سورية

عزام التقى أوفرشك ووقع مع فايزولين اتفاقية توسيع التعاون الاقتصادي بين سورية وروسيا … بوغدانوف:علاقاتنا راسخة واجتماعات اللجنة الحكومية المشتركة خطوة لترسيخ الحوار

| وكالات

متابعةً لتنفيذ التفاهمات والرؤى التي تم التوصل إليها في لقاء القمة الذي جمع الرئيسين بشار الأسد وفلاديمير بوتين في موسكو في شهر آذار الماضي، اجتمع أمس وزير شؤون رئاسة الجمهورية رئيس اللجنة الحكومية السورية- الروسية المشتركة (عن الجانب السوري) منصور عزام بنائب رئيس الوزراء الروسي أليكسي أوفرشيك في مقر رئاسة مجلس الوزراء بموسكو بحضور الوفدين الرسميين، على حين أكد الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن اجتماع اللجنة الحكومية السورية الروسية يشكل خطوة أخرى على طريق تعزيز وترسيخ الحوار السياسي المبني على أساس الثقة المتبادلة، مؤكداً أن علاقات بلاده مع سورية «وثيقة وراسخة».

وذكرت وكالة «سانا» للأنباء، أن الاجتماع يعكس اهتمام حكومتي البلدين بمتابعة الإجراءات التنفيذية لمتطلبات تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك وفق رؤية قيادتي البلدين، وبما يضمن الاستثمار الأمثل للطاقات والموارد المتوفرة على أسس من التكامل المخطط والمدروس لمواجهة التحديات التي تواجه اقتصادي البلدين في ضوء عدم استقرار الاقتصاد الدولي، وكذلك في ضوء محاولات بعض القوى الغربية زعزعة استقرار اقتصاد البلدين من خلال العقوبات والإجراءات القسرية الأحادية الجانب.

وأشارت الوكالة إلى أن العنوان الأبرز للاجتماع كان حرص الجانبين على إنجاح كل مشاريع التعاون القائمة، والرغبة المشتركة بتوسيع آفاق التعاون نحو برامج ومشاريع جديدة، تزامناً مع توقيع الجانبين على اتفاقية توسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين.

واستعرض عزام وأوفرشك أهم برامج التعاون الاقتصادي المشترك على مستوى التبادل التجاري، وعلى مستوى الاستثمارات المشتركة، متحدثاً عن الإمكانات الكبيرة والطاقات الكامنة الواسعة للاقتصاد السوري التي تشكل مشاريع رابحة وواعدة لجميع الأطراف المشاركة.

وأشار أوفرشك إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين، مؤكداً حرص الحكومة الروسية على السعي المشترك لتجاوز الصعوبات والتحديات التي تواجه الاقتصاد السوري.

كما تناول الاجتماع تعزيز البنية المؤسسية لدعم التبادل التجاري بين البلدين من حيث تفعيل صيغة البيت التجاري السوري الروسي، وتأكيد ضرورة قيام مجلس الأعمال بلعب دور أكثر أهمية في التبادل التجاري بين البلدين وفق صيغ التبادل التي تخدم المرحلة، وضرورة اغتنام فرصة إعادة ترتيب حركة التجارة الدولية لتعزيز التبادل بين سوقي البلدين والأسواق الصديقة.

وسلّم عزّام، نائب رئيس الوزراء الروسي رسالة خطية موجهة من رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس إلى نظيره الروسي ميخائيل ميشوستن تتناول بعض قضايا التعاون المشترك.

كما تم عقد اجتماع مشترك لرئيسي اللجنة الحكومية السورية الروسية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والفني منصور عزام ووزير المرافق والبنى في روسيا الاتحادية وإريك فايزولين.

وشهد الاجتماع مناقشات غنية حول آلية عمل اللجنة ومحاور التعاون التي تشرف عليها في كل القطاعات التجارية والمالية والمصرفية والزراعية والصناعية والطاقوية، وكذلك في مجالات التنمية البشرية من صحة وتعليم وتربية وغير ذلك.

وتم التأكيد خلال الاجتماع على أهمية اللقاءات الدورية لرئاسة اللجنة المشتركة حرصاً على التقييم المستمر للعمل، واتخاذ ما يلزم لتجاوز أي عقبات أو صعوبات قد تعترض العمل المشترك، كما تم التوقف عند واقع عمل بعض المشاريع المشتركة، وتقييم مستوى الأداء والمنجزات والصعوبات، وسبل تقديم الدعم الممكن لها لتحقيق أهدافها وفق أحكامها العقدية.

واستعرض الجانبان بعض المشاريع الحيوية التي تم إنجازها ووضعت قيد التنفيذ مع الحرص على اغتنام الدروس المستفادة من المشاريع الرائدة واستثمارها في مواقع تعاون أخرى.

وناقش المجتمعون أيضاً، ملف التبادل التجاري بين البلدين، مؤكدين الحرص على اتخاذ كل الخطوات الممكنة لتعزيز مؤشرات الميزان التجاري بين البلدين، على كل الصعد الجمركية والتجارية والمصرفية المالية التي يمكن أن تقدم مزايا تفضيلية، تسهم بتوفير الأرضية المناسبة لتسهيل انسيابية تدفق منتجات كل من البلدين إلى أسواق البلد الآخر، حيث تم استعراض عدد من الإجراءات الممكن اتخاذها لربط موانئ البلدين بهدف تسهيل التبادل التجاري عبر البحر ما يخفض من تكاليف النقل ويفتح الأبواب نحو توسيع قائمة التوريدات المتبادلة.

كما ثمّن الاجتماع المعرفة الراسخة لقطاع الأعمال لدى كل من البلدين بسوق البلد الآخر وضرورة تعزيز ثقافة الاستهلاك المشترك لمنتجات البلدين والتعاطي مع ملف التجارة البينية من منظور إستراتيجي طويل الأجل يضمن أكبر قدر ممكن لاندماج سوقي البلدين، من ضمن الرؤية المشتركة لتعزيز اندماج الأسواق الصديقة بشكل عام، وتحت مظلة التكتلات الاقتصادية الصديقة.

وشهد الاجتماع توقيع اتفاقية توسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين التي تعتبر من أهم وثائق التعاون الاقتصادي بينهما من أجل إعطاء دفعة قوية للاستثمارات المشتركة ولاسيما في قطاع الطاقة والبنى التحتية من نقل وأشغال عامة، إضافة للمشاريع الاستثمارية المشتركة في القطاعين الزراعي والصناعي. وتؤطر هذه الاتفاقية قوائم المشاريع الاستثمارية المشتركة، والبرمجة الزمنية المناسبة للمباشرة فيها، ودور اللجنة الحكومية المشتركة في وضع آليات تتبع التنفيذ حرصاً على ضمان جدية الشركات المؤهلة للدخول في قطاع الاستثمارات المشتركة.

كما ترافقت الزيارة الوزارية إلى موسكو ببرنامج عمل مكثّف لوزير الصحة حسن الغباش، حيث تمّ التوقيع على مذكرة نيات في القطاع الصحي بين الوزير الغباش من جهة ووزيري الصحة والصناعة والتجارة في روسيا الاتحادية من جهةٍ أخرى.

وتغطي مذكرة النيات جوانب التعاون في مجال إنتاج الأدوية وتوريدها بين البلدين، إضافة إلى الاستثمار المشترك في مجال الصناعات الدوائية، والحرص على اتخاذ إجراءات تسهيلية في مجال تسجيل الدواء والاعتمادية لدى البلدين، كما تنص المذكرة على التعاون في المجال العلمي وفي مجال التدريب والتأهيل للكوادر الطبية.

شارك في الاجتماعات المشتركة عن الجانب السوري كل من وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل، والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء قيس خضر، ورئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي فادي الخليل، وسفير سورية في موسكو بشار الجعفري ومن رئاسة الجمهورية منى السعيد.

بموازاة ذلك، أشار بوغدانوف في تصريح نقلته «سانا» إلى أهمية اجتماع اللجنة الحكومية السورية الروسية المشتركة الذي عقد أمس في موسكو، مبيناً أن الاجتماع كان مثمراً جداً وتكلل بالتوقيع على اتفاقية تنطوي على أهمية مبدئية وتفتح آفاقاً جديدة لتطوير التعاون السياسي والاقتصادي والتقني بين البلدين.

وأوضح أن هذا الاجتماع يشكل خطوة أخرى على طريق تعزيز وترسيخ الحوار السياسي المبني على أساس الثقة المتبادلة، والذي يجري بالدرجة الأولى على مستوى رئيسي البلدين وهذا ما يشكل بمجمله قاعدة مادية متينة تخدم مصالح بلدينا ويستفيد منها الشعبان السوري والروسي معاً.

ووصف بوغدانوف العلاقات السورية الروسية بـ«الوثيقة والراسخة»، مشيراً إلى تاريخها العريق وتضمنها طابعاً خاصاً للصداقة والتعاون.

وقال بوغدانوف: «سنحتفل العام المقبل بمرور ثمانين عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا، والعلاقات بين الشعبين والبلدين كانت وثيقة على الدوام، والجانبان سيعملان انطلاقاً من هذه الأسس بالذات لتطوير الاتصالات على جميع المسارات بينهما».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن