إدانات دولية لجرائم الاحتلال بحق أطفال غزة.. ووينسلاند يطالب بوقف العدوان لأسباب إنسانية … الصين: لإنهاء الحصار والحرب فوراً.. روسيا: الغرب يعرقل وقف إطلاق النار
| وكالات
طالبت الصين مجلس الأمن الدولي باستخدام لغة واضحة لا لبس فيها للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار على غزة والإنهاء الفوري للحصار الكامل المفروض عليها، بدورها أكدت روسيا أنها ستبذل قصارى جهدها لزيادة فاعلية الأمم المتحدة، لافتة إلى أن القوى الغربية تعرقل إصدار قرار أممي لوقف إطلاق النار في غزة، في حين أكدت فنزويلا تأييدها حق الشعب الفلسطيني في العيش في دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس، وبالتزامن مع ذلك طالب مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور وينسلاند بوقف فوري لعدوان الاحتلال على قطاع غزة لأسباب إنسانية.
وطالب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الحرب على قطاع غزة، مؤكداً أنه على المجلس مطالبة إسرائيل بالإنهاء الفوري للحصار الكامل المفروض على غزة، وإعادة إمدادات المياه والكهرباء والوقود للقطاع.
ونقلت وكالة «شينخوا» عن تشانغ قوله في جلسة أمام مجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط، وخاصة في فلسطين المحتلة: إنه في ضوء الدعوات العارمة للمجتمع الدولي يجب على المجلس استخدام لغة واضحة لا لبس فيها للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار.
وأشار الدبلوماسي الصيني إلى أن الإمدادات الإنسانية المسموح بها حالياً إلى غزة غير كافية على الإطلاق، وأن معبر رفح وحده لا يستطيع أن يلبي بشكل أساسي الحاجات الإنسانية في غزة، مطالباً سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتهيئة الظروف المواتية للتشغيل الطبيعي للمعبر ووقف عمليات القصف للمناطق المحيطة به وضمان عدم إعاقة وصول المساعدات.
وشدد تشانغ على ضرورة أن يدافع مجلس الأمن الدولي بحزم عن سيادة القانون الدولي وأن يدين بوضوح كل أعمال العنف والهجمات ضد المدنيين، وأن يعارض بشكل قاطع أي انتهاك للقانون الدولي.
من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو ستواصل بالتنسيق الوثيق مع الأشخاص ذوي التفكير المماثل المساهمة بكل الطرق الممكنة في زيادة فاعلية الأمم المتحدة.
ونقلت وكالة «تاس» عن لافروف قوله في رسالة ترحيب موجهة لمنظمي وضيوف حفل الاستقبال بمناسبة يوم الأمم المتحدة: تدرك روسيا باعتبارها إحدى الدول المؤسسة للأمم المتحدة والعضو الدائم في مجلس الأمن الدولي مسؤوليتها الخاصة عن المصير المستقبلي لهذا الهيكل الدولي الأكثر أهمية، وبالتنسيق الوثيق مع الأشخاص ذوي التفكير المماثل سنواصل المساهمة بكل الطرق الممكنة في زيادة فاعلية المنظمة العالمية، بما في ذلك في إطار مجموعة الأصدقاء للدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف لافروف: اليوم عندما يشهد العالم التحولات الحقيقية المرتبطة بتكوين التعددية القطبية من الصعب المبالغة في تقدير أهمية الأمم المتحدة بتعزيز التعاون المتساوي بين الدول والبحث عن استجابات مشتركة للعديد من التحديات والتهديدات، مشيراً إلى أنه بفضل شرعيتها العالمية الشاملة تتمتع المنظمة بفرصة فريدة لتعزيز التفاعل المتعدد الأطراف في عدد من المجالات، بما فيها الحفاظ على السلام والأمن الدوليين وحماية حقوق الإنسان وضمان التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.
وشدد لافروف على أن تعدد الأطراف الحقيقي مرتبط بشكل لا يمكن قطعه بالأمم المتحدة ومبادئ ميثاقها بالذات، مؤكداً أنه لا يمكن لأي هياكل ذات عضوية محدودة تم إنشاؤها خارج إطارها أن تدعي أنها تعبر عن رأي المجتمع العالمي كله.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن بعض القوى السياسية في الغرب وحتى بعد مقتل آلاف الأطفال في قطاع غزة لا تسمح ببلورة قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار وتهدئة الوضع في المنطقة.
وقالت زاخاروفا لإذاعة «سبوتنيك» تعليقاً على بيانات «يونيسيف» حول ارتقاء أكثر من 2400 طفل في قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي: إن هناك ضرورة لاعتماد قرار من مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن.
وأوضحت زاخاروفا أن هذا هو الأمر الأكثر وضوحاً وبساطة في هذا الوضع، مجرد إصدار بيان أو قرار أو وثيقة تتضمن دعوة موحدة لوقف إطلاق النار، وتهدئة الوضع، وما إلى ذلك، لكن حتى هذه الأرقام حول أعداد الضحايا لا يمكن أن تجبر بعض القوى السياسية في الغرب لكي تعود إلى رشدها وتفهم ما يحدث.
في السياق ذاته أكد مندوب فنزويلا لدى الأمم المتحدة صموئيل مونكادا تأييد بلاده حق الشعب الفلسطيني بالعيش في دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس.
ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن مونكادا قوله أمام مجلس الأمن الدولي خلال المناقشة المفتوحة حول الوضع في الشرق الأوسط: إن فنزويلا ستؤيد كل الجهود الدولية التي تسمح بالاقتراب من السلام العادل والثابت في فلسطين، فقد حان وقت تطبيق وعود الحرية التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، داعياً للحث على الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي والاحتلال.
كما دعا السياسي الفنزويلي كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى الالتزام بـ«القانون الدولي وإنهاء حصار قطاع غزة والتهجير القسري للفلسطينيين ووقف مهاجمة المدنيين والبنية التحتية والسماح بالوصول الحر للمساعدات الإنسانية والإجلاء الآمن للأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية».
وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قد دعا العالم أول من أمس الثلاثاء إلى رفع الصوت والتحرك لوقف إبادة الشعب الفلسطيني، مطالباً المجتمع الدولي بعقد مؤتمر لتحقيق السلام وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
في غضون ذلك حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور وينسلاند من أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة خلّف آلاف الشهداء بما في ذلك 35 موظفاً أممياً، داعياً إلى وقفه فوراً لأسباب إنسانية.
وأوضح وينسلاند في جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية، أن قصف طيران الاحتلال على القطاع أدى إلى تحويل أحياء بأكملها إلى أنقاض وتدمير البنية التحتية الحيوية، مشيراً إلى استهداف مدارس ومستشفيات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» التي تأوي نازحين فلسطينيين.
ولفت وينسلاند إلى أن سلطات الاحتلال تمنع دخول جميع الإمدادات إلى قطاع غزة بما في ذلك الكهرباء والمياه والغذاء والوقود والمعدات الطبية وتفرض حصاراً خانقاً على القطاع منذ أكثر من 15 عاماً.
وقال وينسلاند: إن تصعيد قوات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك مدينة القدس أدى إلى استشهاد 95 فلسطينياً بينهم 28 طفلاً منذ السابع من الشهر الجاري، مطالباُ المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والتحرك العاجل لوقف عدوان الاحتلال المتصاعد على قطاع غزة المحاصر.
إلى ذلك أدان الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو ما يتعرض له أطفال غزة من قتل ومجازر أودت بحياة أكثر من ألفين منهم حتى الآن.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن بيترو الذي نشر أمس على منصة «إكس» مقطع فيديو لانتشال أطفال من تحت ركام أحد المنازل، من جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة قوله «شعب اللـه ليس الدولة التي تقصف الأطفال.. شعب اللـه هم الأطفال»، مضيفاً: اللـه لا يأمر بقتل الأطفال، مندداً بالأعمال الهمجية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
وكانت كولومبيا قد طردت في الـ16 من الشهر الجاري سفير كيان الاحتلال الإسرائيلي لديها على خلفية العدوان على قطاع غزة، بينما شبه الرئيس بيترو هذا العدوان بهجمات النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.