المقاومة تتصدى للتوغل البري وتتوعد: غزة ستكون مقبرة للعدو والساعات القادمة ستحمل الكثير من المفاجآت … مجازر الإبادة مستمرة.. مئات الشهداء في جباليا والمؤسسات الأممية عاجزة
| الوطن
وسط عجز دولي تام وعلى مرأى المؤسسات الأممية والشرعية الدولية، واصل العدو الإسرائيلي حرب الإبادة بحق مدنيي غزة وارتكب أمس مجزرة جديدة في مخيم جباليا مسح فيها حياً كاملاً بسكانه عن وجه الأرض واستشهد وجرح على إثره مئات الفلسطينيين من دون ورود إحصائية نهائية لوجود المئات تحت الأنقاض أغلبيتهم من النساء والأطفال.
وزارة الداخلية الفلسطينية أصدرت بياناً مساء أمس قالت فيه: إن مخيم جباليا في قطاع غزة تعرض لقصف إسرائيلي مكثف، حيث استخدمت طائرات الاحتلال الإسرائيلي القنابل في عملية القصف للمخيم، مؤكدة أن طيران الاحتلال قصف مخيم جباليا بـ«6 قنابل ثقيلة، ما أسفر عن تدمير حي سكني بالكامل».
بدورها أعلنت وزارة الصحة في غزة أن «المحصلة الأولية للقصف أسفرت عن أكثر من 400 شهيد وجريح، أغلبيتهم من النساء والأطفال»، في حين قال مدير المستشفى الإندونيسي: «إن عدداً من الضحايا بُترت أطرافهم في مجزرة جباليا، مشيراً إلى أنهم عاينوا إصابات بحروق وتشوهات تجعلنا نتساءل عن الأسلحة التي يستخدمها الاحتلال، حيث إن الضحايا يعانون حروقًا تُظهر أن الاحتلال يستعمل أسلحة محرمة دوليًّا».
وأوضح أن المستشفى سيتوقف عن العمل بالكامل، بسبب نقص الوقود، معلنًا أنهم لم يتمكنوا من إحصاء شهداء وجرحى مخيم جباليا.
من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة: إن عدد الضحايا كبير في مخيم جباليا وقد يناهز عدد الضحايا في القصف الذي طال مستشفى المعمداني.
بموازاة ذلك واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها لمحاولات التوغل الإسرائيلية، وأكد الناطق باسم كتائب القسام أن عمليات المقاومة الفلسطينية متواصلة للتصدي لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، ولا يزال في جعبتها الكثير، مشدداً على أن غزة ستكون مقبرة للعدو ووحلاً لجنوده.
مبيناً أن المقاتلين خاضوا مواجهات ضارية واشتباكات مباشرة مع قوات الاحتلال البرية المتوغلة في القطاع، وتصدوا لها في محاور التوغل ودمروا حتى الآن /22/ آلية عسكرية للاحتلال بقذائف /الياسين 105/.
وبَيَّنَ الناطق باسم كتائب القسام أنه سيتم خلال الأيام القادمة الإفراج عن عدد من المحتجزين لدى المقاومة من جنسيات أجنبية، انسجاماً مع إعلانها بعدم رغبتها في الاحتفاظ بهم أو استمرار احتجازهم في غزة، نافياً أن يكون العدو الإسرائيلي قد وصل إلى أي أسير لدى المقاومة.
بدوره أكد المتحدث باسم حركة «الجهاد الإسلامي» مصعب البريم أن الساعات القادمة ستحمل الكثير من المفاجآت على يد المقاومة، وأوضح أن الاحتلال يناور، فيتقدم خطوة، ويتراجع خطوات، بسبب تصدي المقاومة، مشدداً على أن الحرب على غزة ومقاومتها وشعبها ليست نزهة، مشيراً إلى أن مجازر الاحتلال لن تغطي على إخفاقه أمام أبطال المقاومة.
وبالتزامن كشف حزب اللـه خسائر جيش الاحتلال في التصعيد على الحدود اللبنانية منذ بدء عملية «طوفان الأقصى» ونشر «حزب الله» «إنفوغراف» عن «خسائر جيش الاحتلال وقال: عملياتنا قبالة الحدود الجنوبية أسفرت عن مقتل وجرح 120 جندياً إسرائيلياً وتدمير 9 دبابات وإسقاط مسيرة ونفذنا 105 هجمات طالت منظومات استخبارات واتصالات وأنظمة تشويش و33 رداراً.
في غضون ذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتفاع عدد أسراه داخل قطاع غزة إلى 240 أسيراً، كما أبلغ 315 عائلة من عوائل جنوده أن أبناءهم قتلوا، وقال وزير الأمن في حكومة العدو يوآف غالانت: «للأسف في الحرب هناك أثمان، والأثمان في اليوم الأخير كانت باهظة».
من جهة ثانية دخلت أمس قافلة مساعدات إنسانية جديدة مكونة من 13 شاحنة إلى قطاع غزة الذي يتعرض لحرب من الاحتلال الإسرائيلي، على حين أكدت الأمم المتحدة أنه لم تدخل قطرة واحدة من الوقود منذ بدء العدوان قبل نحو الشهر، وبالتالي من الصعب جداً تحريك شاحناتها لتوزيع المساعدات.
وردّاً على الصمت الدولي تجاه ما يجري في غزة أعلن مدير مكتب نيويورك في مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، كريغ مخيبر، استقالته من منصبه، بسبب عجز المنظمة عن وقف المذبحة التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وقال مخيبر في بيان: إن «مفهوم الإبادة الجماعية كان في كثير من الأحيان عرضةً للإساءة السياسية، لكنّ المذبحة الجماعية الحالية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني، والتي تستند بالكامل إلى وضعهم كعرب، لا يترك مجالاً للشك أو الجدل، بأن ما تفعله إسرائيل هو إبادة لهذا الشعب».
وأضاف: إن منازل المدنيين والمدارس والكنائس والمساجد والمؤسسات الطبية في غزة «تتعرّض لهجمات عشوائية»، لافتاً إلى أنه «يتم قتل الآلاف من المدنيين».
بالتوازي علقت الولايات المتحدة على الدعوات المتزايدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي: الآن ليس الوقت المناسب لوقف النار في غزة لكن يمكن دراسة فترات هدنة».
من جهته وتزامناً مع مجزرة جباليا قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: إن الولايات المتحدة تؤيد إسرائيل في مواصلة الهجوم على قطاع غزة».