رياضة

الدوري الكروي الممتاز في أسبوعه الثالث … متاعب تحكيمية وملاعب رديئة وحظوظ كبيرة … المحترفون خديعة ومستقبل المدربين في خطر

| ناصر النجار

مجريات غريبة وأحداث مثيرة شهدتها مباريات الدوري الكروي الممتاز، في الأهم الذي يمكن البدء به في استعراض مباريات الأسبوع الثالث من الذهاب وبعض تفاصيله أن المستوى غائب تماماً وأن الفرق قدمت مباريات أقل من عادية ما يؤكد أن كرتنا أفلست تماماً، فلم نجد اللاعب المميز في ملاعبنا ولم نجد اللاعب الذي يصنع الفارق في فريقه، وأغلب ما شاهدناه عبارة عن عك كروي وأراض غير صالحة لأداء كرة القدم وتحكيم مهزوز وتنظيم مفقود، حتى إن الجمهور لم يكن حضوره مؤثراً في المباريات التي جرت بحضور جماهيري واعتدنا على كثافة الحضور فيها كمباريات تشرين على سبيل المثال.

وربما أعطانا الدوري فكرة أن المال لا يصنع الفارق في الدوري الكروي في بلدنا، وعلى ما يبدو أن المال لا ينفق في مكانه الصحيح، لذلك وجدنا أن الفقير من الأندية أو التي لم تحشد المال مثل غيرها تفوقت على أصحاب الزعامة والتاريخ والنجوم التي استبشرت بهم جماهير الأندية خيراً كانوا يتساقطون في أرض الملعب كالفراشات بينما الشباب تألق وكذلك اللاعب الذي صنفوه نخباً ثانياً على حساب أولئك الذين على ما يبدو أن عمرهم الكروي الافتراضي قد انتهى.

ومن حيث المبدأ كشفت مباريات الدوري أن الكثير من الصفقات المالية المدوية والعقود التاريخية للعديد من اللاعبين ليست إلا هدراً للمال العام وخصوصاً أن بعض الصفقات بات فعلاً يشوبها الشبهات، أما اللاعبون المحترفون فحدث ولا حرج وبدأنا نتأكد أنهم محظوظون جداً لأنهم وجدوا من يحتضنهم وهم ليسوا أكثر من كومبارس في مسرحية هزلية!

أما الحكام فكانوا في هذه المرحلة الركن الرمادي في المباريات وربما مباراتان انتهتا بفعل الصافرة وكما يشتهي الحكام وثالثة كان الحكم فيها ضعيفاً ومتراخياً ورابعة رسمت الكثير من إشارات الاستفهام وكأن الحكام تأثروا بالمستوى الهابط للدوري من باب المواكبة ليس إلا!

والملاعب حدث ولا حرج، وإذا كان ملعب حماة فرض على المعنيين نقل المباريات المقررة عليه إلى محافظات أخرى، فإن ملعب حمص أمر وأدهى وصرنا بالفعل نملّ من هذا الحديث أمام تطنيش القائمين على كرتنا وعجزهم عن البدائل والحلول.

ملاعب ومتاعب

يمكننا الحديث عن ملعب حمص الذي احتضن مباراة الكرامة مع حطين، وربما كانت مباراة قمة الأسبوع نظراً للمعايير الذي يتصف بها الفريقان، وخصوصاً أن الفريقين قدما أداء جيداً فيما سبق من مباريات ودية أو رسمية بنزعة هجومية فضلاً عن أن الفريقين يملكان في صفوفهما نخبة من اللاعبين المواهب ولاعبي الخبرة المخضرمين، لكن الملعب للأسف أعاق هذه المباراة فحدّ من كل مهارة ومنع اللاعبين من تقديم أي عرض جيد، وكما لاحظنا فإن الكرة كانت لا تصل إلى وجهتها بسبب طبيعة الأرض فبذل اللاعبون جهداً مضاعفاً أثر على المخزون البدني كما ساهم بإصابات عضلية أسفرت عن خروج لاعب حطين أحمد كلاسي مصاباً، ناهيك عن إصابات أخرى تحامل اللاعبون عليها أو خرجوا من الملعب بالتبديل.

مثل هذه الملاعب وما أكثرها لا يمكن أن تقدم لنا مباريات جيدة ومن المستحيل أن تظهر عليها فرقنا بصورة معقولة أو مقبولة وبالمختصر فإن ملاعبنا تساعد على هدم كرة القدم، ونحن نعلم أن الحلول عاجزة ونعلم أيضاً أنه حتى محاولات الإصلاح غير واردة ويكتفي القائمون على الملاعب بالترقيع، وإذا كنا نشاهد البساط الأخضر في بعض الملاعب، فهذا اللون ما يلبث أن يصفرّ بعد أول مطرة تتعرض لها ملاعبنا.

أخطاء مؤثرة

أخطاء التحكيم ظهرت هذا الأسبوع واضحة وجلية، فهناك أخطاء مقبولة وأخطاء غير مقبولة، وربما رسمت هذه الأخطاء أكثر من إشارة استفهام، والصدارة في هذه الأخطاء كانت في مباراة جبلة مع الطليعة ودون أن نستعرض الحالات لكن نكتفي بالقول إن الطليعة ظُلم كثيراً في هذه المباراة وخسرها بسبب القرار التحكيمي الأسود!

أيضاً المراقبون أكدوا أن الجيش حرم من ركلتي جزاء كانتا كافيتين لو احتسبتا وسجلتا لغيرتا مجرى المباراة.

ولم يكن المراقبون هم الحالة العجب في الدوري فقط، بل كان بعض المراقبين في حالة سلبية من خلال سوء التعامل مع الفريقين وكوادرهما، وخصوصاً مراقب مباراة الكرامة وحطين الذين ظن نفسه أنه فوق الجميع، مع العلم أن المباراة لم تكن بالصعوبة المتوقعة لأنها أقيمت بلا جمهور.

رغم أن اتحاد كرة القدم منع الجمهور من حضور مباراتي حمص وحلب إلا أن ذلك لم يمنع المتسربين من الدخول إلى الملعب، وفي ذلك خرق لقرار اتحاد كرة القدم، وهاتان المباراتان هما الوحيدتان اللتان أقيمتا بلا جمهور.

الدقيقة القاتلة

الكرامة صارت الدقيقة الأخيرة عقدة في مبارياته فقد خسر مباراته أمام حطين في الدقيقة الأخيرة برأس صديق وتعادل مع جبلة والفتوة في الدقيقة الأخيرة وبعيداً عن المؤثرات الخارجية التي أحاطت بهذه المباريات فإن لعنة الدقيقة الأخيرة حرمت الكرامة من خمس نقاط وأحبطت الكثير من آماله وتطلعاته.

والرجاء أن يستمر الكرامة فيما يقدمه من عروض وأداء حتى لا تنطفئ وهج هذه الشمعة، فما يتم في الكرامة هو زرع لابد أن يحصد الكرماويون منه خيراً ولكنه على ما يبدو يحتاج إلى الصبر والهدوء والكثير من التركيز.

الجيش على ما يبدو وضعه غير سار ولابد من وجود أمور خفية أدت إلى مثل هذه العروض والنتائج، ولأن أهل مكة أدرى بشعابها فقد بادرت إدارة النادي إلى إعادة أيهم الباشا ليكون مديراً للفريق عسى أن يصحح أخطاء من سبقه، نستطيع القول مرحى للوثبة الذي ما زال حصان الدوري الأسود وهو يحافظ للمباراة الثالثة على شباكه نظيفة ولم يخسر في هذه المباريات ما يؤكد أنه يسير على الطريق الصحيح وهذه النتائج تحمله مسؤولية أكبر في المباريات القادمة.

إن عدنا إلى مباراة القمة بين الكرامة وحطين فلابد من الإشارة إلى الظهور الجيد لفريق حطين في الدوري حتى الآن، ونحن لا ننكر أنه كان محظوظاً باللقاء الأخير لكنه فريق يستحق الاحترام والتقدير.

القاسم المشترك بين الكرامة وحطين أنهما لعبا أقوى ثلاث مباريات في الدوري فالكرامة واجه الفتوة بطل الدوري وجبلة خارج أرضه، أما حطين فلعب مع الوحدة ومع الفتوة خارج أرضه ثم كان لقاء المسمار مع الكرامة، مع الإشارة إلى أن حطين لعب مباراتين متتاليتين خارج أرضه.

عودة مظفرة

تشرين بفوزه على الحرية حقق الفوز الثاني على التوالي ودخل القائمة الكبيرة معلناً عن وجوده بين المنافسين، تشرين لعب مباريات متوسطة باستثناء البداية خارج أرضه مع الجيش الذي كسب منه التعادل، والفوزان اللذان حققهما تشرين يعتبران جيدين وإن كانا مع الفرق غير المنافسة، لكن نقاط هاتين المباراتين كانت مهمة في إطار دخول المنافسة ودفع الفريق ومنحه الجرعات المعنوية المطلوبة.

أما الحرية الضيف فما زال الحلقة الأضعف في الدوري ولم يسجل أي فوز ولم ينل أي نقطة، والفريق بعد تدعيمه ببعض العناصر بحاجة إلى الكثير من الوقت لينسجم مع الدوري ويحقق ما يريد.

مباراة جبلة مع الطليعة لا يمكننا الحديث عنها فنياً فالأخطاء التحكيمية أبطلت كل تحليل وبات من الصعب الحديث عن أي تفاصيل بعد أن كان التحكيم سيد اللقاء!

الفتوة البطل كشف فريق الساحل على حقيقته وأخمد طموحه، وأنزل به العقوبة الأقسى على أرضه وجماهيره، المحترف ماركوس سجل أخيراً، وهو الهدف الثاني بالدوري للمحترفين، والهداف محمود البحر عرف طريق الشباك أخيراً.

فوز الفتوة الكبير وضعه في الصدارة وأعلن فيه أنه في كامل الجاهزية للدفاع عن لقبه وأنساه هزيمة النهضة العماني، الفوز أنقذ المدرب الحكيم من الاستقالة أو الإقالة لأن جموعاً من جماعة الفتوة طالبت بإبعاد المدرب وهذه إحدى مشاكل الفتوة من خلال تدخلات الجميع بعمل الفريق.

الساحل تلقى صفعة كبيرة من هذه الخسارة القاسية وخصوصاً أن النادي وضع هذه الجماهير بحالة إيجابية من المنافسة والدخول المتكافئ في المباراة، لكنه أخطأ في كل تصريحاته ولم يخدم خصمه القوي فكانت هذه الخسارة ومعها بطاقة حمراء وأمور أخرى كثيرة، ومن المفترض أن يحترم الساحل دراسة أوراقه ليعرف كيف يتعامل مع الدوري ومع فرقه في بقية المباريات.

أجمل المباريات

أجمل المباريات كانت مباراة أهلي حلب والوحدة وكانت مثيرة وساخنة ومتكافئة وبدأنا نلمس التطورات الإيجابية على فريق مملوء بالمواهب والخامات.

الفريقان دافعا بقوة وهاجما بقوة لكنهما افتقدا اللمسة الأخيرة، والهداف الموهبة الفريقان جيدان ومن الممكن أن يدخلا قائمة المنافسين وهو مشروط بما سيقدمانه في المباريات القادمة.

أهلي حلب حافظ على سجله بلا خسارة، أما الوحدة فلم يحقق الفوز حتى الآن، وربما كان له نصيب منه في القادمات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن