بعيداً عن الجدلية التي أحدثها قرار اتحاد كرة السلة بإلغاء مشاركة اللاعبين الأجانب خلال الدور الأول للدوري السوري لسلة المحترفين، فإن عنصر المفاجأة للقرار هو الذي أحدث تلك الضجة، وخصوصاً أنه يأتي قبيل بدء الدوري بخمسة أيام فقط.
ولأنه لا دخان من دون نار فلا شك أن القرار لم يأت من فراغ وثمة مسببات دفعت اتحاد اللعبة لاتخاذ القرار المباغت، ولاسيما أن رئيس الاتحاد كان من أكثر المتحمسين والمندفعين لتطبيق قرار مشاركة لاعبين أجنبيين منذ بداية الدوري، معتبراً ذلك عاملاً مهماً وأساسياً لزيادة جماهيرية اللعبة، وتطوير مستواها، فقد كان من الضروري تقصي السبب كي يبطل العجب.
الواضح أن الظروف الراهنة والمعطيات الأخيرة على الأرض تفرض حالة جديدة وغير مسبوقة، والمطلوب استيعابها وتقبلها والتعامل معها بمرونة ريثما تتغير المعطيات ويقضي اللـه أمراً كان مفعولاً.
والواضح أيضاً أنه كان ينبغي على اتحاد السلة التعامل مع المسألة بطريقة أخرى.
ألم يكن الأجدر لو قام بدعوة مندوبي أندية الدرجة الأولى لاجتماع تشاوري، أو ما يدعى الجمعية العمومية لوضع أعضاء هذه الجمعية بصورة المستجدات والصعوبات البالغة التي تعترض وجود اللاعبين الأجانب في الدوري خلال المرحلة الحالية، والاستماع إلى وجهات نظر الأندية، وبحث المسألة من كل جوانبها، واستعراض كل الاحتمالات الممكنة في هذه المرحلة والتشاور بتأن في كل الحلول الممكنة بعقلانية والوصول بالنهاية إلى قرار جماعي، أو بالأغلبية من خلال التصويت، علماً أن معظم الأندية المشاركة لم تعترض رسمياً على فكرة الإلغاء لكونها تريحها من تأمين المبالغ الكبيرة التي ستدفعها للأجانب في الدور الأول!
بالنهاية وحسب الواقع الراهن فالمشكلة ليست في الفكرة، بقدر ما هي في كيفية التعاطي مع الفكرة.
على أمل أن نعيش موسماً ناجحاً وخالياً من المطبات والمنغصات.