قضايا وآراء

سبع ساحات مواجهة تقض مضاجع الكيان

| تحسين الحلبي

يبين يوآب ليمور المحلل العسكري في صحيفة (يسرائيل هايوم) في مقال نشر أمس في أن: «إسرائيل تواجه الآن سبع ساحات مواجهة» بعضها عسكري وبعضها الآخر في الداخل وعلى الساحة الدولية ويعددها موضحاً أن أول الجبهات الملتهبة المستمرة هي جبهة الحرب مع قطاع غزة ومن حوله والتي يتوقع لها قادة في الجيش الإسرائيلي أن تطول لأسابيع على هذا النحو أو بانخفاض في العمليات العسكرية من دون جدوى، ويعترف أن الجيش الإسرائيلي سيواجه بعد خسارته تسعة جنود من بينهم ضباط وصف ضباط من النخبة وليس من المجندين الجدد، قرارات صعبة ستفرض عليه متابعة عملية التوغل البرية في أراضي القطاع بنوع من الضبابية وإعادة النظر بمجرياتها، وثاني هذه الجبهات هي جبهة الحرب التي يستنزف بواسطتها حزب اللـه الكيان في الشمال ويعرض مواقع الجيش فيه لقصف لا يعرف قادة الجيش ما وراءه ولا كيف ينهونه، علماً أن جيش الاحتلال يحشد لجبهة الشمال على الحدود الفلسطينية المحتلة مع جنوب لبنان وحدود الجولان المحتل معظم ألويته وقواته وبهذه الطريقة يبقى مشلولاً بانتظار ساعة صفر لا يعرف متى تحددها جبهة المقاومة لأنه فقد عنصر المبادرة الهجومية على تلك الجبهة منذ هزيمته في تموز عام 2006، والجبهة الثالثة هي الضفة الغربية والقدس التي يستنزف داخلها الفدائيون في عدد من المدن الرئيسة جيش الاحتلال ووحدات استخباراته الأمنية فيها، وهي جبهة تستدعي تخصيص عشرات الآلاف من الجنود لها، والساحة الرابعة هي الخوف على العمق الإسرائيلي من صواريخ حركة أنصار اللـه اليمنية بعد أن تبين أن لديها صواريخ قادرة على الوصول إلى إيلات وإلى العمق الإسرائيلي والمشكلة أنها ساحة بعيدة وستجبر سلاح الجو بالذات على التعامل معها، والساحة الخامسة هي الجبهة التي خلقتها عائلات الجنود والمدنيين الأسرى الموجودين بيد المقاومة فوجود أكثر من مئتين وأربعين أسيراً من الإسرائيليين نتج عنه جبهة داخلية تقودها عائلات الجنود في كل ساعة وتحرض كل وسائل الإعلام ضد الحكومة وتزعزع ثقة الجنود بقيادتهم كلما طال الزمن من دون استعادة زملائهم من الأسر. فهؤلاء الجنود يتذكرون أن استعادة الجنود الأسرى لم تكن تتم في عمليات التفاوض إلا خلال سنوات ناهيك عن أن وجود الأسرى في ظل ظروف المعارك الطاحنة بين المقاومة والجيش الإسرائيلي ستعرضهم في كل ساعة للقتل بنيران نفس قادتهم، وساحة المجابهة السادسة هي الاستنزاف المكثف للاقتصاد الخارجي والداخلي الإسرائيلي بعد توقف كل الصفقات والأعمال التجارية والاقتصادية وبخاصة السياحة وتفضيل الكثير من المستثمرين نقل أعمالهم إلى الخارج، وهذه الساحة مع استمرار المعارك وسقوط الصواريخ ستكثف عمليات الهجرة المعاكسة للمستوطنين الذين أصبحوا يعدون أنفسهم للرحيل بعد الهلع والرعب الذي لحق بهم في بداية حرب السابع من الشهر الماضي وما زالوا يحملون آثاره المتراكمة من صدماتهم النفسية وفقدانهم للثقة بمستقبلهم في هذا الكيان، وساحة المواجهة السابعة هي الرأي العام العالمي الذي خرجت حشوده إلى شوارع العواصم الأوروبية وفي العالم تنديداً بوحشية الكيان الاستيطاني واستنكاراً لصمت حكوماتها على مذابحه التي تذكر أوروبا بالنازية الألمانية فقبل السابع من تشرين لم يشهد العالم جدول عمل يفرض عليه التحرك بمثل هذا النشاط والفاعلية للضغط على حكومات الغرب الداعمة لكل مذابح جيش الاحتلال. ويسخر أحد الإسرائيليين من ألمانيا ورئيسة الاتحاد الأوروبي الألمانية أورسولا فون ديرلاين حين بالغت كثيراً في وصفها لإسرائيل ودفاعها عنها بعبارات غير مسبوقة من أي دبلوماسي غربي فيقول إن ألمانيا يهمها كثيراً أن تدان إسرائيل بارتكاب مذابح على غرار ما فعلته النازية لكي تحمل صورة أخرى تغطي على صورة أن اليهود كانوا من ضحايا النازية الألمانية، وهذا ما تدل عليه زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس إلى «تل ابيب» أثناء ارتكاب الكيان لأبشع المذابح ضد الأطفال والنساء الفلسطينيين، فمن يوافق على هذه المذابح يبرر مذابح سلطات النازية في الحرب العالمية الثانية ضد الأوروبيين كلهم، ولو جرت مقارنة بسيطة بين عدد الأطفال الذين قتلتهم النازية الألمانية في أوروبا لما بلغت نسبتهم إذا قارنا حجم السكان الأوروبيين بمئات الملايين في ذلك الوقت بالنسبة التي دفعها أطفال وأمهات فلسطين على يد الكيان الإسرائيلي وعدد سكانهم لا يتجاوز الملايين القليلة. في كل مذبحة كان يرتكبها الكيان الصهيوني منذ عام 1948 حتى الآن كانت نسبة الأطفال والنساء من بين الضحايا تشكل 60% إلى 75% وها هو في القطاع يبيد عائلات كاملة تحت الدمار الذي أصبح قبوراً، أمام حكومات غربية وحشية صامتة، وفي النهاية ولدت هذه المقاومة بساحاتها الثلاث الفلسطينية واللبنانية والسورية ومعها بقية ساحات المقاومة أربع ساحات أخرى شكلت أزمات مواجهة للكيان وهي ساحة أهالي الجنود الأسرى والساحة الدولية وساحة الإعلام المندد وساحة الانهيار الاقتصادي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن