عربي ودولي

كشف لوفد الصحفيين العرب أن بكين أقرت إقامة منطقة تجارة حرّة في «تشينجييانغ» … ما شينغ ري: واشنطن تروِّج ادعاءات كاذبة تجاه فرض التطهير العرقي على الإيغور

| أورمتشي - الصين - جانبلات شكاي

نفى الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني في منطقة «تشينجييانغ» الإيغورية الصينية ذاتية الحكم، ما شينغ ري، بشدة كل «الادعاءات والمعلومات الأميركية الكاذبة» التي تروجها واشنطن تجاه فرض العمل القسري والتطهير العرقي على الأقلية الإيغورية المسلمة في الصين، مشيراً إلى أن ذلك يتم بهدف استخدامها كورقة ضمن عملية احتواء الصين، كاشفاً أن الحكومة الصينية في بكين أقرت أول من أمس خطة لإقامة منطقة تجارة حرة في «تشينجييانغ».

وفي إطار زيارة نظمتها وزارة الخارجية الصينية لصحفيين وموظفين من وزارات أوقاف من 14 دولة عربية، عقد ما شينغ ري جلسة حوار مع الوفد العربي الزائر في المجمع الحكومي في مدينة أورومتشي أكد خلاله أن أهم شيء بالنسبة لـ«تشينجييانغ» هو الاستقرار والأمن، مبيناً أن الحكومة المركزية في بكين وحكومة «تشينجييانغ» تسعيان وتعملان لتعزيز رفاهية سكان هذه المنطقة وتعزيز الوحدة بين كل القوميات الـ56 التي تعيش هنا.

وأوضح ما شينغ ري أن «تشينجييانغ» باتت تنعم بالاستقرار والأمن وتشهد تطوراً سريعاً اقتصادياً واجتماعياً، وقد وافقت الحكومة المركزية يوم أول من أمس على خطة لإقامة منطقة تجارة حرة في «تشينجييانغ» وهذه خطوة مهمة جداً لتعزيز الانفتاح على الغرب والخارج عموماً.

وشهدت منطقة «تشينجييانغ» ما بين عامي 1990 و2016 عمليات إرهابية دموية راح ضحيتها الكثير من المدنيين، عبر تفجير مفخخات أو عمليات اغتيال، وانتشرت مقاطع فيديو لإرهابيين وهم يقومون بذبح محتجزيهم.

وقال ما شينغ ري: إن «الولايات المتحدة والدول الغربية لطالما ما كانت تستغل القضايا العرقية في الصين وتحديداً قضية «تشينجييانغ» للمساس في الاستقرار هنا، وكورقة لاحتواء الصين»، معتبراً أن «ما يسمى بالعمل القسري والتطهير العرقي هي ادعاءات كاذبة ومعلومات مزيفة ومفبركة وليست موجودة.

وأضاف: يقول الأميركيون إنه في «تشينجييانغ» يوجد عمل قسري في مجالات زراعة وصناعة الأقطان، ولكن، وكما شاهدتم في شركة تصنيع السكك الحديدية التي زرتموها، فإن كل عمليات قطف الأقطان مؤتمتة بشكل كامل وليست بحاجة إلى عمالة كبيرة، وحتى صناعة الغزل والنسيج تتم بآليات أوتوماتيكية فلماذا علينا أن نجبر الإيغور على العمل فيها في حين نستخدم الآلات.

وزار الوفد أمس معملاً للسكك الحديدية ينتج الآلات الضخمة الخاصة بحفر أنفاق القطارات والميترو تحت الأرض، وحصادات القطن والمحاصيل الزراعية، ولديها عقود توريد إلى كل من ألمانيا واليابان وكوريا الديمقراطية ومصر والبرازيل وتجري مفاوضات في هذا الخصوص مع الجزائر والسعودية.

وبيّن أن جميع الذين زاروا «تشينجييانغ» وتجولوا في شوارع مدنها وبلداتها والتقوا المجتمع الأهلي وشاهدوا المساجد ومعاهد العلوم الدينية والجامعات والشركات، أيقنوا أن سكان «تشينجييانغ» وخصوصاً المسلمين منهم، يعيشون حياة سعيدة ويتمتعون بحرية كاملة مثل أي مواطن صيني عادي وفي أي مكان من الصين، ولو كان هناك من فرق فإنه يصح القول إن المسلمين في «تشينجييانغ» يتمتعون بحرية أكثر وليس بأقل من غيرهم من الصينيين.

وأكد ما شينغ ري أنه من بين الـ56 قومية في «تشينجييانغ»، فإن الإيغور هم الأكثر عدداً ثم الهان أي الصينيين، ثم القومية الكازاخية، وفي المرتبة الرابعة قومية كوي المسلمة، وكل هذه القوميات تسعى إلى تعزيز الوحدة بينها والكل متساوون ويمكنهم المشاركة في الحياة السياسية.

وبالنسبة لما أعلنته بعض وسائل الإعلام الغربية حول قيام الحكومة الصينية بالتطهير الثقافي، شدد المسؤول الأعلى في «تشينجييانغ» على أن هذه الادعاءات خاطئة وتفتقر لأي أساس من الحقائق، فكما شاهدتم في جميع الشوارع في هذه المدينة أو في المدن الأخرى في «تشينجييانغ»، فإن اللوحات الطرقية مكتوبة بثلاث لغات، هي الإيغورية والصينية والإنكليزية، ويمكن للإيغور أو أي من أبناء الأقليات العرقية أو القومية، استخدام لغتهم وتوريث ثقافاتهم وكل التقاليد والعادات.

وبين أنه في الماضي كان هناك الكثير من أعمال التخريب والإرهاب والعنف والتطرف، وهذه موجودة في العديد من الدول، ولكن في أي دولة وأي حكومة لن تسمح القيام بالأعمال المتطرفة والعنيفة، وحتى المحاولات من بعض القوى لتقسيم «تشينجييانغ» أو الانفصال هو أمر يرفضه الأهالي هنا ويرفضه جميع مواطني الصين.

وقال: هنا في «تشينجييانغ» ثلاث قوى هي: الانفصالية، والمتطرفة، والإرهابية العنيفة، والحكومة المحلية تبذل جهوداً كبيرة لمكافحة هذه القوى الثلاث التي تمس استقرار وأمن «تشينجييانغ».

وأوضح ما شينغ ري أنه «على المستوى الديني فإنه لدينا الكثير من الديانات من الإسلام والبوذية والمسيحية والديانات المحلية الصينية، ومنذ القرن الأول دخلت هذه الديانات إلى الصين عبر «تشينجييانغ» وهي تتطور عبر التاريخ، وكل من الحكومتين المركزية والمحلية، تحترمان حرية المعتقدات الدينية احتراماً كاملاً، ويعيش في الصين 25 مليون مسلم، أكثر من نصفهم في «تشينجييانغ» ويتم احترام قيامهم في ممارسة الشعائر الدينية وفقاً للقوانين، ولا تفرض عليهم أي قيود بل تقدم لهم كل التسهيلات من أجل حماية حقوق المسلمين، كما قد خصصت الحكومتان المركزية والمحلية أموالاً كثيرة من أجل صيانة المساجد بسبب أن جنوب «تشينجييانغ» تتعرض للكثير من الزلازل».

وزار الوفد أمس أيضاً معهد العلوم الإنسانية في مدينة أورومتشي، الذي يخرج خطباء وأئمة مساجد لـ«تشينجييانغ» ولكل المدن الصينية، وبمعدل ألف طالب سنوياً من حملة الإجازات الجامعية والدبلوم والماجستير.

وقال ما شينغ ري: هناك 8 فروع لمعهد العلوم الإسلامية في كل أنحاء «تشينجييانغ»، وهذه المراكز والمعاهد الدينية تهدف إلى تأهيل رجال الدين ورفع مستواهم لتكون لديهم أفكار صحيحة حول الإسلام وتعليم هذه الوسطية إلى عموم المسلمين في «تشينجييانغ».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن