أكدت أن دعم واشنطن للهجوم على غزة يوسّع ردود الفعل في المنطقة … عبد اللهيان: المنطقة في مرحلة اتخاذ قرار تاريخي وأطراف المقاومة في المنطقة تقرر بنفسها
| وكالات
حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من عواقب «غير محتملة» في المنطقة بسبب الدعم الأميركي لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكداً أن المنطقة في مرحلة اتخاذ قرار تاريخي وأطراف المقاومة في المنطقة تقرر بنفسها ولا تنتظر القرارات السياسية.
وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء نقلت عن عبد اللهيان قوله خلال لقائه أمير قطر تميم بن حمد في الدوحة أمس: إن نطاق الاشتباكات في المنطقة يتسع بسبب استمرار جرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي، واصفاً الوضع الإنساني في غزة بالمؤسف.
كما أكد وزير الخارجية الإيراني قوة المقاومة الفلسطينية وعدم قدرة جيش الاحتلال على مواجهتها، ولفت إلى أن الوضع المؤسف في قطاع غزة بسبب الفظائع التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين، محذراً من العواقب «غير المتوقعة» لجرائم الحرب الإسرائيلية التي ترتكب بدعم من الحكومة الأميركية وبعض الحكومات الأوروبية.
واعتبر عبد اللهيان أنه من المهم توجيه رسالة قوية من العالم إلى كيان الاحتلال وداعميه، قائلاً: «من الضروري أن يطبق الموقف المشترك والمتماسك للدول الإسلامية في دعم الشعب الفلسطيني بفعالية على الصعيدين العملي والتنفيذي، وعلى الدول الإسلامية توظيف كل طاقاتها لإنهاء جريمة الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني المظلوم، ورفع الحصار غير الإنساني المفروض على قطاع غزة».
وأضاف وزير الخارجية الإيراني: «نتيجة لاستمرار جرائم الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الأعزل والحصار الكامل على غزة، فإننا نشهد تدريجياً زيادة في ردود الفعل وتكثيف واتساع نطاق الاشتباكات في المنطقة، ومن الطبيعي أن فصائل وحركات المقاومة لن تصمت أمام كل هذه الجرائم والدعم الأميركي الكامل لكيان الاحتلال أيضاً ولن تنتظر نصيحة أحد، لذلك علينا استغلال آخر الفرص السياسية لوقف الحرب، وإذا خرج الوضع عن السيطرة فلن يبقى أي طرف في مأمن من عواقب ذلك».
بدوره، ذكر موقع «الميادين» أن عبد اللهيان لفت خلال اللقاء إلى معلومات «تؤكد أن وجود القوات الأميركية في «تل أبيب» اليوم ليس مجرد حضور عسكري استشاري، بل هو حضور في مسرح الحرب»، مؤكداً أن فصائل المقاومة «لن تتغاضى عن الدعم الأميركي لجرائم الاحتلال في غزة».
وفي السياق أكد عبد اللهيان خلال لقائه رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في الدوحة أن المنطقة في مرحلة اتخاذ قرار تاريخي وأطراف المقاومة في المنطقة تقرر بنفسها ولا تنتظر القرارات السياسية، حسب «الميادين».
وقال: «إن الحكومة الأميركية ورغم نصيحتها الآخرين بضبط النفس، إلا أنها في الواقع طرف في الحرب وليست في وضع يسمح لها بدعوة الآخرين إلى ضبط النفس».
وفي وقتٍ سابق، قال عبد اللهيان: «إذا أرادت الولايات المتحدة منع توسّع الحرب، فعليها ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف العدوان وقتل السكان وتدمير وسائل العيش، في جرائم ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية».
وفي مقابلة مع قناة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية نشرت وكالة «إرنا» مقتطفات منها أمس وصف عبد اللهيان ادعاء تدخل إيران في عملية «طوفان الأقصى» بأنه «ادعاء لا أساس له من الصحة على الإطلاق»، وقال: إيران لم تكن على علم بهذه العملية، وليس هناك لإيران مجموعات أو حروب بالوكالة بل إن إسرائيل هي القوة التي تنوب عن أميركا في المنطقة، والتي جعلت المنطقة غير آمنة.
وأضاف: بالطبع نحن ندعم فلسطين، لقد قدمنا دائماً الدعم السياسي والإعلامي والدولي لفلسطين ولا نخفي ذلك أبداً، إنها حقيقة، مشيراً إلى أن ما قامت به المقاومة الفلسطينية، وفقاً لأحكام ونصوص القانون الدولي الصريحة لاستعادة وتحرير أرضهم المحتلة فلسطين، كان تصرفاً صحيحاً وفقاً للقانون الدولي.
وردا على سؤال حول ادعاء أميركا بشأن الهجمات ضد قواتها في منطقة غرب آسيا، قال وزير الخارجية الإيراني: إن ربط أي هجوم يتم تنفيذه في المنطقة ضد مصالح واشنطن بإيران من دون تقديم أي وثائق أمر خاطئ تماماً ولا أساس له.
وتابع عبد اللهيان: «كنت في العراق وسورية ولبنان قبل أسبوعين، ورأيت عن كثب أن شعوب المنطقة أصبح لديها نوع من التعاطف والحساسية تجاه التطورات التي تحدث في فلسطين، فكلهم لديهم دين وشعور مشترك، والناس يفعلون الأشياء بشكل عفوي، إنهم لا يتلقون أوامر منا، بل يتصرفون وفقاً لمصالحهم الخاصة، كما أن العملية التي نفذتها «حماس» كانت قراراً فلسطينياً خالصاً، وهم أنفسهم قبلوا المسؤولية وقرروا ونفذوا».
في الغضون، حذر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري كيان الاحتلال الإسرائيلي من مغبة مواصلة اعتداءاته على الشعب الفلسطيني، مؤكداً أنه إذا امتدت دائرة الحرب فلن يبقى منه(الكيان) أي شيء، وسيصبح الخاسر الرئيس فيها.
وأشار باقري في حديث تلفزيوني وفق وكالة «فارس» الإيرانية إلى النشاطات التي قام بها الجهاز الدبلوماسي في إيران للحيلولة دون استمرار الجرائم التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد أهالي غزة العزل، ولفت إلى أن العملية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من الشهر الماضي باسم «طوفان الأقصى»، جاءت بمنزلة زلزال دمر المنظومة العسكرية والأمنية لهذا الكيان وهو الأمر الذي لن يمكن ترميمه أبداً.
واعتبر المسؤول الإيراني أن عملية «طوفان الأقصى» زلزلت كذلك المنظومة الفكرية والإستراتيجية للعالم الغربي بقيادة أميركا بسبب السياسة الأحادية الجانب التي تنتهجها ومعها الكيان الإسرائيلي، وأعرب عن اعتقاده بأن الأميركيين يغوصون في دوامة إستراتيجية إذ لا يمكنهم التكهن بما يدور في خلد تيار المقاومة كي يتخذوا قرارهم الذي يتناسب مع اللعبة التي تخوضها المقاومة.
ولفت باقري إلى المساعدات والدعم الذي تقدمه أميركا لكيان الاحتلال الإسرائيلي في مختلف المجالات، وقال: إن أميركا أقامت جسراً جوياً مباشراً لنقل المساعدات إلى الأخير، فيما استطاع تيار المقاومة الصمود أمام هذه الضغوط والأعمال الإجرامية التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
بالتوازي، كشف قائد مقر «خاتم الأنبياء المركزي» في إيران اللواء غلام علي رشيد امتلاك بلاده معلومات تؤكد وجود قادة من القيادة الوسطى الأميركية والقوات البرية والبحرية للجيش الأميركي في قاعدة تحت الأرض في «تل أبيب»، إلى جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي، وإنهم (الأميركيون) يديرون العدوان على الشعب الفلسطيني.
وحسب وكالة «تسنيم» الإيرانية قال رشيد في تصريح له أمس: إن «معلومات القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية تظهر أن قادة القيادة المركزية والقوات البرية والبحرية للجيش الأميركي يتمركزون في قاعدة تحت الأرض في «تل أبيب»، إلى جانب القادة الصهاينة المجرمين، ويديرون هجومهم الوحشي على الشعب الفلسطيني المظلوم».
واعتبر رشيد ذلك دليلاً على أن تصرفات أميركا لا تتوافق أبدا مع مزاعم منع تمدد الحرب، نظراً لإرسال آلاف القنابل والصواريخ المدمرة إلى فلسطين المحتلة وتوجيهها ودعمها الميداني، ودليلاً كذلك على نفاق الحكومة الأميركية.