«ذا غارديان» تحدثت عن عزلة واشنطن أمام العالم بعد معارضتها الهدنة في غزّة … الصين: حل الصراع عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية
| وكالات
رحبت الصين أمس بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي تم تبنيه أول من أمس الجمعة واعتبرت أنه يعكس دعوة قوية من المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار فوراً في قطاع غزة.
وفي مقابلة مع وكالة أنباء «شينخوا» الصينية بعد اعتماد القرار بأغلبية ساحقة، أعرب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون، عن أمله في إمكانية تنفيذ القرار بالكامل، وأشاد بالدور «الرائد» للدول العربية والإسلامية في «تسوية الصراع» الفلسطيني- الإسرائيلي.
وخلال المقابلة، تابع تشانغ: إن «الصين تعارض وتدين بوضوح جميع أعمال العنف والهجمات ضد المدنيين منذ اندلاع الجولة الجديدة من الصراع، وتدعو إلى تهدئة التوتر لتحقيق الهدنة ووقف إطلاق النار في وقت مبكر»، كما تدعو الصين المجتمع الدولي إلى بذل كل الجهود الدبلوماسية لتحقيق هذا الهدف، وتتابع عن كثب الوضع الإنساني في غزة، وتدعم فتح الممرات الإنسانية، وتقدم المساعدات الطارئة.
وأشار إلى أن حل الصراع يكون عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وقال: يجب على المجتمع الدولي أن يلتزم بحل الدولتين عند تنفيذ الجولة الجديدة من إدارة الأزمة، وتشكيل توافق واسع النطـاق ووضع خطة لذلك.
وأضاف: إن الصين ستقف إلى جانب السلام والعدالة والقانون الدولي وستعمل مع بقية المجتمع الدولي لبذل جهود متواصلة لوقف إطلاق النار في قطاع غــزة، من أجل «التعايش السلمي» بين فلسطين وإسرائيل والسلام والاستقرار الدائمين في الشرق الأوسط.
في الغضون، تحدثت صحيفة «ذا غارديان» البريطانية، في مقالٍ لها، عن أن الولايات المتحدة تبدو معزولة بشدّة بعد معارضتها قرار الأمم المتحدة بشأن الهدنة في غزّة.
وذكرت الصحيفة أن «الولايات المتحدة انتهى بها الأمر لتبدو معزولة بشدّة، عندما انضمت 12 دولة فقط إلى واشنطن وتل أبيب في الجمعية العامة للأمم المتحدة في معارضة اقتراح يدعو إلى هدنة إنسانية مستدامة تؤدي إلى وقف الأعمال العدائية».
كما انكشفت، حسب الصحيفة، الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي، التي ظهرت خلال الأسابيع الأخيرة، حيث صوّتت كتلة الاتحاد الأوروبي المكونة من 27 عضواً بثلاث طرق مختلفة، لكن الأغلبية امتنعت عن التصويت.
وكانت 6 من الأصوات التي حصلت عليها الولايات المتحدة، عبارة عن جزر في المحيط الهادئ – فيجي، وتونغا، وجزر مارشال، وميكرونيزيا، وناورو، وبابوا غينيا الجديدة.
وتمت الموافقة على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 120 صوتاً مؤيداً و14 صوتاً معارضاً وامتناع 45 عضواً عن التصويت، ويدعو القرار إلى هدنة إنسانية فورية دائمة ومستدامة تفضي إلى وقف «الأعمال العدائية».
ويطالب «جميع الأطراف» بالامتثال الفوري والكامل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وتمكين وتسهيل الوصول الإنساني للإمدادات والخدمات الأساسية إلى جميع المدنيين المحتاجين في قطاع غزة، ويرفض القرار بشدة «أي محاولات للترحيل القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين».
ويؤكد من جديد أن الحل العادل والدائم للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني لا يمكن تحقيقه إلا بالوسائل السلمية، استناداً إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ووفقاً للقانون الدولي، وعلى أساس «حل الدولتين».
يُشار إلى أن القرار الأممي، الذي قدمته الأردن باسم المجموعة العربية، يتضمن «هدنة إنسانية فورية ودائمة ومتواصلة تفضي إلى وقف القتال»، وكانت صيغة سابقة تطالب بـ«وقف فوري لإطلاق النار» رفضتها إسرائيل.
ويدعو القرار إلى توفير الاحتياجات الأساسية للمدنيين في غزة، مثل الماء والغذاء والوقود والكهرباء «فوراً وبكميات كافيـة»، وكذلـك ضمـان وصول المسـاعدة الإنســانية «من دون عوائـق».
وقبل أيام، رفض مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أميركي بشأن الوضع في غزة، لم يتضمن دعوة إلى وقف إطلاق النار، وذلك بعد استخدام الصين وروسيا حق النقض الفيتو.
يأتي ذلك في وقتٍ يشهد فيه قطاع غزة انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت عن كل المناطق في القطاع، فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه لما يزيد على ثلاثة أسابيع، عبر قصف متواصل للمدنيين في القطاع أسفر حتى الآن عن زهاء ثمانية آلاف شهيد إضافة إلى نحو عشرين ألف جريج.