لندن جددت انحيازها.. وضغوط متزايدة على بايدن بسبب دعمه المطلق للكيان … واشنطن: لا نية لدينا على الإطلاق لإرسال قوات قتالية إلى إسرائيل
| وكالات
أعلنت نائب الرئيس الأميركي كامالا هاريس أن الولايات المتحدة «لا نية لديها على الإطلاق» لإرسال قوات «قتالية» إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي، في وقت تتعرض فيه إدارة الرئيس جو بايدن لضغوط متزايدة من داخل الحزب الديمقراطي بسبب الدعم المطلق لإسرائيل، على حين جددت بريطانيا دعمها للكيان بذريعة «الدفاع عن النفس».
وفي مقابلة مع شبكة «سي بي إس» الإخبارية الأميركية، قالت هاريس: «ليست لدينا أي نية على الإطلاق وليست لدينا أي خطط لإرسال قوات قتالية إلى إسرائيل أو غزة»، وتابعت إن بلادها تتمسك بـ«دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وتدعو أيضا إلى حماية المدنيين».
وأضافت: «من المهم جداً ألا يكون هناك أي خلط بين «حماس» والفلسطينيين، يستحق الفلسطينيون تدابير متساوية من حيث الأمن والأمان وتقرير المصير والكرامة»، مردفة بالقول: «لقد كنا واضحين للغاية بشأن ضرورة الالتزام بقواعد الحرب والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية».
كلام هاريس جاء في وقت يواجه فيه بايدن ضغوطاً متزايدة داخل حزبه «الديمقراطي»، لحث كيان الاحتلال على وقف التصعيد العسكري غير المسبوق في غزة، والسماح بدخول المساعدات إلى القطاع المحاصر.
وحسب تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، يحذر بعض مؤيدي بايدن ممن سماهم «الديمقراطيين المخلصين»، من الطرق التي تشن بها إسرائيل هجماتها على غزة، ولا سيما بعد التوغلات البرية الأخيرة في القطاع.
وفي أحد هذه التحركات (الضغوط)، دعت مجموعة تضم أكثر من 20 من أعضاء مجلس الشيوخ، بما في ذلك كريس ميرفي الديمقراطي من ولاية كونيتيكت، وكريس فان هولين الديمقراطي من ماريلاند، وجيف ميركلي الديمقراطي من ولاية أوريغون، بايدن إلى العمل مع «إسرائيل» ومصر والأمم المتحدة لتوصيل الوقود إلى غزة، وسط الأزمة الإنسانية التي خرجت عن السيطرة.
وقاوم بايدن الدعوات للانضمام إلى الديمقراطيين الذين يسعون إلى وقف إطلاق النار، وتجنب إلى حد كبير التعليق على كيفية تنفيذ إسرائيل مرحلة جديدة في الحرب، التي حذر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أنها «ستكون طويلة وصعبة».
لكن في الأيام الأخيرة، انتقد ديمقراطيون آخرون بشكل واضح بطء وتيرة دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وانقطاع الاتصالات في القطاع، وارتفاع عدد الشهداء بين المدنيين الفلسطينيين، كما أثار هؤلاء، وفق «واشنطن بوست»، مخاوف بشأن ما إذا كانت لدى إسرائيل أهداف واضحة وقابلة للتحقق، أثناء تنفيذها هجوماً برياً كبيراً.
وتخلق الانتقادات الموجهة من داخل الحزب الديمقراطي تحديات جديدة لبايدن، الذي أكد أكثر من مرة على «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، لدرجة أنه «يخاطر بتحمل المسؤولية عن كيفية تنفيذ هجومها»، وفق الصحيفة الأميركية.
في الغضون، جدد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، أمس، التأكيد على دعم بلاده المطلق لكيان الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه المتواصل على قطاع غزة تحت ذريعة «حق الدفاع عن النفس»، معتبراً أن وقف إطلاق النار «ليس ما يحتاجه الشعب الفلسطيني الآن»!.
وفي مقابلة مع قناة «سكاي نيوز عربية» قال كليفرلي: «لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكننا نحثها على ضبط النفس والاحترافية»، وأضاف: «السلطات الإسرائيلية تعهدت لنا باحترام القانون الدولي»!، متجاهلاً قتل كيان الاحتلال الأطفال والنساء واستهداف المنشآت المدنية من مشاف وأفران ودور للعبادة.
وتابع: «نريد من حماس إطلاق سراح الرهائن وتفكيك بنيتها العسكرية القريبة من المستشفيات والتجمعات المدنية»، كما أن «الدعوة إلى وقف إطلاق النار الآن ليست هي ما يحتاجه الشعب الفلسطيني، بل الواقعية تقتضي أن نضغط لمعالجة الوضع الإنساني في غزة»!.
وقال كليفرلي: لم أرَ أي مؤشر أن حماس والفصائل الأخرى المسلحة تريد السلام مع إسرائيل»، وزعم أن بلاده تعمل مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي تمنع دخول الوقود اللازم لتشغيل المنشآت المدنية ولاسيما المشافي في قطاع غزة، للتأكد من وصول مساعداتنا إلى الشعب الفلسطيني.
ومع كل هذه المواقف، أردف كليفرلي: سنستمر في العمل مع أصدقائنا وشركائنا في المنطقة لمنع توسع رقعة الصراع والحفاظ على أمن المنطقة وأعتقد أن الهدنة ستكون بطيئة وستتطلب وقتاً طويلاً من المفاوضات.