رئيسي أكد أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة تتم بمشاركة مباشرة من أميركا … الخامنئي: يجب إغلاق طرق تصدير النفط للكيان وأهل غزة حركوا بصبرهم ضمير الإنسانية
| وكالات
دعا قائد الثورة الإسلامية في إيران، علي الخامنئي، الدول الإسلامية إلى قطع تصدير النفط والمؤن والعلاقات الاقتصادية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي بسبب عدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني، على حين استنكر الرئيس إبراهيم رئيسي أمس جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها هذا الكيان في قطاع غزة.
وحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا»، دعا الخامنئي في كلمة له بمناسبة اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار، الدول الإسلامية للعمل على وقف جرائم الاحتلال في غزة فوراً، والمسلمين بدورهم لإدانة هذه المجازر بـ«أعلى صوت في كل الساحات الدولية»، وتطرّق إلى المسيرات الحاشدة التي خرجت نصرةً لفلسطين، مشيراً إلى أن «أهل غزة حركوا بصبرهم ضمير الإنسانية».
وبشأن المزاعم التي أطلقتها أوساط غربية بأن إيران حركت التظاهرات في بريطانيا، اعتبر الخامنئي أن «هناك أبله قال أخيراً إن التظاهر في لندن هو من فعل إيران»، متسائلاً بشكل ساخر: «هل من يتظاهر هم بسيج لندن؟ بسيج باريس؟».
وأشار الخامنئي إلى دور الولايات المتحدّة والغرب في الحرب على غزّة، مؤكداً أن «الكيان الإسرائيلي كان سيُدمّر خلال أيام لولا الدعم الأميركي».
وقال قائد الثورة الإسلامية في إيران إن «على العالم الإسلامي ألا ينسى أن من وقف ضد الشعب الفلسطيني، ومارس الضغط عليه، هم أميركا وفرنسا وبريطانيا، وليس الكيان الصهيوني وحده».
وأكّد الخامنئي أن «الكيان مصاب ومضطرب، ويكذب على شعبه ويزعم أنه قلقٌ على أسراه»، واعتبر أن «ساحة الصراع ليست ساحة غزة وإسرائيل، بل هي ساحة الصراع بين الحق والباطل، وبين الاستكبار والإيمان»، لافتاً إلى أن «قوة الاستكبار لديها القنابل والضغط العسكري وارتكاب الجرائم، لكنّ قدرة الإيمان ستنتصر على كل هذه العوامل».
وتذكيراً بذكرى اقتحام السفارة الأميركية في إيران عام 1979، لفت الخامنئي إلى أن نسب «عداء أميركا» للشعب الإيراني (دون سياق) كذبة كبيرة، مذكراً بأنّه «قبل 26 عاماً من ذلك، وقع الانقلاب الأميركي عام 1953 في البلاد»، مشيراً إلى انقلاب رعته الاستخبارات المركزية الأميركية ضد حكومة مصدق ذات الشعبية الوطنية.
وفي وقت سابق، أكد الخامنئي أن ما حدث يوم السابع من تشرين الأول المنصرم «هزيمة عسكرية واستخبارية للكيان الإسرائيلي لا يمكن ترميمها»، وقال إنه «زلزال مدمر تمكن من هدم بعض البنى الرئيسة لحاكمية الكيان الصهيوني».
بدوره، وفي تصريح له أمس على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية، أكد الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي وفق ما نقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية أن قصف مخيم جباليا في قطاع غزة تم بمشاركة أميركية مباشرة وهو وصمة عار تضاف إلى قائمة جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
ووصف رئيسي قصف المخيم الذي أدى إلى استشهاد وإصابة المئات بأنه استمرار لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام، وأكد دور أميركا المباشر في هذه الجرائم من خلال تقديم الأسلحة والمساعدات العسكرية والدعم السياسي لهذا الكيان.
واعتبر رئيسي جرائم الاحتلال في غزة عرضاً مؤثراً، بما في ذلك قتل الأطفال، والهجمات على المستشفيات، واستخدام القنابل المحظورة دولياً والحصار الشامل على الناس، فضلاً عن منع الإغاثة ومنع إرسال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية والمساعدات الطبية لهذه المنطقة أمام أعين المجتمع الدولي، ورأى فيها علامة واضحة على إخفاق المنظمات الدولية في إرساء الأمن.
وقال: هذه الجرائم أظهرت أن العديد من المعاهدات الدولية وميثاق الأمم المتحدة فقدت مصداقيتها وفعاليتها، ومن الضروري أن يقوم المجتمع الدولي بمراجعة هذه الآليات والنظر بها بناء على طلب الرأي العام.
ولفت رئيسي إلى التصويت الحاسم لأعضاء الجمعية العامة بالموافقة على قرار وقف إطلاق النار في غزة، معتبراً نهج بعض الدول الغربية في مماشاة الكيان الإسرائيلي في قتل الأطفال والجرائم ضد الإنسانية إظهاراً للنفاق والخداع وازدواجية المعايير في الأنظمة الدولية.
وزير الدفاع الإيراني، محمد رضا أشتياني، أكد بدوره في تصريح على هامش اجتماع الحكومة أن الكيان الإسرائيلي دخل في مستنقع لا يمكن الخروج منه، ولفت إلى أن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ إستراتيجياً في حساباتها، وفي دعم هذا الكيان، وستتحمل عواقب هذا الخطأ، مضيفاً إن كل الدول لديها عدة خيارات على الطاولة، وتقوم بدراستها ومشدداُ على أنه إذا لم تنته الحرب والجرائم في غزة بسرعة فإن إسرائيل وواشنطن ستتحملان خسائر جدية.
ومن أنقرة، وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان، أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن المنطقة «قريبة جداً من اتخاذ قرار كبير وحاسم»، ما لم يتم إيقاف الإبادة الجماعية وجرائم الحرب ضد المدنيين في قطاع غزة.
وحسب وكالة «مهر» الإيرانية قال أمير عبد اللهيان خلال المؤتمر الصحفي: «إذا استمرت الحرب فلن يبقى الوضع على هذا النحو، وستقرر المقاومة إجراءات مفاجئة أخرى وستتغير الظروف وسيكون الأمر مختلفاً».
وأضاف: إذا لم يتم إيقاف جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب ضد المدنيين، فإن المنطقة قريبة جداً من اتخاذ قرار كبير وحاسم، وإذا لم تتوقف الحرب فوراً فإن مسؤولية خروج الأوضاع عن السيطرة ستتوجه مباشرة إلى أميركا وإسرائيل وداعمي استمرار جرائم الحرب».
وأشار عبد اللهيان إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم كل أنواع الأسلحة المحرمة، مشيراً إلى أن التقارير الواردة من غزة، تكشف أن الإصابات تظهر نوع ونطاق الأسلحة المحظورة المستخدمة.
وقال: نواصل جهودنا ومشاوراتنا لمنع اتساع نطاق الحرب، مشيراً بهذا الصدد إلى مقترح الرئيس الإيراني عقد اجتماع لرؤساء الدول الإسلامية بهدف وقف جرائم الحرب التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي.