لافروف أكد أن تصرفات واشنطن تُصّعد الصراعات في الشرق الأوسط … رئيسي: ما يحدث من جرائم رهيبة في غزة يتم بدعم مباشر من أميركا
| وكالات
أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن ما يحدث في غزة جرائم رهيبة ضد النساء والأطفال الأبرياء العزل، ويتم تنفيذها بدعم مباشر ورسمي من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، فيما أكدت طهران أن الأميركيين يقودون العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وخلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يزور طهران للمشاركة في اجتماع مجموعة التعاون في منطقة القوقاز بصيغة «3 زائد 3»، أشار رئيسي إلى كلام الرئيس الأميركي جو بايدن «بأنه لو لم تكن إسرائيل موجودة في المنطقة لكانت الولايات المتحدة قد اتخذت خطوات لإنشائها»، وقال: إن «هذا التصريح يعني أن الأميركيين ومن أجل توفير مصالحهم مستعدون لإهدار دماء النساء والأطفال وتدمير الشعب الفلسطيني»، وذلك حسب وكالة «إرنا».
وأضاف رئيسي: إن أميركا تحاول اليوم متابعة ما فشلت بتحقيقه ميدانياً عبر دعم الكيان الصهيوني وتأمين مصالحه العنصرية من خلال إصدار قرار في مجلس الأمن الدولي، وبالتالي فإن الدول والشعوب الحرة في العالم تأمل بأن تمنع روسيا تحقيق النيات الأميركية نظراً لموقعها ونفوذها في مجلس الأمن، وكذلك على الساحة الدولية.
واعتبر رئيسي أن التدخل الأجنبي يزيد الأزمات ويفاقم المشكلات في المنطقة عموماً، معرباً عن أمله بأن تؤدي نتائج اجتماع طهران إلى تعزيز الأمن والاستقرار والسلام وحل الخلافات القائمة، وأشار إلى رغبة إيران وروسيا المشتركة في تحسين مستوى التعاون، وخاصة التعاون الاقتصادي، وقال: إن إيران عازمة على تنفيذ الاتفاقيات الثنائية وتشدد على تسريع وتسهيل تنفيذها.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي تمسك بلاده بتنفيذ جميع اتفاقياتها للتعاون مع إيران في المجالات الاقتصادية والتجارية والنقل والثقافة والطاقة، وقال: إن المشاركة في اجتماع «3 زائد 3» في طهران هو أمر ضروري ومظهر من مظاهر التعاون الإقليمي بين روسيا وإيران.
وخلال مؤتمر صحفي في طهران، حذّر وزير الخارجية الروسي من أن قيام الولايات المتحدة بإرسال المزيد من الأسلحة والقوات إلى منطقة الشرق الأوسط سيقود إلى تصعيد الصراعات القائمة.
وقال لافروف: إن «إرسال الأسطول البحري الأميركي إلى منطقة الصراع في الشرق الأوسط زاد من احتمال توسع نطاق الصراع، ومثل هذه الإجراءات التي تقوم بها أميركا ستؤدي إلى تفاقم النزاع القائم».
من جانب آخر، أشار وزير الخارجية الروسي إلى أنه تم الانتهاء من اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران بنسبة 85 بالمئة تقريباً، موضحاً أن هناك بعض القضايا المحددة التي نتفاوض بشأنها بنشاط وقد وصل الإعداد للاتفاقية الكبرى الجديدة إلى مرحلة متقدمة.
بدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن الولايات المتحدة تقف بشكل كامل إلى جانب الكيان الصهيوني، في حين أجهزتها العسكرية والأمنية هي من تدير العدوان على الفلسطينيين في قطاع غزة، مشدداً على أن معادلة الحرب ستحددها المقاومة.
وقال عبد اللهيان في مؤتمر صحفي عقده عقب الاجتماع الأول لوزراء خارجية صيغة «3 زائد 3» في طهران أمس: إن «الكيان الصهيوني معروف ككيان محتل وغاصب استناداً إلى القانون الدولي فإذا لم تتم إزالة الاحتلال فإن حكم الأراضي المحتلة ينطبق تماماً على الوضع في فلسطين، وبالتالي وبموجب القانون الدولي، يستطيع أولئك الذين احتلت أراضيهم حمل السلاح للدفاع عن حقوقهم المشروعة»، مضيفاً: إننا «نشهد أن بعض الدول الغربية وخاصة الإدارة الأميركية تحاول التجاهل التام للاحتلال الإسرائيلي، وتحاول إدانة ومواجهة المقاومة الفلسطينية فقط».
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن الأميركيين أرسلوا رسائل تدعو إلى عدم توسيع الحرب وممارسة ضبط النفس، ولكن أثبتت الولايات المتحدة في الأسبوعين الماضيين أنها بإرسال الأسلحة ودعمها للكيان الإسرائيلي تعمل على تصعيد الحرب على غزة والضفة الغربية ومواصلة إراقة دماء النساء والأطفال والمدنيين في فلسطين.
وحذر عبد اللهيان من أن المنطقة اليوم مثل برميل بارود، وأي حدث خارج عن السيطرة يمكن أن يحدث في المنطقة في أي لحظة، ولذلك وقبل فوات الأوان على الأطراف المشاركة في تصعيد الحرب وتحديداً أميركا والكيان الصهيوني التوقف الفوري عن قتل النساء والأطفال والمدنيين.
وأشار إلى أنه في لقاء صيغة «3 زائد 3» في طهران كان أحد المواضيع المهمة في كلمات الوزراء يتعلق بالتطورات في فلسطين خاصة، حيث صدرت مواقف قوية ودقيقة في سياق التأكيد على الوقف الفوري للحرب على قطاع غزة، ووقف إطلاق النار وقتل النساء والأطفال والمدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري.
وجدد عبد اللهيان التأكيد على أن إيران وفي إطار قيمها الإنسانية والوطنية والدينية تدعم المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولديها دائماً موقف واضح ومحدد، وهي مستمرة في تقديم الدعم السياسي والدولي والإعلامي للمقاومة في المنطقة ضد هذا الاحتلال.
من جهة ثانية، لفت عبد اللهيان إلى أن شعار وعنوان اجتماع صيغة «3 زائد 3» الذي يضم وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا وأرمينيا وأذربيجان ركز على بحث السلام والتعاون والتقدم في جنوب القوقاز والأمل بألا نشهد استخدام القوة في هذه المنطقة مستقبلاً.
يذكر أنه تمت الدعوة لإنشاء منصة سداسية للتعاون الإقليمي بصيغة «3 زائد 3»، تضم أذربيجان وإيران وتركيا وروسيا وجورجيا، إضافة إلى أرمينيا في العام 2019، بهدف حل النزاعات وتعزيز التعاون في جنوب القوقاز إلا أن جورجيا لم تستجب للدعوة.