من وجهة سياحية إلى «مخيم» للهاربين … «إيلات» على وشك الانهيار.. أكثر من 60 ألف مستوطن وصلها منذ بداية «طوفان الأقصى»
| وكالات
وصلت صواريخ المقاومة إلى «إيلات» على البحر الأحمر المنطقة السياحية التي تشكّل مورداً اقتصادياً مهماً لكيان الاحتلال الإسرائيلي، والتي تعدّ نقطة عبور بحري ومركزاً للتجارة البحرية، ما يشكّل تهديداً استراتيجياً جديداً أفضت إليه «طوفان الأقصى».
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق صاروخ أرض – أرض وصاروخين موجهين في اتجاه «إيلات»، واعتراض منظومة «حيتس» صواريخ للمرة الأولى منذ بدء «طوفان الأقصى»، في حدث وُصف بـ«المهم جداً».
ووصف المراسل العسكري في «القناة الـ13» الإسرائيلية، أور هيلر، ما حدث في «إيلات» بـ«المهم جداً»، فهذه هي المرة الأولى التي تعترض فيها منظومة «حيتس» صاروخ أرض- أرض، أطلق من اليمن، أي من مسافة 2000 كم وأكثر، لافتاً إلى أنه إضافة إلى صاروخ أرض- أرض، تم إطلاق صاروخين «جوالين» من اليمن جرى «إسقاطهما بوساطة طائرات سلاح الجو بعيداً عن إيلات».
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسماع انفجارات في المنطقة، بدورها نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن مصدر أمني إسرائيلي قوله: إن «المؤسسة الأمنية في إسرائيل ستدرس الردود ضد أنصار اللـه أيضاً».
وسبق أن ذكر إعلام الاحتلال أن صاروخاً تم اعتراضه فوق مطار رامون، من دون إطلاق صفارات الإنذار، مشيراً إلى التحقيق فيما إذا كان الصاروخ أطلق من الأردن.
وفي إثر الحادثتين، شدّدت «الجبهة الداخلية» توجيهاتها للمستوطنين في منطقة البحر الميت و«إيلات» بضرورة الدخول إلى الأماكن المحصّنة عند سماع صفارات الإنذار، مرجّحةً أن يتجدّد إطلاق الصواريخ.
وأمس أعلن رئيس السلطة المحلية في إيلات، «تعزيز أنظمة الدفاع الجوي في محيط المنطقة على نحو كبير جداً»، نتيجةً لتزايد التهديدات، وجاء ذلك بعد أن اخترقت طائرة مسيّرة، أتت من ناحية البحر الأحمر، أراضي فلسطين المحتلة، وتسلّلت إلى إيلات، قبل أن يعترضها الاحتلال، وفق ما قالت وسائل إعلام إسرائيلية.
ويأتي كل ذلك فيما يبدي الإعلام الإسرائيلي خشيةً من «التهديد الإضافي» الذي يشكّله اليمن بالنسبة للاحتلال، خصوصاً بعد إعلان حركة «أنصار الله» عن «تعبئة جهادية شاملة»، ونيتها المشاركة بصورة فاعلة في القتال في فلسطين المحتلة ضدّ الكيان الإسرائيلي.
ووفق الإعلام الإسرائيلي، تشغل كيان الاحتلال «جبهة خامسة» من جهة الجنوب في هذه الأيام وهي اليمن إلى جانب قطاع غزة، لبنان، سورية والضفة الغربية.
والهدف الإسرائيلي المتمثل بزيادة عدد المستوطنين في «إيلات» تحقق بالفعل، لكن ليس بفعل «المشاريع التنموية»، بل بفعل عملية «طوفان الأقصى» التي شنّتها المقاومة في الـ7 من تشرين الأول المنصرم، وصواريخها التي أفرغت محيط غزة، ووصلت إلى «إيلات» وحيفا و«تل أبيب» وغيرها من المستوطنات، وأدّت إلى هروب عشرات الآلاف من المستوطنين من مستوطنات غلاف غزّة والشمال.
فقد أصبحت «إيلات» اليوم مركزاً للإسرائيليين الهاربين من صواريخ المقاومة الفلسطينية، وأفاد رئيس «السلطة المحلية» في «إيلات» باستقبال أكثر من 60 ألف مستوطن إسرائيلي منذ الـ7 من تشرين الأول، ورجّح أن تنهار المدينة في ظل هذا العدد الكبير من المستوطنين فيها.
ولم تتسع مدينة الفنادق للكم الهائل من المستوطنين الذين فرّوا من الشمال والجنوب هرباً من صواريخ المقاومة في غزة ولبنان، وبدأت السلطات المحلية بالتحضير لإنشاء خيام لاستقبال أعدادهم الضخمة.
وقال مستوطنون: إنهم يفترشون الأرصفة في «إيلات» لعدم توفّر الفنادق الكافية، فيما أفاد مراسل «القناة 12» الإسرائيلية بأن الكثير ممن تم إجلاؤهم إلى إيلات تلقوا بياناً من الفندق بضرورة تسليم الغرف بسبب عدم وجود موازنة، وليس هناك من يدفع تكاليف إقامتهم.
وحسب موقع «يديعوت ـحرونوت»، «يعتقد الناس أن الشركات في إيلات تحقق ثروة الآن لأن المدينة ممتلئة.. إلا أن هذه الصورة بعيدة عن الواقع»، وأكد الموقع أن «المحال التجارية والمطاعم فارغة.. إذ إن الإسرائيليين لا يعلمون ما سيأتي به الغد.. ويدخرون ما يمكنهم ادخاره».