يبدو أن حال منتخبات السلة وصلت لمرحلة غير مبشرة بالخير بعد التصريحات التي أدلى بها مسؤول كبير بالاتحاد عندما انبرى بقوله إن منتخباتنا لن ترى النور ولن تحقق نتائج جيدة في حال لم تنجح في استعادة بعض اللاعبين المغتربين أو تعاقدها مع لاعب مجنس عالي المستوى، وهذا التصريح يضعنا أمام حقيقة مفادها أن السلة السورية لم تعد قادرة على تخريج لاعبين نجوم وبات مصيرها ونتائجها متعلقين بمدى وجود هؤلاء اللاعبين وأن مشاركاتها لن يكتب لها النجاح طالما أنها تفتقد نوعية معينة من اللاعبين وقد نسي هذا المسؤول أو تناسى في تصريحه هذا أن أولى خطوات التطوير تبدأ من نقطة الصفر أي من القاعدة وليس من رأس الهرم، وبأن العمل في بناء جيل سلوي واعد للمستقبل يأتي من خلال الخطط الصحيحة ومدى تنفيذها بشكل جيد على أرض الواقع ابتداء من عمل الأندية الصحيح مروراً بإستراتيجية الاتحاد وانتهاء بطريقة إعداد المنتخبات بما يوازي حجم وقوة المشاركات، ونحن هنا لسنا ضد استقدام لاعبين مغتربين وإنما نحن ضد اعتبارهم بيضة قبان المنتخب ومن دونهم لن يحقق المنتخب نتائج جيدة وربما كانت مشاركته معلقة في تلك البطولة وغيرها.
الهروب للخلف
اعتاد اتحاد كرة السلة منذ توليه مهامه وبعد كل انتكاسة وخيبة أمل على صعيد نتائج منتخباته الوطنية أن يقوم بحل لجانه الفنية وتشكيل أخرى في خطوة لن تأتي بثمارها اليانعة لأن التغييرات السابقة لم تعد على اللعبة بأي شيء جديد لا بل على العكس كان هناك تراجع في عمل بعض اللجان التي لم يكتب لها النجاح لأسباب كثيرة.
ودعونا هنا نتحدث بكل صراحة بعيداً عن أي مجاملات، بأن اللجان الفنية في اتحادات السلة في الفترة الماضية لم تكن مفعّلة على أرض الواقع كما نريد ونتمنى وكما تتطلب مصلحة اللعبة، ولم تكن تمتلك تلك الجرأة في اتخاذ القرارات المهمة، وليس لديها أي حرية في التحرك، واتسعت فسحة تفاؤلنا في الاتحاد الحالي في تفعيل عمل هذه اللجان، سوى أن تفاؤلنا لم يدم طويلاً بعد أن اصطدمنا بواقع لا يبشر بالخير لكون عمل هذه اللجان لم يأخذ حقه على أرض الواقع باستثناء بعض إشراقات لجنتي الحكام والتسويق التي تمكنتا من إحداث نقلة نوعية في تمهيد الطريق أمام دخول الشركات التجارية لدعم اللعبة، في حين أن اللجان الأخرى بقيت حبراً على ورق من دون أن تقدم أي شيء جديد، وهذا بفضل العقلية التي كانت تتحكم باللعبة في تلك الفترة.
أما لجنة المنتخبات الوطنية فلا يمكن تسجيل أي تقدم في عهدها وقمة طموحنا اليوم في ظل إدارتها لدفة الانتقاء ألا تشهد سلتنا المزيد من التراجع بعد الفشل ذكوراً وإناثاً في تحقيق أي نجاح حقيقي أو لقب قاري يسجل لهذه اللجنة وللقائمين عليها وبذلك يتضح أن نظرية اتحاد كرة السلة للمرحلة القادمة تتلخص في أجزاء جديدة من موسوعة نهج الخائبين.
التفعيل ضرورة
لسنا بوارد التحدث والتنظير وإطلاق الشعارات البالية التي لن تسمن ولا تعود على سلتنا بأي شيء جديد، ولأن وقت الكلام انتهى ولم يعد موجوداً في قاموس سلتنا في الآونة الحالية، واللجان التي تم تشكيلها لا نريدها أن تكون في شكلها الكلاسيكي المعتاد، ولا أن تكون لجاناً لا تتعدى صلاحياتها حدود الورق المكتوبة عليه، طبعاً والمنطق يفرض علينا ألا نكون جناة على الاتحاد الحالي، ونحمله فوق طاقته، ونطالبه بإخراج الزير من البير لأننا نعرف (البير وغطاه)، لكونه لا يملك عصا سحرية، وليس باستطاعته أن يعيد لسلتنا ألقها في يوم وليلة، لكننا سنكون معه في كل خطوة إيجابية على أمل أن يكون النجاح حليفه وينعكس ذلك على مستوى اللعبة وليس العكس، لجان كثيرة تم تشكيلها في الفترة الماضية وجاءت تحت تسميات جديدة ومختلفة وهدفها تطوير مستوى اللعبة، والسؤال هنا هل سينجح الاتحاد في تأمين المناخات الملائمة لتفعيل عمل هذه اللجان على أرض الواقع بما يخدم مصلحة اللعبة لا أن تكون عبئاً عليها؟ وكيف سيكون التنسيق بين مهمة الإشراف على اللجنة وبين رئيسها وأعضائها؟ وهل هذه اللجان تمتلك كامل الصلاحية في اتخاذ القرارات المهمة من دون أن يكون هناك فيتو من رئاسة الاتحاد؟ وما المعايير التي سيستند إليها الاتحاد في اختياره لأعضاء هذه اللجان القادمة؟
تفاصيل خاصة
أكد البعض والعهدة على ذمة الراوي بأن الأسماء في اللجان السابقة في المرحلة السابقة كانت محكومة بتفاصيل خاصة، فبين رفيق وبين صديق وبين مندوب انتخابي خطت هذه الأسماء على أوراق القرارات التي كانت محصلتها تغيير الثوب لنفس الأشخاص.
عموماً سنقف إلى جانب هذه اللجان وسندعمها حتى تتمكن من أخذ دورها الحقيقي في عملية التطوير والإصلاح.
تساؤلات
يتساءل البعض من أهل اللعبة عن غياب الحديث عن تشكيل لجنة للسلة الأنثوية ولم تتضح صورتها حتى الآن، ولم يتحدث عنها أحد لا من قريب ولا من بعيد، وكأن أمرها لم يعد يعنيه رغم وجود مواهب وخامات تبشر بالخير، لكن وحسب بعض المصادر المقربة من إدارة الاتحاد والتي تؤكد أن هناك تشكيلة جيدة وترتيبة مثالية للجنة سوف يعلن عنها في التشكيل الجديد للجانه الفنية.
لجان جديدة ولكن
أخيراً اعترف اتحاد كرة السلة بعجزه الكامل عن تطبيق لوائحه المتعلقة بنظام الاعتراف وأقر من خلال استبدال لجانه واللجوء للجان بأسماء بعضها جديد بأن إستراتيجية «تبويس الشوارب ومضافات القهوة العربية» لن تأتي بخير، وبأن تواليها السلبية ستحط على هيكل الاتحاد المتأرجح المهلهل في بعض مفاصله الحساسة، فتطبيق لائحة الاحتراف وضمان الاستقرار التعاقدي باتا أمراً شبه معدوم خلال المواسم الماضية أمام الانتهاكات المتكررة للعقود واللوائح والتي كانت على مرأى ومسمع الاتحاد، ولعل يأس بعض اللاعبين والمدربين من الوصول إلى حقوقهم في ظل اللجان الهلامية التي اكتفت بالخطابات الكلامية ونقل المشاكل من مستوى اللجان إلى مستوى الاتحاد، وبعد تلويح البعض بمواجهة هذا العجز من خلال الاتحاد الدولي لكرة السلة والقضاء المحلي في حال استمرار التقاعس في حل النزاعات هو ما دفع الاتحاد إلى التخلي عن بعض مواطن التمييع والتلميع ونقلها أو حصر صلاحياتها في لجان محددة، فرحة المتضررين بالقرارات الجديدة لم تكتمل لأن بعض متسببي تعطيل تنفيذ اللوائح والمسيطرين على مفاصل كثيرة من عمل الاتحاد أعيد تمريرهم وتسميتهم هنا أو هناك في اعتراف صريح من اتحاد كرة السلة بأنه راض عن أدائهم القاصر وتجاوزاتهم التي خلطت الحابل بالنابل، لا بل تجاهل الاتحاد أيضاً بعض مخالفاتهم المسلكية التي لم تلق إجراءات جدية ترتقي لمستوى إساءاتهم.
خلاصة
سننتظر نتائج عمل اللجان ولن نتدخل في عيوب التشكيلات التي تعلق بعضها بعمق الحياد والمصلحة العامة، وسنترك للعمل ليفصح عن قدرات الأعضاء الجدد في إصلاح وجهة الاتحاد التي ابتعدت كثيراً عن الصالح العامة والعمل المؤسسي، كما سنتجاهل وجود بعض الأسماء في بعض اللجان من فاقدي الخبرة والحياد وسنترك هامشاً من التفاؤل بأن تنجح الصدمة في إنعاش مراكز الشلل في جسد كرة السلة.