قتلى جنود الاحتلال إلى 315 والأسرى 240 … المقاومة تدكّ المدن المحتلة والمستوطنات بالصواريخ وتؤكد أن دبابات الاحتلال دخلت لأماكن خالية في غزة
| وكالات
دكت المقاومة الفلسطينية في غزة المستوطنات والمدن المحتلة بالصواريخ رداً على مجازر الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة، موضحة أن الاحتلال أدخل دباباته إلى مناطق خالية ويناور فيتقدم خطوة ويتراجع خطوات بسبب تصديها له، لافتة إلى أن الساعات القادمة ستحمل الكثير من المفاجآت للعدو، في حين اعترفت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل جنديين إسرائيليين اثنين خلال معارك في قطاع غزة.
وأعلنت كتائب «القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» استهداف «تل أبيب» وقاعدة «نيفاتيم» الجوية وقاعدة «رعيم» العسكرية برشقة صاروخية، رداً على المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين، كما استهدفت «نير إسحاق» بصلية صاروخية، ودكت آليات العدو المتوغلة في محوري شمال غرب غزة وجنوبها بعشرات قذائف الهاون، وفق قناة «الميادين».
بدورها، دكت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» المدن الفلسطينية المحتلة بدفعات صاروخية مكثّفة، إضافة إلى استهدافها تجمعاً لآليات العدو وجنوده في موقع «إيرز» بقذائف الهاون، كذلك، أعلنت «السرايا» استهداف قوة صهيونية راجلة، وتجمع للآليات في محيط مبنى السفينة، غرب مدينة غزة بعدد من قذائف الهاون.
وتواصل كتائب الشهيد «أبو علي مصطفى» الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ردها على جرائم الاحتلال أيضاً، إذ أعلنت استهداف مستوطنة «نيريم» بقذائف الهاون من العيار الثقيل، بينما، استهدفت كتائب «المجاهدين» بئر السبع المحتلة بدفعة صاروخية، وفي غضون ذلك، دوّت صفارات الإنذار في مستوطنات محيط غزة، وفي «غوش دان»، حسبما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية، اعترفت أيضاً بمقتل اثنين من جنود الاحتلال خلال المعارك في قطاع غزة.
بدوره، أكد المتحدث باسم حركة «حماس»، حازم قاسم، أن القوات الإسرائيلية «أدخلت دباباتها في أماكن لا يوجد فيها أي شيء»، مشيراً إلى أن الاحتلال بدأ يتحرك برياً في عدد من المحاور.
وأضاف قاسم إن الاحتلال يتقدم في بعض المحاور والمناطق الزراعية، وتلك التي كان فيها عدد من السكان قبل قصفها، ويدخل في محاور ضعيفة ومقصوفة من قبل، مشدداً على أن لا إنجاز عسكرياً له، قائلاً: من فاجأ العدو في الضربة الأولى في طوفان الأقصى، لديه مفاجآت عدة، وهناك استعداد كامل للقسام.
وفي وقتٍ سابق أمس، أعلنت كتائب «القسام» أن مقاتليها فتحوا النار من كمين نحو آليات للاحتلال كانت تتوغل شمال قطاع غزة، واستهدفوها بقذائف «الياسين 105»، ودمروا آلية إسرائيلية شرق «إيرز» بعبوة ناسفة، وأكدت «القسام» استهداف آليتين بقذيفتي «الياسين 105» واشتعال النيران فيهما، والإجهاز على أحد الجنود من نقطة صفر شمال غرب غزة.
وأضافت إنها أجهزت على قوة إسرائيلية بعد دخولها مبنى في بيت حانون، مشيرةً إلى استهداف جرافة وآلية كانتا تؤمنان القوة الراجلة، كما أكدت استهداف دبابة للاحتلال متوغلة شرق حي الزيتون بقذيفة «الياسين 105» واشتعال النيران فيها.
ونشرت كتائب «القسام»، عبر قناتها في «تلغرام»، صورةً تحمل عبارة «لن تمروا»، تأكيداً منها على جاهزيتها لمواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تحاول التقدم في قطاع غزة، ونشرت فيديو يظهر مشاهد من اشتباك مقاتليها مع القوات الإسرائيلية المتوغلة غرب موقع «إيرز» الواقع شمالي قطاع غزة الأحد الماضي.
والأحد الماضي، أعلنت كتائب «القسام» أنها دكّت موقع «إيرز» الإسرائيلي بقذائف الهاون والصواريخ، من أجل «قطع المساعدات عن الآليات المشتعلة التي استُهدفت في محيط الموقع».
بدوره، أكد المتحدث باسم حركة «الجهاد الإسلامي» مصعب البريم لـ «فلسطين اليوم» أن الساعات القادمة ستحمل الكثير من المفاجآت على يد المقاومة، وأوضح أن الاحتلال يناور، فيتقدم خطوة، ويتراجع خطوات، بسبب تصدي المقاومة، مشدداً على أن الحرب على غزة ومقاومتها وشعبها ليست نزهة، مشيراً إلى أن مجازر الاحتلال لن تغطي على إخفاقه أمام أبطال المقاومة.
في غضون ذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتفاع عدد أسراه داخل قطاع غزة إلى 240 أسيراً، كما أبلغ 315 عائلة من عوائل جنوده أن أبناءهم قتلوا.
وكان المتحدث الرسمي باسم «سرايا القدس» أبو حمزة، كشف أول من أمس، أن عدداً من الأسرى الموجودين في قبضة السرايا قد فارقوا الحياة وأصبحوا في عداد القتلى، بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل لقطاع غزة، لافتاً إلى أن كل دقيقة تمضي هي خطر على حياة الأسرى الإسرائيليين في ظل القصف الهمجي العشوائي.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أن «مفاوضات الأسرى، التي تقودها قطر، كانت على وشك تحقيق انفراجة الأسبوع الماضي، لكن التوغّل البري الإسرائيلي في غزة أعاق الجهود، موضحةً أن قرار إسرائيل شن هجوم بري موسّع على غزة بدد الآمال في التوصل إلى اتفاق وشيك.
ووصف وزير الصحة الإسرائيلي الأزمة الحالية التي يمر بها الكيان بأنها أخطر أزمة صحة نفسية في تاريخ إسرائيل.
وتواصل المقاومة الفلسطينية تصديها لمحاولات القوات الإسرائيلية التوغل في القطاع، موقعةً في صفوفها خسائر كبيرة وإصابات مباشرة، مع مضي 25 يوماً على «طوفان الأقصى».
في غضون ذلك، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمستشفيات المتبقية في الخدمة بقطاع غزة المحاصر تعميق لجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها في القطاع، مطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية للمستشفيات.
وأوضحت الخارجية في بيان أمس نقلته وكالة «وفا» أن استهداف الاحتلال ما تبقى من المستشفيات في القطاع تعميق للإبادة الجماعية وحرمان للجرحى والمرضى من حقهم في أبسط أشكال العلاج، وكذلك توسيع لعمليات النزوح القسري لأهالي القطاع، وخاصة أن الآلاف منهم لجؤوا إلى المستشفيات هرباً من القصف.
وطالبت الخارجية المجتمع الدولي بالاستماع لصرخات ومعاناة الفلسطينيين، وشهادات المنظمات الدولية، بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي أكدت انهيار المستشفيات، وكامل البنية التحتية في القطاع، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي لتوفير الحماية للمستشفيات.
وأدانت الخارجية استهداف الاحتلال المتعمد لما تبقى من المستشفيات والمراكز الصحية وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية والإسعافية العاملة في قطاع غزة، من خلال قصفها بشكل مباشر بالطائرات الحربية، وتضرر أجزاء منها أو قصف محيطها وبالقرب منها، مجددة التأكيد أن وقف الحرب هو المدخل الوحيد لحماية المدنيين، وتأمين وصول الاحتياجات الأساسية لهم.
من جانبه، دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور أعضاء مجلس الأمن الدولي لوقف الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، قائلاً: عاملونا كبشر وافعلوا شيئاً لوقف الجرائم التي تُرتكب بحق أطفالنا ونسائنا ومرضانا.
وأضاف منصور في كلمة خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي مساء أول من أمس حول الوضع في غزة: شعبنا يملك حقوقاً حُرم منها منذ عقود ويجب الاعتراف بها للعيش بسلام، وهناك 3500 طفل فلسطيني قتلتهم «إسرائيل» في 3 أسابيع فقط، أي أكثر من عدد الأطفال الذين قُتلوا في مناطق النزاع حول العالم منذ العام 2019 مجتمعين.
وأشار منصور إلى أنه كل 5 دقائق يُقتل طفل فلسطيني على يد الاحتلال الإسرائيلي، مضيفاً: «كم يوماً سننتظر حتى نقول كفى، أنتم تعانون من الشلل ولا تتصرفون أو تتحركون لصون السلم والأمن الدوليين ووقف هذه الحرب، مشدداً على ضرورة تحرك مجلس الأمن الدولي لتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار ووضع حد لسفك الدماء في قطاع غزة.