إعلام إسرائيلي: حكومتنا أرسلت الجيش إلى الحرب ونسيت تزويده بالمدافع … انتقادات حادة لنتنياهو بعد تنصّله من إخفاق 7 تشرين الأول تجبره على الاعتذار
| وكالات
قدم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس اعتذاراً عن تحميله الاستخبارات الإسرائيلية مسؤولية عدم كشف تحضيرات المقاومة للهجوم الذي شنته في السابع من الشهر الجاري وأعطى الدعم لقادة الأجهزة الأمنية»، وذلك عقب هجوم شنه مسؤولون في الكيان الإسرائيلي عليه بسبب تحميله مسؤولية الفشل إلى المؤسستين الأمنية والعسكرية، في حين كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن مشكلات يعاني منها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مستوى التجهيزات العسكرية، مشيرةً إلى أنه لا يزال يستخدم مدافع تعود إلى سبعينيات القرن الماضي.
وحسب موقع «الميادين»، هاجم المسؤول في حكومة الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس، نتنياهو، وذلك بعد تصريحه ضد رئيسَي «الشاباك» و«أمان»، رونين بار وأهارون حاليفا، ورداً على قول نتنياهو «إنّ رئيسَي «الشاباك» و«أمان» قدّرا أن حماس «مرتدعة»، ولم يُنذراه في أي مرحلة من نيّاتها شنّ الحرب، في حين الوضع كان عكس ذلك»، أكد غانتس أن على نتنياهو التراجع عن تصريحه، والتوقف عن الانشغال بهذه القضية.
وأضاف غانتس، في تغريدةٍ عبر منصة «إكس»، إنه يجب على القيادة أن تُظهر المسؤولية، وتقرر القيام بالأمور الصحيحة، وتعزيز القوات بطريقة تمكّنها من تحقيق ما نطلبه إليها، في حالة الحرب.
من جانبه، هاجم زعيم المعارضة يائير لابيد، أيضاً، نتنياهو، وقال إنه تجاوز الخط الأحمر في تصريحاته، وإن عليه الاعتذار عن كلامه، وأضاف إن نتنياهو يُلقي اللوم على جنود الجيش وقادتهم، بدلاً من دعمهم، في حين هم يقاتلون في الجبهات، مشدداً على أن محاولات التنصل من المسؤولية، وإلقاء اللوم على المؤسسة الأمنية، تُضعف الجيش الإسرائيلي في أثناء القتال.
بدوره، ردّ عضو «كابينت الحرب» غادي آيزنكوت على تصريحات نتنياهو، داعياً إيّاه إلى التوقف فوراً عن انتقاد الأجهزة الأمنية والعسكرية، الواقعة تحت مسؤولياته، والوقوف إلى جانبها، من دون أي شروط.
وفي السياق، ذكر الإعلام الإسرائيلي أنه في ذروة الحرب، نشر نتنياهو بياناً في الليل، في منصّة «أكس»، ضد رئيسَي «أمان» و«الشاباك»، بعد رفضه تحمل المسؤولية.
وقال موقع «واي نت» الإسرائيلي إن نتنياهو أنكر أول من أمس، للمرة الثانية، المزاعم القائلة إن رئيسَي أمان والشاباك أرسلا إليه وثائق، في الأشهر التي سبقت الحرب، كُتب فيها أن احتمال اندلاع حرب يتزايد.
ووصف نتنياهو هذه المزاعم بأنها «كاذبة»، بعد سؤال واضح من إذاعة الجيش الإسرائيلي بشأن موضوع تلقّي الوثائق، ناشراً جوابه في وقتٍ لاحق عبر منصة «أكس».
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية إن الناطق باسم جيش الاحتلال رفض الإجابة عن سؤال بشأن اتهامات نتنياهو لرئيسَي «الشاباك» و«أمان» بشأن إخفاق السابع من تشرين الأول، وأجاب فقط إن التركيز الآن هو على الحرب.
وبعد عاصفة الانتقادات والهجمات هذه، التي اندلعت بسبب تصريحاته، سحب نتنياهو تغريدته من منصة «أكس»، معلناً اعتذاره بالقول: أخطأت في الكلام الذي قلته في أعقاب المؤتمر الصحفي، ما كان ينبغي لي أن أقوله، وأنا أعتذر عن ذلك.
وعقب ذلك، قال المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال لـ «القناة الـ12»، آفي بنياهو، إن «نتنياهو يستطيع محو التغريدة، لكنّه لا يستطيع أن يمحو العار، وشعور الطعن بالسكين هذه الليلة، في ظُهور القادة والمقاتلين».
وأضاف نتنياهو إن ذلك مؤلم ومحبط ومخجل، ومثير للغضب، مشيراً إلى أن غانتس ولابيد وأشكنازي هم تحديداً من طلبوا إليه أن يسحب التغريدة، في حين لم يفعل ذلك أي من وزرائه ووزيراته.
وتُظهر هذه الموجة من الانتقادات والخلافات بين المستويين العسكري والسياسي أزمة الثقة العميقة بين نتنياهو والجيش الإسرائيلي.
وكشف محلّل الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، عاموس هرئِل تلقّي المستوى السياسي في الكيان الإسرائيلي تحذيرات من المستوى الأمني بشأن شكوك تتعلق بتحركات في الجبهة الجنوبية، قبل ليلة من عملية «طوفان الأقصى»، إلا أنه جرى تجاهل هذه الإشارات، وعُدَّت «ضعيفة».
وأكّد التقرير أن عملية «حماس» كانت بسبب «فشل استخباري وعدم استعداد كافٍ من الجيش الإسرائيلي.
على خط مواز، تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مشاكل يعاني منها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مستوى التجهيزات العسكرية، مشيرةً إلى أنه لا يزال يستخدم مدافع تعود إلى سبعينيات القرن الماضي.
وذكر موقع «كالكاليست» أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ذهب إلى المعركة ونسي المدافع، موضحاً أنه وصل إلى الحرب الحالية مع مدافع عمرها 50 سنة، إذ كان من المفترض في سنة 2023 أن يبدأ التزوّد بمدافع حديثة من صناعة «إلبيت معراخوت».
وكشف الموقع أن الصحيح حتى الساعة هو أن المدافع الجديدة لن تصل قبل منتصف سنة 2024.
ويعدّ مدفع هاوتزر M-71، عيار 155 ملم، الذي تم تصنيعه بوساطة شركة سولتام سيستمز الإسرائيلية، أحد أبرز المدافع التي يستعملها جيش الاحتلال حالياً، ويعود تاريخ تصنيعه إلى عام 1975، وتمّ تصميمه عام 1971.
ومنذ أسابيع تحدث تقرير في صحيفة «هآرتس»: أنه لا يجب علينا دخول غزة الآن، لسبب تافه تماماً، وهو أن الجيش الإسرائيلي ليس مجهزاً ولا مستعداً لوجستياً لعملية برية، مؤكداً أن وحدات مجندين ومقاتلين في النظامي والاحتياط قدمت طلبات لاستكمال أعتدة غير متوفرة من مختلف الأنواع، أعتدة حماية، أعتدة قتالية، ملابس حرارية، معدات طبية، مصابيح، بطاريات وغير ذلك الكثير.
وأشارت إلى أن الأكثر بروزاً، والأكثر إثارة للخوف، هو نقص الدروع، وهي الأعتدة المخصصة للحماية الشخصية أساسية منقذة للحياة، مؤكدة أن إرسال مقاتلين إلى المعركة من دونها يعني الحكم عليهم بالموت في حالة الإصابة.