فلاحون اقتلعوا أشجار التفاح بسبب الخسائر … مدير الزراعة: 81 ألف طن الإنتاج المتوقع وهو أقل بـ39 ألف طن عن العام الماضي
| حمص- نبال إبراهيم
تحدث عدد من مزارعي أشجار التفاح بمحافظة حمص لـ«الوطن» عن معاناتهم حول تكبدهم خسائر فادحة بمحاصيلهم، وتكرار هذه الخسائر وملاحقتها في كل عام وتضاعفها من دون وجود أي دعم حقيقي وملائم لهذه الزراعة.
وعزا المزارعون أسباب خسائرهم إلى جملة من العوامل أهمها الارتفاع الكبير في أسعار مستلزمات الإنتاج من الأدوية والمبيدات الزراعية وعدم فعاليتها، إضافة إلى المحروقات واليد العاملة من جهة، وصعوبة عمليات التسويق بسبب ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، والتخزين التي أصبحت في غاية التكلفة والقسوة في ظل غياب الطاقة الكهربائية من جهة أخرى، ناهيك عن تضرر الكثير من الأشجار والمساحات المزروعة بالتفاح جراء البَرَد الذي أصاب المحافظة خلال فترة الإزهار.
وأشار بعض المزارعين إلى أنهم أقدموا على اقتلاع أشجار التفاح وتحطيبها واستبدال زراعة التفاح بصنف آخر، باعتبار أن هذه النتيجة ستكون حتمية لعدم نجاح أساليب دعم غير منصفة أو غير ملائمة للواقع، ولأن أشجار التفاح تحتاج إلى الكثير من المجهود والتكاليف المادية الباهظة ومع ذلك لا تعوض بتسويق منتجها جزءاً ولو يسيراً من التعب والتكاليف.
بدوره بين مدير الزراعة في حمص يونس حمدان لـ«الوطن» أن تقديرات الإنتاج المتوقعة للتفاح لهذا الموسم على مستوى المحافظة تقدر بنحو 81 ألف طن، وإنتاج المحافظة هذا العام جيد بشكل عام إلا أنه أقل بكمية 39 ألف طن من موسم العام الماضي الذي وصل إنتاج المحافظة من التفاح حينها إلى نحو 120 ألف طن، عازياً سبب انخفاض الإنتاج هذا العام للأضرار التي أصابت بعض محاصيل التفاح من مرض الجرب وغيرها نتيجة قلة خدمة الفلاحين لمحاصيلهم بسبب ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج من الأسمدة والمبيدات الحشرية والزراعية.
وأكد حمدان أن محافظة حمص تحتل المرتبة الأولى على مستوى القطر بإنتاج التفاح، مبيناً أن إجمالي المساحات المزروعة بالتفاح على امتداد المحافظة تبلغ 10900 هكتار، وأن إجمالي عدد أشجار التفاح تقدر بنحو 4 ملايين و270 ألف شجرة منها أكثر من 3.5 ملايين شجرة مثمرة.
وأشار حمدان إلى أن زراعة التفاحيات تتركز في منطقة تلكلخ والمركز الغربي وتلدو والقصير وبنسب قليلة في مناطق أخرى، وتتنوع أصناف التفاحيات المنتجة ما بين صنفي ستاركن وغولدن.
من جانبه أشار رئيس دائرة الجفاف والكوارث الطبيعية في مديرية الزراعة أمين الحموي لـ«الوطن» إلى أن إجمالي المساحات المتضررة من أشجار التفاح بسبب البَرَد بالمحافظة بلغت نحو 17 ألف دونم، ووصل عدد الفلاحين المتضررين إلى 1460 مزارعاً في 8 قرى هي رباح وأوتان وطريز والجويخات وعيون الوادي وبحور والمرانة وعين الفوار بريف حمص الغربي.
وبيّن الحموي أن إجمالي قيمة تعويضات أضرار التفاح بلغت نحو 521 مليون ليرة، لافتاً إلى أن الأضرار التي سببتها الحرائق والتي أدت إلى تضرر التفاح بشكل كبير غير مشمولة بتعويضات الكوارث الطبيعية.
من جهته أوضح مدير صناعة حمص بسام السعيد لـ«الوطن» أن المديرية تقوم بالتواصل بشكل مستمر مع شركة محروقات حمص من أجل تزويد منشآت التخزين والتبريد بكامل احتياجاتها الشهرية من مادة المازوت بسعر 8 آلاف ليرة سورية، بهدف المحافظة على مواصلة عملهم وتخفيض تكلفة تخزين صناديق التفاح على الفلاحين، ما ينعكس إيجاباً بتخفيض مستلزمات الإنتاج وتخزينه وبالتالي انخفاض سعر المنتج على المستهلك في الأسواق المحلية.
وبيّن أن المديرية تقوم أيضاً بالتواصل مع شركة كهرباء حمص للحظ المناطق التي توجد فيها برادات ببرنامج تقنين كهربائي مخفف لتأمين استمرارية أكبر قدر ممكن للتيار الكهربائي لتلك المنشآت، لافتاً إلى أن برنامج التقنين المطبق حالياً في أماكن وجود تلك البرادات زهاء ساعتين وصل مقابل 4 ساعات قطع فقط، وذلك بهدف عدم تعرض التفاح المخزن للتلف والحفاظ على نوعيته بشكل جيد خلال عملية تسويقه.
وأضاف السعيد: يتم العمل على مساعدة مزارعي التفاح على تسويق إنتاجهم الفائض عن حاجة السوق، عن طريق استجرار الفائض منه إلى منشآت الصناعات الغذائية ولاسيما صناعة الخل ومكثفات العصائر، وذلك من خلال عمليات الربط بين المزارع والصناعي.