«فتح» أكدت أن إسرائيل غير معنية بوقف العدوان.. والقرار الأممي صفعة دبلوماسية لأميركا … المقاومة تمطر مواقع الاحتلال ومستوطناته بالصواريخ: التوغّل البري في غزة أخفق
| وكالات
أكدت المقاومة الفلسطينية، أمس، إخفاق الهجوم البري الذي شنّه الاحتلال الإسرائيلي على غزّة عبر 3 محاور، مشيرة إلى إيقاع جنود الاحتلال بين قتيلٍ وجريح، وشددت على أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب على كل المحاور، وتنتهك قوانين الحرب من خلال منع الماء والغذاء والطاقة والدواء والإنترنت والاتصالات عن الفلسطينيين.
وحسب موقع «الميادين»، قالت حركة «حماس» في بيانٍ لها، إن العدو وقع في كمائن أعدتها المقاومة الفلسطينية، مشيراً إلى أن المقاومين استخدموا صواريخ من نوع «كورنيت» وقذائف من نوع «ياسين» في صدّ الهجوم، كما توقّع البيان، أن يعيد العدو محاولة التوغل في غزّة مرّة أخرى، مضيفاً إن الاحتلال الإسرائيلي استخدم طائرات مروحية لإجلاء الجرحى والقتلى من ساحة المعركة.
بدوره أكد عضو قيادة حركة «حماس» في الخارج، علي بركة، أمس، إخفاق التوغل الإسرائيلي في قطاع غزة على 3 محاور، مؤكداً أن الاحتلال واجه مقاومةً صلبة ومتماسكة وتجربته في التوغل البري فشلت.
وقال بركة: إن الاحتلال وقع في كمائن نصبتها المقاومة على الجبهات ، التي تقدّم إليها كافة وانسحب حاملاً قتلاه وجرحاه، كاشفاً أن جيش الاحتلال، تكبّد خسائر فادحة ليلة أول من أمس، وتدخّلت مروحياته لنقل قتلاه ومصابيه.
في الغضون، أعلنت كتائب «القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أمس، أنها قصفت قاعدة «زيكيم» العسكرية الإسرائيلية، ومستوطنة «تل أبيب» و«ديمونا» ومدينة عسقلان المحتلة بعدّة صليات صاروخية رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزّة.
وأعلنت «القسام» أيضاً قصفها تحشّداتٍ عسكرية للاحتلال الإسرائيلي في مجمّع مستوطنات «مفتاحيم»، وفي موقعي «إيرز» و«صوفا» العسكريين، بقذائف الهاون ودفعة صاروخية، كما أكدت الكتائب، في بيانٍ مقتضب، استهدافها آليات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في منطقة الجامعة الأميركية (العطاطرة) شمال غربي بيت لاهيا.
من جهتها، أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، أن مجموعاتها المتقدّمة موجودة على محاور القتال وتتصدّى لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي تحاول بين الفترة والأخرى التقدّم باتجاه قطاع غزّة، وتبنّت «سرايا القدس» استهداف تحشّدات جيش الاحتلال الإسرائيلي الموجودة في موقع «كيسوفيم» العسكري الإسرائيلي ومحيطه، بصليةٍ صاروخية.
وبالتزامن مع استهداف السرايا، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية دوي صفارات الإنذار مجدداً في مستوطنة «كيسوفيم»، الواقعة إلى الشرق من وسط قطاع غزّة، في منطقة محيط غزّة.
كما أعلنت «سرايا القدس» استهداف مرابض الآليات العسكرية الإسرائيلية، وموقع «ناحل عوز» العسكري بقذائف الهاون، كما استهدفت برشقةٍ كثيفة من الصواريخ الثقيلة، مدينة بئر السبع المحتلة، إضافة إلى موقع «مارس» العسكري الإسرائيلي بقذائف الهاون.
وبالتزامن مع استهداف المقاومة الفلسطينية لمواقع الاحتلال، أكدت وكالة «فرانس برس» أن المستوطنين في «تل أبيب» هرعوا إلى الملاجئ فور دوي صفارات الإنذار، في حين أعربت وسائل إعلام إسرائيلية عن قلقها جرّاء كثافة الاستهدافات، قائلةً إن موجة هجماتٍ واسعة جداً تبدو الآن في قطاع غزّة.
وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية إطلاق صليات صاروخية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، رداً على المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزّة.
في غضون ذلك أكد الناطق العسكري باسم كتائب القسّام، أبو عبيدة، في كلمةٍ وجّهها بالصوت والصورة، أمس، أن زمن انكسار الصهيونية بدأ، مشدداً أيضاً على أن «زمن التفوق العسكري والاستخباراتي المزعوم للعدو انتهى»، وفق ما ذكرت قناة «الميادين».
وقال أبو عبيدة أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي وارتكابه المجازر بحق المدنيين «سببهما انكساره»، ونتيجة «ألمٍ كبير يتجرعه» بسبب هزيمته.
وبخصوص ملف أسرى الاحتلال لدى المقاومة، لفت أبو عبيدة إلى أن الاحتلال ماطل في المفاوضات الأخيرة بشأن أسراه، كاشفاً أن القصف الإسرائيلي الوحشي أدى إلى مقتل نحو 50 منهم حتى الآن.
وأكّد أبو عبيدة أن العدد الكبير من أسرى الاحتلال لدى المقاومة، «ثمنه تبييض السجون من كل الأسرى» الفلسطينيين، مضيفاً إنه «إذا أراد العدو إنهاء ملف الأسرى مرةً واحدة، فنحن مستعدون، وإذا أراد مساراً لتجزئة الملف فإننا مستعدون أيضاً».
على خطٍّ موازٍ، قال المتحدث باسم حركة «فتح» جمال نزال إن إسرائيل ترتكب جرائم حرب على كل المحاور، مخالفة لقوانين الحرب من خلال منع الماء والغذاء والطاقة والدواء والإنترنت والاتصالات على الفلسطينيين.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن نزال: «إن إسرائيل تزعم نفسها دولة فوق القانون تحت حماية الولايات المتحدة الأميركية، وتواطؤ غربي شبه كامل تحت ذريعة ما يسمونه «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، هذه الحماية التي تتلقاها من بعض الدول الكبرى تجعلها تتنصل من التزاماتها بالقانون الدولي.
ورأى نزال أن «إسرائيل» غير معنية بوقف إطلاق النار في الوقت الراهن، حيث تتصرف بعقلية الانتقام النابع من الحقد للكرامة التي فقدتها جراء الأحداث التي حصلت، وتريد أن تزيد كفتها في ميزان الدم، كي تقتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين بما يشفي غليلها ويوهم المستوطنين الإسرائيليين أن هناك من يدافع عنهم.
وفيما يتعلق بأهمية القرار الأممي بوقف القتال إذا لم تلتزم به إسرائيل، أكد أنه مهم في إطار تكريس الحق حتى لو كان هناك من لا يلتزم بالحق، مستطرداً: هذا يدعونا إلى التمسك أكثر فأكثر، وما حدث في الجلسة كانت تظاهرة دولية ناجحة وإشارة للولايات المتحدة الأميركية أنها تقف معزولة مع عدد من الدول التي لا تزيد على عدد أصابع اليد الواحدة.
وقال نزال: إن القرار الأممي صفعة دبلوماسية لهذا الكيان الإسرائيلي، ومن يعينه ويسانده من الدول عليهم معرفة موقفهم وموقعهم من هذا العالم».
ودعت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أول من أمس الجمعة، وبأغلبية كبيرة إلى «هدنة إنسانية فورية» في قطاع غزة، مع استمرار الصراع بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، لليوم الـ21، وحصل القرار غير الملزم على 120 صوتاً مؤيداً، مقابل 14 صوتاً، وامتناع 45 دولة عن التصويت.
وتبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قراراً يدعو إلى «هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة» بين القوات الإسرائيلية، وحركة حماس الفلسطينية في غزة، كما طالب القرار بتوفير الإمدادات والخدمات «المستمرة والكافية ودون عوائق» للمدنيين المحاصرين داخل القطاع، إذ تشير التقارير الإخبارية إلى أن إسرائيل قامت بتوسيع عملياتها البرية، وتكثف من حملة القصف.
وأشارت الأمم المتحدة، في بيان رسمي لها، إلى أن قرار جمعيتها الداعي إلى «هدنة إنسانية فورية في غزة»، اقترحته الأردن، ويمثل هذا القرار أول رد رسمي للأمم المتحدة على الأعمال العدائية الإسرائيلية، منذ إطلاق حركة «حماس» الفلسطينية عملية «طوفان الأقصى»، في السابع من تشرين الأول الجاري، بعد إخفاق مجلس الأمن في 4 مناسبات في التوصل إلى توافق في الآراء بشأن أي إجراء يتخذ لوقف العدوان على غزة.
ويواصل كيان الاحتلال الإسرائيلي التصعيد ضد قطاع غزة منذ إنطلاق عملية «طوفان الأقصى»، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة لقطاع غزة، وأسرت عدداً كبيراً من العسكريين والمدنيين الإسرائيليين، وردت إسرائيل بإطلاق عدوان تحت مسمى «السيوف الحديدية»، أسفر حتى ساعة إعداد هذا الخبر عن نحو ثمانية آلاف شهيد فلسطيني ونحو عشرين ألف جريح.