لا مغفرة لقادة إسرائيل إذا تخلوا عن الأسرى ومجالس المستوطنات ناقمة على الحكومة … إعلام العدو: ليس لدينا خطة لهزيمة «حماس» والأمر يقلق واشنطن
| وكالات
تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية أمس عن غياب أي خطة لدى حكومة الاحتلال الإسرائيلي لهزيمة حركة «حماس»، وهو الأمر الذي يقلق الولايات المتحدة، ومن جانب آخر تطرق إعلام العدو إلى وجود نقمة لدى رؤساء مجالس المستوطنات الإسرائيلية على حكومة بنيامين نتنياهو.
وقالت قناة «كان» الإسرائيلية: إن مسؤولين رفيعي المستوى في الولايات المتحدة قلقون لأن إسرائيل لا تمتلك أي خطة لهزيمة حركة «حماس»، في حين قال المراسل العسكري في صحيفة «يديعوت احرونوت» يوسي يهوشع: إن «حماس» هي من يقود وتيرة الأحداث الجارية اليوم، وليست إسرائيل، معتبراً أن ذلك «سيئ جداً بالنسبة للإسرائيليين ويطرح الكثير من الأسئلة».
وفي مقابلة مع «القناة 13» الإسرائيلية، قال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، عاموس يدلين: إن «حماس» تُخضع إسرائيل في ملف الأسرى الإسرائيليين، «عبر إطلاقها كل أسبوع سراح أسيرتين، وقد يستغرق ذلك عامين لإنهاء هذا الملف»، وتابع: إن «تأجيل إسرائيل الدخول البري إلى غزة جاء لبلورة الأمور بشكل أفضل»، وفق تعبيره.
صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية نقلت بدورها عن مسؤولين أميركيين «كبار»، فجر أمس الثلاثاء، أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن تشعر بالقلق من أن الجيش الإسرائيلي ليس مستعداً بعد لشنّ هجومٍ بري ضد قطاع غزّة، في حين ذكرت «القناة الـ12» الإسرائيلية أن «الأميركيين، وخصوصاً الذين يدعمون إسرائيل، يفضلون أن تمتنع (الأخيرة) عن الدخول البري لغزة».
بدوره، قال محلل الشؤون العسكرية في «القناة الـ13»، ألون بن دافيد: «هناك شعور يسود الجيش، مفاده أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، مرتدع ومتردد بشأن الغزو البري».
من جهة ثانية، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن وجود نقمة من رؤساء مجالس المستوطنات الإسرائيلية على حكومة الاحتلال الإسرائيلي بسبب عمليات نقل المستوطنين من المستوطنات.
وذكر مراسل قناة «كان» أنّ «هناك نقمة من رؤساء مجالس المستوطنات على الحكومة وبدؤوا يرفعون الصوت»، مضيفاً: إن «السكان في الجنوب، حتى الذين تم إخلاؤهم يشعرون أن لا أحد يهتم بهم أو يسأل عنهم»، وأشار إلى أن «الأشخاص هنا يشعرون بأنهم مهملون ومتروكون»، لافتاً إلى «وجود مشاعر قاسية تسود هنا بين الإسرائيليين».
وفي السياق، هدّد ما يسمى رئيس المجلس الإقليمي «إشكول»، ويضم عدة مستوطنات من مستوطنات محيط غزة، غادي يركوني، بالإضراب عن الطعام، قائلاً: إنه «إذا لم يتم تسليم الأموال للإسرائيليين، سأعلن الإضراب عن الطعام أمام الكنيست».
في غضون ذلك، نقلت «القناة 13» عن مستوطنين من محيط غزة تم إخلاؤهم، أن أحداً لم يساعدهم، وإنهم اضطروا لفعل كل شي وحدهم، وبدورها، نشرت «القناة 12» معطيات حول عمليات النقل في إسرائيل منذ بداية الحرب، موضحةً أنه تم نقل 23 ألف مستوطن في كريات شمونة.
في الغضون، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لا يعطي الأولوية لملف الأسرى الإسرائيليين لدى حركة «حماس».
وأوردت صحيفة «هآرتس» أن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي قام أول من أمس الإثنين بتحديث عدد الأسرى والمفقودين إلى 222، مشيرةً إلى أن «عدداً غير قليل منهم هم من الرعايا الأجانب»، ولفتت الصحيفة إلى وجود «قلقٍ متزايد من أن فرص إطلاق سراح المخطوفين الذين يحملون جنسية أجنبية أعلى من فرص أولئك الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية».
وأضافت: إنه «في حين أن المخطوفين الذين يحملون جنسية أجنبية لديهم حكومات تبادر إلى العمل على إطلاق سراحهم من خلال مفاوضات، على سبيل المثال بوساطة قطر، فإن الانطباع هو أن المخطوفين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية يحتلون المرتبة الثانية في الأولويات الوطنية، بعد الهدف الرئيس للحرب، وهو إسقاط حماس».
وأشارت الصحيفة إلى أن «نتنياهو استغرق 9 أيام من بداية الحرب للقاء ممثّلي عائلات الأسرى والمفقودين»، موضحةً أنه «نادراً ما يشير إليهم في خطاباته».
وحسب الصحيفة، قالت مصادر في الإدارة الأميركية لصحيفة «نيويورك تايمز»: إن الولايات المتحدة نصحت إسرائيل بتأجيل الهجوم البري على غزة من أجل كسب الوقت في الجهود المبذولة لتحرير الأسرى، في حين أفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية بأن الإدارة ضغطت على القيادة الإسرائيلية لتأجيل الغزو البري في ضوء التقدّم في المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى.
ووفق «هآرتس»، فإن مطالب الأميركيين تؤكد الخشية من أن الهجوم البري سيجعل من الصعب التفاوض على إطلاق سراح الأسرى، بل إنه ينطوي على استعداد للمخاطرة بالتخلي عنهم.
وفي مقابلة نُشرت قبل أيام في ملحق صحيفة «هآرتس»، قال دافيد ميدان، عميل «الموساد» السابق الذي قاد المفاوضات لإطلاق سراح جلعاد شاليط الجندي الإسرائيلي السابق الذي أسرته حماس عام 2006: إن «نافذة الوقت لتحرير الأسرى محدودة للغاية، يجب إنهاء الأمر في غضون أسبوع».
وأكدت الصحيفة أنه «سباق مع الوقت»، مشددةً على أنه «ليس لإسرائيل تفويض بالتخلي عن حياة مواطنيها، ويجب ألا يصبح هذا الواجب الأخلاقي الأسمى قضية سياسية، يتم التعامل معها وفق الانتماء إلى هذا المعسكر السياسي أو ذاك».
كذلك، اعتبرت «هآرتس» أنه لا يمكن لرئيس إسرائيل ورئيس حكومتها وقادتها والجيش الإسرائيلي أن ينظروا مباشرةً إلى عائلات الأسرى وإلى كل الإسرائيليين، والقول لهم: «إن هناك هدفاً أكثر إلحاحاً من إعادة الأسرى»، وتابعت الصحيفة: «إذا تخلّوا عن الأسرى، فلن تكون لهم مغفرة».