«نيويورك تايمز» أكدت أن الاحتلال أوقف مخطط اجتياح بري واسع لغزة … مسؤولون أميركيون: يفتقر إلى أهداف قابلة للتحقيق
| وكالات
تحدثت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن توافق قرار الاحتلال الإسرائيلي بشأن وقف غزو واسع النطاق لغزة، وإبداله بتوغلات برية «محدودة»، مع اقتراحات وزير الدفاع الأميركي، إذ «تفتقر خطة الغزو إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق».
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن إسرائيل أوقفت خطط اجتياح بري واسع النطاق لقطاع غزة، واستعاضت عنها بتوغلات محدودة، وهو ما يتماشى مع اقتراح من وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، مشيرة إلى أن خطط الاجتياح الإسرائيلي الأولية أثارت قلق المسؤولين الأميركيين، الذين أبدوا ارتيابهم من افتقارها إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق، ومن قدرة جيش الاحتلال الإسرائيلي واستعداده لشن تلك العملية.
وحسب الصحيفة، قال مسؤولون أميركيون إن التوغلات التي تقوم بها القوات البرية الإسرائيلية في غزة حتى الآن «أصغر حجماً» مما وصفه المسؤولون العسكريون الإسرائيليون في البداية لأوستن وغيره من كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين.
ووفق الصحيفة الأميركية، فإن من بين الأسباب التي دفعت الكيان الإسرائيلي لإعادة التفكير في خططه التأثير المحتمل لأي عملية برية واسعة على مفاوضات تبادل الأسرى، إضافة إلى الانقسام بين القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين بشأن كيفية الاجتياح البري وموعده، وحتى إذا ما كان الاجتياح سيتم أم لا.
وفي وقت سابق، تحدثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن أن الولايات المتحدة الأميركية «تتولى قيادة الحرب (بدلاً من إسرائيل)، وفقاً لمصالحها في المنطقة»، وحسب الصحيفة، فإن الدعم الأميركي الوثيق للاحتلال الإسرائيلي «له ثمن».
وفي تعليقه على مشاركة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في اجتماع «كابينت» الحرب المقلّص، خلال زيارته الأراضي المحتلة بُعيْد بدء العدوان على غزة، قال محلل الشؤون العسكرية في «يديعوت أحرونوت» إن الأمر يُعَدُّ «سيطرةً أميركيةً على إدارة المعركة».
ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية هذه المشاركة بأنها «سابقة من نوعها» لدى الاحتلال، مشيرةً إلى أنها «تُظهر إلى أي حدّ يشرف الأميركيون على قرارات إسرائيل».
كذلك، وبالتزامن مع إعلان جيش الاحتلال «توسيع عملياته البرية»، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، عن 5 مسؤولين أميركيين مطّلعين على المناقشات، قولهم إن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، «تحثّ إسرائيل على إعادة التفكير في خططها شنّ هجوم بري كبير على قطاع غزة».
ووفقاً للمسؤولين، فإن «مسؤولي الإدارة أصبحوا قلقين للغاية بشأن التداعيات المحتملة لهجوم بري كامل، ويشكّكون بصورة متزايدة في أنه سيحقق هدف إسرائيل المعلن، والمتمثل بالقضاء على حركة حماس».
وفيما يتعلّق بالمعوّقات التي سيواجهها جيش الاحتلال الإسرائيلي في حال غزوه قطاع غزة براً، أكدت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية أن هذه التحديات «قد تدفع القادة الإسرائيليين إلى الحدّ من نطاق العمليات العسكرية وحجمها».
وحسب المجلة، فإن التحدي الأول هو «طبيعة القتال ذاتها»، موضحةً أن «غزة مبنية ومكتظة بالسكان، وفي شوارعها الضيقة والمباني المكتظة، يتم تحييد عدد من المزايا التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي، في السرعة، والاتصالات، والمراقبة، وقوة النيران بعيدة المدى»، وبناءً عليه، «سيحتاج الجيش الإسرائيلي إلى تفكيك قواته»، التي ستصبح بعد ذلك عرضةً لمجموعات صغيرة من المقاومين.