رياضة

الحقيقة انحرفت عن الصواب والذمم صفّقت للخطأ بنادي الجزيرة

| الحسكة – دحام السلطان

سيناريو النص وأداء الممثلين وحرفية الإخراج لم تختلف معطياتها عن المتوقع في أولى مسرحيات نادي الجزيرة منذ أن جاء فريقها بالنقطة من الدوري، والتي يبدو أن عروض المسرحيات ستكون طويلة ومملة بفعل تلك النقطة، فالدعوة إلى الاجتماع الذي كان موسّعاً لأعضاء النادي، وحتى بعد أن (تبخّر) نحو نصف الحضور، الذين انتظروا طويلاً في الهواء الطلق لتأخر الموعد، وبالتالي فإن الاجتماع أو المؤتمر أو اللقاء انعقد، ولا ندري إلى أي هوية تنظيمية ينتمي ذلك الاعتبار لانعقاده، والذي تم بحضور رسمي مسؤول تقدمه أمين فرع حزب البعث بالحسكة.

مشاهد العرض الأول
أمين فرع الحزب وبعد الاعتذار للحضور عن تأخّره عن موعد الاجتماع، أكد الشفافية والمصداقية في العمل وتقييم العمل الرياضي بجميع الألعاب لوضع النقاط على الحروف، للحفاظ على استمرارية النادي ليكون رسالة رياضة المحافظة برمتها، بعد معالجة الخلل وإعادة النظر في الأداء، وقال رئيس مكتب الشباب محمد سعيد خلف: الاجتماع هو مناسبة للوقوف عند النقاط التي أدت إلى التقصير، ووجوب مطالعة الواقع وتحليله، ومناقشة الجوانب التي أدت إلى الخلل من خلال الإدارة واللجنة التنفيذية. على غير العادة بدأ الحديث رئيس تنفيذية الحسكة مصطفى شاكردي، وهذه واحدة من الواحدات التي لم يألفها الرياضيون الجزراويون من قبل، والتي من المفترض أن يكون رئيس النادي أول المتحدّثين باعتبار أن المحور هو نادي الجزيرة، وبطريقة ما وبـ (خفة يد) تتدخل الأيدي لتطالب بنقطة نظام، وعلى أثرها صعد رئيس النادي على الخشبة وبدأ بعرض مشاهد العرض الثاني.

الضربة الاستباقية
كعادته رئيس النادي لم يخرج عن النص الذي رسمه لنفسه بعد أن توسّط الحضور جالساً من أول (القعدة) لأسباب لم نفهمها، وحين صعوده إلى منبر الحديث حقق مفهوم الضربة الاستباقية بنجاح وامتياز فحقق في حديثه خلطة فلسفية اقتصادية رياضية هجومية منمّقة ربطها بالظروف الراهنة، وانتقد بشدة القطاعات الاقتصادية والخدمية التي لم تقدم الدعم للنادي، لأن معونة المكتب التنفيذي لم تف بالغرض لأن يكون النادي حسن السيرة والسلوك والمظهر اللائق في الدوري، إلى أن جاء بالأهم الذي وافق عليه المصفّقون في معظم طروحاتهم اللاحقة، على أن مشكلة الخراب في النادي سببها المدرب أحمد الصالح، حين أكد أن الإدارة حين اختارته وفّرت له كل أسباب النجاح، ولكنه لم يكن عند حسن الظن، وتابع قائلاً: بأنه يحمل إشارات استفهام على بعض الناس والجميع يفهم تلك الإشارات لكن الجميع لم يفهمها ولم يعلق عليها لأنها ليست (مستاهلة)..؟ ولأن الجلسة من منطلق منطقه تعتبر جلسة إشارات وألغاز ونقداً للإدارة السابقة وتبعاتها ولاسيما المالية منها، وعلى سبيل الذكر لا الحصر 4 ملايين و700 ألف فواتير كهرباء على النادي بذمتها، والنقد ذاته وجهه للقيادات التي كانت قائمة عليها، وربط الإنجاز الجديد بشخصه من خلال الشركة الفرنسية التي ستنفذ صيانة بقيمة 5 ملايين ليرة للملعب البلدي، وفي النهاية ارتسمت على جبينه علامات النصر والفوز، لأنه لقّن الحضور درساً خطابياً بليغاً في الكلام وحسن الأداء والتصرّف ولم يتطرق لشرح تفاصيل بيته الجزراوي إدارياً الذي عليه ما عليه، لذلك لم يأبه بأي شيء لأنه مدعوم ومسنود.
40 عاماً نزداد!

الحقيقة التي لا تزال مؤلمة تكمن في الطرح الذي آلمها وأوجعها، فمن غير المعقول أن معظم العقول الجزراوية لا تزال تفكر أيضاً بعقلية خشبية، تجاوز عمرها الأربعين عاماً والطرح هو ذاته لأن المخرج أبدع إبداعاً بطولياً، لأن يخرج بحبكة منمّقة فرّغت الموضوع من مضمونه، وأخرجت المذنب من دائرة الخطر، وصدق المنجمون أخيراً ووقعت برأس المدرب الذي هو أساس الخراب وفق حقائق وذمم المصفّقين وهو المطلوب في النهاية، لأن يتعرّى المدرب ويكون (مسطرة) للذم والتشهير من قبل تلك الذمم..! التي لا يُلام في ذلك أصحابها لأن الإبداع بغسل الدماغ لا يزال دارجاً عندنا في رياضة الحسكة و(الشاطر) لا يزال بارعاً فيه لأن يحرف الصواب عن مساره الصحيح، ويتمسّك بالباطل ويجعله حقيقة دامغة وبرهاناً ساطعاً بشكل يدعو إلى السخرية والضحك على (اللحى)، فمن غير المعقول أن تجري الأمور بهذا الشكل إذا ما استثنينا ما قاله الكروي القديم عبد اللـه حمزة، وإن حيّد بعض الطروحات إلى منطق (الشخصنة)، حين شرح بواعث الفساد الإداري والفني في النادي وطالب بمحاسبة المقصّرين ويقصد هنا (رئيس النادي) الذين ربطوا فشلهم بشمّاعة الأزمة، وعندما ذكر الحمزة أن النادي صرف 6 ملايين على فريق الكرة ولم يظفر إلا بنقطة واحدة، وطالب أيضاً بجلب أناس أكفاء للعمل وليسوا (أغراراً) وانتقد رئيس النادي أيضاً لانفراده بالقرار وتقلده لكل المواقع ومنها الشأن المالي لأن المسؤول المالي لم يرافق النادي في المعسكر التدريبي الخارجي ولا في الدوري..! وبالتالي لأن يكون مسؤولاً مالياً وأن يأتي بإداري من الفرق الشعبية، والانتهاء من حالة (المحاصصة) التي أبعدت الرياضيين عن النادي، لتبدأ المهاترات والسجالات بشكل مخزٍ أخرج الخارج عن النص!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن