران في مستهل مبارياتنا في النهائيات الآسيوية تحت 23 عاماً المؤهلة لمسابقة ذهبية كرة القدم في البرازيل لتشكل صدمة للشارع الرياضي في سورية ليس بسبب النتيجة التي تبقى أحد الخيارات الثلاثة التي لا بد منها في عالم الكرة (الفوز والتعادل والخسارة) ولكن لأن الأداء هبط لأدنى مستوياته ولسان حال كل متابع سوري: نريد تحقيق أحد طرفي المعادلة الأداء أو النتيجة ولا بأس إن ترافق الشكل مع المضمون.
صدمتنا كبيرة لأن كل مقدمات الخروج بنتيجة إيجابية كانت متوافرة ونرفض جملة وتفصيلاً كل التبريرات الواهية فالظهور بشكل لا لون فيه ولا طعم ولا رائحة وافتقاد الشخصية الكروية لعمري كان مفاجئاً للصغير والكبير لاعتبارات كثيرة أسرد بعضها:
• المدرب على رأس عمله منذ عام ونيف وتحديداً منذ مواجهتي المنتخب الأول مع ماليزيا وأندونيسيا ودياً في تشرين الثاني 2014 اللتين أشرف عليهما الفقير مصطحباً السواد الأعظم من هذه التشكيلة، وبناء عليه: هل المطلوب من الكابتن مهند الفوز على الهند وبنغلاديش فقط؟
أعترف أنني خسرت الرهان عندما قلت على شاشة القناة الأولى قبل لحظات من انطلاق المباراة: لا أتوقع الخسارة مطلقاً لأنني كنت واثقاً من تدارك الكابتن مهند هفوات الخسارة أمام المنافس ذاته قبل ثلاثة أشهر، والطامة الكبرى أن الأداء انخفض للحضيض هذه المرة فأين اللمسة وأين قراءة المدرب؟
• اللاعبون هم ذاتهم ومعظمهم يلعب للمنتخب الأول، بل إن طفرات منهم أثبتت أنها رمانة الميزان مع المنتخب الأول في كثير من الأحيان فلماذا أصابهم العطب ليظهروا مكبلين غير قادرين على إثبات الذات؟
• الجمهور لم يدخر جهداً تشجيعاً وجعل الأجواء صاخبة فأين الحلقة المفقودة، حتى لا تترجم التصريحات المتفائلة قبل المباراة على أرض الواقع؟
• المعنيون لم يقصروا مع هذا المنتخب تحديداً وتكفي مواجهة أوزبكستان واليابان كمحطتين استعداديتين نوعيتين بغض النظر عن سقوط معسكر الإمارات بالضربة القاضية، ولو أضفنا هاتين المباراتين للمباريات الأربع في غرب آسيا مع الإمارات وعُمان وقطر وإيران فهذه ست مباريات استعدادية خلال فترة وجيزة لم يحظ بها منتخب في تاريخ المنتخبات السورية.
نأمل أن تكون الخسارة كبوة فارس لأن التعويض ما زال ممكناً وشارعنا الكروي ينتظر رد الفعل والكرة بملعب الجهاز الفني واللاعبين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن