الخبر الرئيسي

بوتين: لا سبيل لمساعدة الفلسطينيين إلا بقتال من يقف وراء الصراع ونحن نقاتلهم في أوكرانيا … آلاف الأطنان من المتفجرات ألقيت على القطاع وغزة تقابل حرب الإبادة بمزيد من الصمود

| الوطن

لا يزال قطاع غزة وأهله لليوم الرابع والعشرين تحت جحيم نيران عدوان الاحتلال الإسرائيلي، حيث ارتفعت حصيلة الشهداء أمس إلى 8306 أغلبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، وسط تعمد الاحتلال هدم المستشفيات ومحيطها واستهداف سيارات الإسعاف حتى لا تتمكن من القيام بواجبها في إنقاذ المرضى والجرحى، وذلك بالتزامن مع تأكيدات بأن أكثر من 18 ألف طن من المتفجرات قد ألقيت على القطاع حتى الآن، حيث بلغت القوة التدميرية لمجموع المتفجرات الملقاة أكثر من تلك التي سببتها القنبلة التي ألقتها أميركا على مدينة ناغازاكي اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية.

المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة قال: إن الاحتلال أخرج 25 مستشفى عن الخدمة في القطاع واستهدف 25 سيارة إسعاف، مشيراً إلى أن الاحتلال عمد إلى شلّ حركة سيارات الإسعاف حتى لا تتمكن من القيام بواجبها في إنقاذ المرضى والجرحى، مشيراً إلى توثيق استشهاد 124 عنصراً من الكادر صحي.

وأكد القدرة أن الاحتلال عمد إلى انهيار المنظومة الصحية وشل خدمات المستشفيات وسيارات الإسعاف، مطالباً «الجهات الدولية بتفعيل القانون الدولي لحماية المنشآت الطبية»، مؤكداً أن «الاحتلال يواصل استهداف المنازل والطرق الرئيسة ومراكز قريبة من محطة الطاقة والمساجد».

في غضون ذلك أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي أن الوضع الإنساني في قطاع غزة المحاصر والذي يتعرض إلى حرب إبادة جماعية من كيان الاحتلال الصهيوني يزداد سوءاً، وأن ما تم إدخاله من مساعدات إنسانية إغاثية لا يتساوى مع ضخامة الاحتياجات.

من جانبه اعتبر مارتن غريفيث وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن الوضع في غزة وصل إلى أخطر مستوياته على الإطلاق، وذلك بالتزامن مع «وصول 60 شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى الجانب الفلسطيني عبر منفذ رفح».

بالمقابل واصلت المقاومة الفلسطينية قصف الحشود العسكرية للاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة غزة برشقة صاروخية.

وأعلنت سرايا القدس قصف تجمّع لآليات وجنود الاحتلال في موقع تأمين السريج وبوابة السناطي بقذائف الهاون.

وقامت بقصف «تل أبيب» رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين. واستهدفت أيضاً موقع تأمين السريج شرق خان يونس بقذائف الهاون، وتحشيداً لآليات العدو المتوغلة بمنطقة السودانية شمال غرب غزة.

بدورهم خاض مجاهدو كتائب القسام- الجناح العسكري لحركة حماس اشتباكات مسلحة بالأسلحة الرشاشة وقذائف «الياسين 105» مع قوات العدو المتوغلة شمال غرب غزة.

تزامنت المعطيات الميدانية مع تواصل التحركات السياسية في محاولة للتوصل لوقف العدوان، حيث أعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أنها تلقت طلباً رسمياً من كل من دولة فلسطين والمملكة العربية السعودية لعقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة برئاسة المملكة العربية السعودية، التي ترأس الدورة الحالية الـ(32) في العاصمة السعودية الرياض يوم الـ11 من تشرين الثاني المقبل لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.

وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية قامت بتعميم المذكرات الفلسطينية والسعودية على الدول العربية الأعضاء.

إلى ذلك أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه بدلاً من ملاحقة ومعاقبة الإرهابيين في مناطق الشرق الأوسط، بدأت عدة أطراف في تطبيق سياسة الانتقام على مبدأ المسؤولية الجماعية.

وأكد الرئيس الروسي في تصريحات نشرتها «روسيا اليوم»، أن النخب الأميركية هي المستفيدة من زعزعة الاستقرار العالمي، وأن الولايات المتحدة تحتاج إلى فوضى مستمرة في الشرق الأوسط، لذا تشوه سمعة من يريدون وقف سفك الدماء وحتى الأمم المتحدة تتعرض للاضطهاد.

وشدد بوتين على أن مشاهد الأطفال القتلى والدماء ومعاناة المسنين وقتل الأطباء في الشرق الأوسط يؤجج حزننا لكن التعاطف فقط غير مقبول.

وأضاف: «لا سبيل لمساعدة الفلسطينيين إلا بقتال من يقف وراء الصراع ونحن نقاتلهم في أوكرانيا، ومفتاح حل الصراع في الشرق الأوسط هو إنشاء دولة فلسطينية كاملة السيادة».

من جهتها وصفت رئيسة البرلمان الأوروبي روبيرتا ميتسولا الوضع في غزة بالفظيع محذرة من كارثة إنسانية وشيكة، وكشفت في تصريحات لها أن أوروبا دعت إلى هدنة إنسانية وتجنب التصعيد والاحترام الكامل للقانون الإنساني.

وفي أول اعتراف أميركي بالمجازر التي ارتكبتها حليفتها إسرائيل بدعم كامل منها، صرحت الخارجية الأميركية بأن الآلاف من المدنيين قتلوا في غزة وبينهم أطفال، معتبرة بأن هذا بحد ذاته مأساة، لكنها بالمقابل واصلت دعم ارتكاب المجازر بالقول: «لا نعتقد أن وقف إطلاق النار في غزة سيكون خطوة في المسار الصحيح.

وقالت الخارجية الأميركية: «نحرز تقدما في مسألة ضمان تسليم إمدادات الوقود الضرورية لغزة، على إسرائيل اتخاذ إجراءات لحماية الفلسطينيين من هجمات المستوطنين المتطرفين».

في غضون ذلك أعلن الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم بأن الحركة مستعدة للإفراج عن كل الأسرى لديها مقابل جميع أسرانا لدى الاحتلال، وقال: «لن يحصل الاحتلال على أسراه إلا عبر صفقة تبادل تشمل جميع أسرانا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن