لا يحقّ لنا بأي شكل من الأشكال مقارنة أنفسنا مع شقيقاتنا العربيات التي سبقتنا بعيداً على صعيد التنظيم والمستوى والنتائج… إلخ.
لكن من حقّنا أن نتأوّه حسرة على واقعنا، وفرحاً للأشقاء في كل مكان.
قبل أقلّ من سنة قدّمت قطر نسخة مميزة من كأس العالم، ولم تلقَ البطولة أي ملاحظة صارخة، وامتلكت بسبب كأس العالم ثروة حقيقية من الملاعب القادرة على استضافة أي حدث كروي.
المغرب فاز بشرف استضافة مونديال 2030 شراكة مع إسبانيا والبرتغال، وسيستضيف عدداً كبيراً من مباريات هذا المونديال، أي إنه شريك حقيقي في التنظيم، بل يصارع بكل قوة لاستضافة المباراة النهائية متحدياً عراقة ملعب سانتياغو برنابييه الذي رشّحته إسبانيا لاستضافة النهائي.
المملكة العربية السعودية تقترب بشكل كبير من استضافة كأس العالم 2034، ويحظى ملفها بتأييد عالمي كبير.
مبارك لهم، لكن هل يحقّ لنا أن نلقي ولو (نظرة بروتوكولية) على واقع ملاعبنا، مدرجاتها، عشبها، مرافقها.. إلخ!
في وقت سابق كنّا نعيب على أنفسنا المراوحة في المكان، ونعيب على رياضتنا ميدالياتها العربية والغرب آسيوية، لنكتشف لاحقاً أن ذلك كان أقصى ما يمكن الوصول إليه بكل أسف!
منذ 2017 أو 2018 على ما أذكر، كانت صرخة رئيس اتحاد كرة القدم آنذاك فادي دباس مدوية: رفع الحظر عن الملاعب السورية قريب، ومنتخبات كبيرة تشاركنا الاحتفال بهذا الأمر.
مرّت ست سنوات تقريباً، ولا جديد سوى إعادة التصريح وإنما من شخص آخر!
لن نتغيّر، وستبقى رياضتنا عرجاء إلى ما شاء الله، ما دمنا نأتي إلى مكاتبنا، ولا نكلّف أنفسنا عناء تقليب صفحات التخلّف في قوانيننا الرياضية، وما دام المسؤول الرياضي لا يشعر بقيمته إلا من خلال جلوسه في الصف الأول، وإلا فما معنى ألا نشارك في آسياد آسيا إلا بعدد قليل جداً من اللاعبين وألا نعود إلا بميدالية برونزية، وأن يطبق الصمت بعدها حتى الآن!
تُرى لو حضرت الميداليات، من على كم منبر كانوا سيثقبون آذاننا بعملهم المضني من أجل تحقيق هذا الإنجاز!.