مع استئناف الدوري الكروي الممتاز الجمهور متعطش للفوز … الجيش يستقبل الوثبة وتشرين يواجه الحرية والطليعة مع جبلة في مواجهة صعبة … لقاء القمة بين الكرامة وحطين والبطل سيحل ضيفاً على الساحل
| ناصر النجار
تنطلق غداً مباريات الأسبوع الثالث من ذهاب الدوري الكروي الممتاز في أربع محطات، وتستكمل الأحد بلقاءي فريقي الساحل مع الفتوة وأهلي حلب مع الوحدة.
المباريات التي ستجري ستجتهد فيها الأندية لتحقيق مآربها من خلال الفوز لتمكين مقاعدها وتحقيق أهدافها وخصوصاً أن فترة التوقف السابقة عملت فيها الأندية على معالجة الكثير من الأخطاء وترميم الصفوف مع التركيز على رفع اللياقة البدنية التي باتت الأساس في ظل سوء الملاعب التي تتطلب قوة بدنية أكثر من مهارة فنية.
ويتبين للمتابع أن الفوارق بين فرق الدوري ما زالت ضئيلة وأن التكافؤ هو العنوان الأبرز لجميع المباريات بدليل أن سبع مباريات انتهت إلى التعادل بينما كان الفوز المحقق بفارق هدف واحد.
بعض الأندية انتبهت إلى خطورة موقعها فبادرت بشكل مبكر إلى تصحيح بعض المواقف وهو ما أسفر عن استقالتين جديدتين في الأندية ليصبح المتغير من المدربين خمسة في زمن مبكر جداً، فما عهدناه في المواسم السابقة أن التغييرات الفنية لا تبدأ إلا بعد انقضاء ثلاث مراحل على الأقل، لكن هذا الموسم كان التغيير مبكراً، والمراقبون يرون أن التغييرات التي حصلت هذا الموسم ليست لأسباب فنية بل لأسباب خلافية وهذا ما حدث في أندية الطليعة والوحدة والفتوة، فالتغيير حدث قبل انطلاق الدوري، فالطليعة (على سبيل المثال) متعايش مع مدربه فراس قاشوش وكان مدرب الفريق أغلب مراحل الموسم الماضي، لكن فكره لم يتطابق مع فكر الإدارة الجديدة، فكانت الاستقالة الأولى، وتلتها استقالة علي بركات للسبب ذاته بعد مباراتين، ليكون الطليعة أول ناد يبدل مدربين ولم ينقضِ من الدوري أكثر من أسبوعين، والغريب أن إدارة النادي عادت وتصالحت مع القاشوش مرة أخرى بعد أن وجدت أنه الخيار الأفضل في الوقت الحالي، الجديد في الطليعة تعاقد الإدارة مع اللاعب التنزاني عبد اليوسف هاولي.
التغييرات المهمة كانت في نادي الحرية الذي تعاقد مع المدرب المصري أحمد حافظ الذي بدوره تعاقد مع لاعبين محترفين اثنين وأعاد المدافع الموريتاني أحمد آدم الذي صرفته الإدارة في وقت سابق، وسبق للوحدة والفتوة أن بدّلا مدربيهما قبل انطلاق الدوري.
من هذا الاستعراض يتبين لنا أن الأمور الإدارية في الأندية لا توحي بأنها تسير بشكل احترافي، وهذا يدل على أن إدارات الأندية لم تتعاقد مع المدرب الملائم لها أو أنها استعجلت بهذه التعاقدات، وكواليس الأندية تشير إلى أن هذا الموضوع لن يتوقف عند هذا الحد، فهناك استقالات باتت جاهزة وهي بانتظار توالي المراحل.
بعيداً عن المدربين فقد أغلقت الانتقالات نافذتها الشتوية، وثبتت الأندية لاعبيها وستبقى هذه اللوائح سارية المفعول حتى الميركاتو الشتوي الذي يفتح أبوابه مطلع العام القادم، وأهم العقود التي جرت في فترة التوقف كانت لحطين الذي تعاقد مع اللاعب محمد قلفاط، والوحدة أضاف لاعباً أجنبياً آخر هو المالي تراوري لتقوية خط الهجوم.
ثلاثة أجانب دخلوا في الساعة الأخيرة قبل إغلاق العقود وهم المهاجم المكسيكي كارلوس ألبيرتو بينا وانضم إلى صفوف حطين، والمدافع السنغالي مصطفى سال والمهاجم الغاني إبراهيم نور الدين وانضما إلى فريق الحرية.
الإصابات القاسية التي حصلت في الأسبوع الماضي ستبعد لاعب الجيش خطاب مشلب شهرين عن الملاعب، كما ستبعد حارس الحرية خالد حج إبراهيم أكثر من شهر.
بالحديث عن البطاقات الصفراء الكثيرة فإن عدداً من اللاعبين باتوا يحملون إنذارين وهذا يهدد وجودهم في الأسابيع المقبلة عند نيل الإنذار الثالث، ونورد أسماءهم من باب الانتباه والحذر: صبحي شوفان وعبد الرزاق محمد (الفتوة)، كامارا ومحمد ريحانية (أهلي حلب)، جوزيف أوبيد ياسو (الكرامة)، محمد حمدكو (الطليعة).
مباريات استعدادية
في فترة التوقف أقيمت العديد من المباريات الودية استعداداً لاستئناف الدوري الممتاز، فتعادل الكرامة مع الطليعة بهدف لهدف، سجل للكرامة باهوز محمد من ركلة جزاء وللطليعة كنان نعمة من مباشرة، كما تعادل جبلة مع حطين، سجل لجبلة عبد الرحمن بركات ولحطين عبد الهادي دالي، وفاز جبلة على تشرين بهدف مصطفى الشيخ يوسف، وفاز الوحدة على الجيش 2/1 سجل للوحدة نصوح نكدلي من جزاء وميلاد حمد، وفاز الوثبة على الطليعة 3/صفر، سجل للوثبة صياح نعيم ومحمد مرعي وحذيفة الجابر، وتعادل أهلي حلب مع الحرية بلا أهداف، آخر مباراة لم يكتب لها أن تكتمل بين تشرين والساحل عندما قام مدافع الساحل حسن بوظان بالاعتداء على الحكم أحمد خليفة بالضرب بعد إعلانه لركلة جزاء لمصلحة تشرين وتوقفت المباراة عند هذه الحادثة والنتيجة تشير إلى التعادل السلبي، وهنا نسأل: إذا كانت المباراة ودية ونتيجتها لا تؤثر على شيء وغايتها الاستفادة من الأخطاء لمعالجتها وكسب جرعة احتكاك جيدة وحصل فيها ما حصل، فكيف لو كانت المباراة بالدوري ونتيجتها مؤثرة؟ وسبق أن تحدثنا أن فتيل الشغب يبدأ من داخل الملعب ومن كوادر الفرق وعلى الأندية أن تقف بحزم تجاه لاعبيها وكوادرها الذين يخرجون عن النص ويخالفون قواعد الانضباط، لجنة الانضباط والأخلاق عاقبت حسن بوظان بالإيقاف ست مباريات مع غرامة خمسمئة ألف ليرة والعقوبة قابلة للاستئناف.
الكلمة للأقوى
الموعد الجديد للدوري أصبح في الثانية عصراً بدل الرابعة، وستقام الجمعة أربع مباريات.
مباريات هذا الأسبوع من المفترض أن يكون أغلبها طابقياً لأن فرق النخبة الطامحة بالمنافسة تواجه الفرق الطامحة بإثبات الذات، وعليه فإن التوقعات انصبت في مصلحة الجيش بمواجهة الوثبة على ملعب الجلاء بدمشق وتشرين عندما يستقبل الحرية على أرضه وكذلك جبلة عندما يستقبل الطليعة، المراقبون يرجحون فوز الجيش على الوثبة لعوامل متعددة أولها أن الوثبة لم يستطع التسجيل بمباراتيه السابقتين أمام الطليعة والساحل، وفي القياس فإن هذا الأمر يوحي بعدم الفاعلية الهجومية ومن أخفق بالتسجيل على فرق خارج منظومة المنافسة فإن الأمر سيكون صعباً بمواجهة فرق لها وزن في الدوري.
ثانيها رغبة الجيش في الفوز بعد التعثر بتعادلين وهذا يجعله يقدم أفضل ما عنده لتعويض ما فاته وخصوصاً أن المتابعين شعروا أن التعادل الأخير سرق الفوز الذي كان بحوزة الجيش، وفي هذا درس يجب تفاديه وخصوصاً أن الجيش يملك كل أسلحة الفوز.
وفي جبلة الطليعة الضيف ما زال بوضع غير مريح على الصعيدين الإداري والفني والبعض ألمح لوجود أزمة مالية، ورغم أن التوقف أفاد الفريق بردم شيء من الهوة إلا أن الوضع مازال صعباً، من هذا المبدأ نجد أن الظروف كلها تصب في مصلحة جبلة ليقول كلمته ويحقق انتصاره الأول هذا الموسم ولا غرابة في ذلك، المباراة ستقام على ملعب البعث وذلك لوضع الملعب البلدي في حماة في الصيانة، وسيلعب الفريقان مباراة الإياب في حماة.
إدارة نادي الحرية شعرت أن بدايتها غير الجيدة في الدوري سيكون لها انعكاس سلبي على الموسم بأكمله، لذلك بدأت تحركها لتدعيم فريقها الأول، فكان التعاقد مع المدرب المصري أحمد حافظ خطوة إيجابية، وهذه الخطوة جيدة ليست لسيرة المدرب الذاتية التي قد تكون عادية، إنما لأنها قطعت الطريق على (شللية) النادي، فكل مدرب محلي سيأتي سيواجه حرباً من زملائه، ولعل هذه الخطوة تقضي على حرب المدربين فيلتف الجميع حول النادي، المدافع السنغالي الجديد مجهول الهوية وقد يكون على شاكلة الموريتاني أو أفضل وهذا الحكم ندعه للمباريات القادمة، ودعمت الإدارة خط الهجوم بلاعب غاني أيضاً غير معروف، ومع ذلك فهذه التعاقدات تحتاج إلى وقت لتحقيق الانسجام وعملية التناغم، وعملياً فإن تأثيراتها الأولية قد لا نراها في مباراة تشرين لوصول المحترفين في الأسبوع الماضي ومن الصعب دخولهم في أجواء الفريق بهذه الفترة، تشرين عليه استغلال ظروف الحرية ليقبض كل غنائم المباراة وخصوصاً أن المباراة تقام على أرضه وبين جماهيره، ومع ذلك فإن مشكلات تشرين الداخلية باتت لا تخفى على أحد وسمعنا أن المحترفين الثلاثة قد لا يشاركون بمباراة الحرية.
المباراة الرابعة ستكون ثقيلة جداً على الساحل وهو يستقبل الأحد بطل الدوري الفتوة، الحالة النفسية للفتوة ليست على ما يرام بعد خسارته أمام النهضة العماني، والهدف المرسوم بالحفاظ على اللقب يدفع الفريق لتجاوز هذه الحالة النفسية وأداء مباراة كبيرة تنتهي بالفوز المؤكد وهذا يتحقق بشرط احترام المنافس، أما إذا داهم الغرور لاعبي الفريق فإن المباراة ذاهبة إلى نتيجة مفاجئة بلا أدنى شك.
الساحل يجب أن يستفيد من أرضه وجمهوره فملعب الصالة ليس كغيره من الملاعب وهو أمر يزعج الفرق الكبيرة لأن مساحته تضيق على تحركاتها، وعليه استغلال الحالة النفسية المزعجة لضيفه ولا يوجد أي أسلوب في المباراة أنجع من الأسلوب الدفاعي ومراقبة أوراق الفتوة الرابحة في منتصف الملعب لقطع الماء والهواء عن المهاجمين.
لا شك أن الساحل وهو المتصدر الحالي في موقف صعب وأمامه مباراة كبيرة وهي مباراة إثبات الذات وعليه أن يلعب على مبدأ: (أكون أو لا أكون) فكل شيء جائز في عالم الكرة، ولا مستحيل أمام التصميم والإرادة.
مباراة الأسبوع
ملعب الباسل في حمص سيجمع أقوى مباريات الأسبوع وسيكون الكرامة على أرضه أمام حطين الضيف الطامح الذي دخل الدوري بكل جدية واستعد له كما يجب أن يكون الاستعداد واستجلب لتحقيق هدفه أفضل اللاعبين، علة الفريق كانت في إنهاء الهجمات لذلك كان تركيز الإدارة الفنية على التعاقد مع محمد قلفاط الذي أثبتت خبرته نجاعتها في التسجيل مع كل الفرق الذي لعب لها ومع مهاجم مكسيكي قيل عنه الكثير من الكلام الجميل.
التوليفة الهجومية الجديدة ستظهر في حمص ولا ندري إن كانت قادرة على تحقيق المطلوب من الظهور الأول، الكرامة بشهادة المراقبين فريق منظم يلعب وفق أصول الكرة، أداؤه سلس وخطوطه منظمة، لكنه يعيش (فوبيا) الدقائق الأخيرة بعد أن طار الفوز منه في المباراتين السابقتين.
المواجهة كبيرة ونتمنى أن تكون جميلة، والفوز فيها يحتاج إلى التركيز واستغلال نقاط الضعف في الفريق الآخر، ولا شك أن من يمسك وسط العمليات سيكون قادراً على إدارة المباراة كيفما شاء.
الفوز في المباراة بحاجة إلى توفيق وحظ إضافة إلى جهد وسعي وإرادة وتصميم.
المباراة المتكافئة الأخيرة ستكون بين أهلي حلب والوحدة، تأخير المباراة ربما يصب في مصلحة الوحدة لإعطاء مدربه وقتاً أطول لإصلاح أخطاء الفريق وتقريب وجهات النظر في خطوطه المتباعدة وربما دخل محترفه الجديد تراوري من مالي مرحلة جيدة من الانسجام مع الفريق.
بالوقت ذاته المفترض بفريق أهلي حلب أن يفصل (ذهنياً) مشاركته بالبطولة الآسيوية عن مشاركته في المسابقات المحلية حتى يحقق المطلوب منه آسيوياً ومحلياً.
من الموسم الماضي
الساحل تعادل في موسم 2020-2021 مع الفتوة في الذهاب صفر/ صفر، وخسر في الإياب بهدفي محمد كنيص ورجا رافع.
الحرية خسر مباراتيه في موسم 2020-2021 ذهاباً صفر/3، سجل لتشرين ورد السلامة من جزاء محمد مرمور وعلاء الدين دالي، وخسر في الإياب أيضاً 1/3 وسجل له: محمد مالطا ومحمد مرمور وماهر دعبول، وسجل هدف الحرية مدافع تشرين خالد كردغلي بالخطأ في مرماه.
أهلي حلب فاز على الوحدة في الموسم الماضي مرتين، ذهاباً بدمشق 2/1 في المباراة التي حدثت فيها بعض الإشكالات وانتهت بعقوبات فردية وجماعية على الفريقين، سجل لأهلي حلب محمد كامل كواية وأحمد الأشقر وللوحدة محمد معتوق، وفي الإياب فاز أهلي حلب بهدف حسين جويد جاء من جزاء في الدقيقة 99.
حطين تعادل مع الكرامة في الذهاب بحمص 1/1 وسجل هدفه علي غصن، بينما سجل للكرامة عمرو جنيات، في الإياب حقق الكرامة أعلى فوز بالدوري عندما هزم حطين في اللاذقية بخماسية سجل منها علي غصن الذي انتقل في الإياب إلى الكرامة هدفين وسجل البقية علي خليل ومحمود الأسود وأنس العاجي.
الجيش خسر مباراتي الوثبة في الذهاب بهدف وائل الرفاعي وشهدت المباراة طرد مدافع الجيش أحمد الصالح وخسر الإياب 1/2 سجل للجيش محمد الواكد وللوثبة محمد قلفاط ووائل الرفاعي هدف الفوز في الدقيقة 94.
جبلة فاز على الطليعة في الذهاب 3/1، سجل لجبلة حمزة الكردي ومحمود البحر هدفين وللطليعة هادي المصري، وتعادلا في الإياب 1/1 سجل للطليعة محمد زينو من جزاء ولجبلة محمود البحر.