الأولى

طهران كشفت عن رسائل أميركية لضبط النفس وموسكو حذرت من توسيع الصراع … شهداء غزة تجاوزوا الخمسة آلاف وشحنات المساعدات خجولة

| الوطن

مع تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وارتكابه المجازر بحق الأهالي لليوم السابع عشر على التوالي، ارتفعت حصيلة الشهداء أمس إلى 5087 والجرحى إلى 15273، في حين بلغ عدد المفقودين تحت الأنقاض أكثر من 1500 شخص.

المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة قال أمس: إن «الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 23 مجزرة في الساعات الماضية، راح ضحيتها 436 شهيداً، منهم 182 طفلاً»، مشيراً إلى أن أغلبية الشهداء هم من جنوب القطاع.

بدورها أكدت وزارة الداخلية الفلسطينية وفق وسائل إعلام فلسطينية أن الاحتلال يستخدم قنابل ذات قدرة تدميرية هائلة مخصصة لتدمير التحصينات في المناطق الجبلية، وهي لا تتناسب مع طبيعة المنازل السكنية في غزة، ما يؤدي لتدمير منازل عدة في الغارة الواحدة، ووقوع أكبر عدد من الضحايا وصعوبة استخراجهم من تحت الأنقاض.

ولفتت إلى أن أكثر من 80 بالمئة من القنابل التي يستخدمها الاحتلال في عدوانه هي قنابل أميركية الصنع، موضحة أن الكثافة النارية المستخدمة حالياً من طائرات الاحتلال وآلة حربه لم يسبق لها مثيل في قطاع غزة.

بالمقابل أعلنت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة مواصلتها استهداف الاحتلال بالصواريخ، واستهدفت كتائب القسام قاعدتَي «حتسريم» و«تسيلم» بمسيّرات «الزواري» الانتحارية، أمام اعتراف إسرائيلي بعدم الجاهزية لأي دخولٍ بري إلى قطاع غزّة.

بدوره قال الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة أنه جرى عبر وساطة مصرية- قطرية إطلاق سراح المحتجزتَين «نوريت يتس» و«يوخفد ليفشيتز»، علماً بأن العدو رفض منذ الجمعة الماضية قبول استلام الأسيرتين لكن الإفراج عنهما جاء لدواعٍ إنسانية ومرضية قاهرة.

وتواصل أمس دخول الدفعات الخجولة من المساعدات الإنسانية الإغاثية إلى قطاع غزة، حيث دخلت أمس 20 شاحنة عبر معبر رفح، على حين أكدت حركة «الجهاد الإسلامي» أن كمية المساعدات التي تدخل إلى القطاع تكاد لا تذكر قياساً باحتياجات القطاع الكبيرة وبالكميات التي كانت تدخل قبل بدء الحرب.

وفي تصريح لـ«الوطن» قال ممثل «الجهاد الإسلامي» في سورية إسماعيل السنداوي: «السبت دخلت 20 شاحنة مساعدات عبر معبر رفح بإشراف من قبل إسرائيل والأمم المتحدة ومصر، كما دخلت ليل الأحد 14 شاحنة أيضاً من معبر رفح».

وأوضح السنداوي أن هذه المساعدات استلمتها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» التي عملت على تفريغها في مستودعات تابعة لها في «مخيم النصيرات» وسط قطاع غزة على أن تقوم بتوزيعها على المستحقين وفق ما تعهدت.

ولفت السنداوي إلى أن قطاع غزة قبل الحرب كان يدخل إليه يومياً 500 شاحنة، بين شاحنات بترول وشاحنات مساعدات إغاثية، وبالتالي عملياً يحتاج إلى آلاف الشاحنات حتى يعوض الفاقد الحاصل منذ بداية الحرب.

من جانبها قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر فاطمة ساتور: إن المنظمة حشدت 60 طناً من المساعدات الإنسانية لسكان غزة، لكن وتيرة التسليم الحالية ليست كافية لتلبية الاحتياجات.

من جهته قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: إن «شحنات المساعدات التي تدخل غزة لم تشمل الوقود»، وأضاف: «نحاول إدخال الوقود إلى غزة ونناقش الأمر مع الأطراف المعنية».

على المقلب السياسي كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن الولايات المتحدة أرسلت حتى الآن رسالتين إلى إيران أعلنت من خلالهما أنها ليست معنية بتوسيع رقعة الأزمة في المنطقة، وقال: «الولايات المتحدة طالبت إيران بضبط النفس ودعوة الأطراف الأخرى في المنطقة أيضاً إلى الهدوء»، معتبراً أن واشنطن أثبتت عبر إرسال مئات المعدات العسكرية وتقديم الدعم الشامل للكيان الصهيوني أنها ليست محايدة، محذراً من أن المنطقة أصبحت برميل بارود قد ينفجر في أي لحظة، داعياً الجميع لاتخاذ إجراءات عاجلة لوقف قتل المدنيين في غزة، وقال: «إيران لا تسعى لتوسيع الحرب لكن ضاق ذرع الجميع من استمرار قصف المدنيين والمجازر التي ترتكب بحقهم».

من جهته اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات له من طهران أن الولايات المتحدة في قائمة الدول المتدخلة بـ«الصراع» الفلسطيني- الإسرائيلي وأضاف: «كلما زادت المبادرات كإرسال الأسطول الأميركي إلى منطقة الصراع في الشرق الأوسط زادت معها احتمالات توسع الصراع».

في غضون ذلك أظهرت مسودة نتائج قمة للاتحاد الأوروبي أمس أن قادة الاتحاد الأوروبي سيدعون خلال الأسبوع الجاري إلى «هدنة إنسانية» حتى يتسنى إيصال المساعدات إلى غزة بأمان.

ويجتمع زعماء دول الاتحاد الـ27 في بروكسل يومي الخميس والجمعة القادمين، فيما يسمى «المجلس الأوروبي»، حيث ستكون قضية الشرق الأوسط في أولوية جدول أعمال القمة.

وأكدت وسائل إعلام أن مسودة قرارات القمة أظهرت أن المجلس الأوروبي يؤيد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى هدنة إنسانية من أجل السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن، ووصول المساعدات إلى المحتاجين.

وجاء في المسودة: سيعمل الاتحاد الأوروبي بشكل وثيق مع الشركاء في المنطقة لحماية المدنيين، ودعم من يحاولون الوصول لبر الأمان أو تقديم المساعدة وتسهيل الحصول على الغذاء والماء والرعاية الطبية والوقود والمأوى.

على صعيد آخر دعا المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن ليو بينغيو إلى وضع حد «للمبالغة التي لا أساس لها»، بشأن نشر السفن الحربية الصينية في الشرق الأوسط، بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن