مسؤول أميركي: إخراج الأسرى من غزة يتطلب توقف الصراع إلى حدّ كبير … «البنتاغون» تمنع جهات عسكرية رفيعة المستوى من السفر إلى الكيان الإسرائيلي
| وكالات
أصدرت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» مذكرة توقف المرافقة الأمنية المخصّصة منها لأعضاء الكونغرس خلال زيارتهم كيان الاحتلال وسيدخل ذلك حيز التنفيذ الثلاثاء القادم، في حين كشف مسؤول أميركي كبير في البيت الأبيض أنه ليس هناك من ضمانات على الإطلاق لإمكانية تحرير الأسرى الموجودين لدى المقاومة الفلسطينية.
ووفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أعلن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أنه سيُوقف كل مرافقة أمنية، مخصّصة من وزارته لأعضاء الكونغرس الذين يريدون زيارة الكيان الإسرائيلي، وهذا القرار جاء في مذكرة، تضمنت أيضاً تقييد زيارة مسؤولي وزارة الدفاع، وعدم السماح لجهات عسكرية رفيعة المستوى بالسفر إلى كيان الاحتلال، وفق ما ذكرت قناة «الميادين».
وكشف مسؤولون في «البنتاغون» أن هدف هذه القرارات تجنب تحميل القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة الأعباء، في إطار الخشية الأميركية من استمرار تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزّة وتوسّع معركة «طوفان الأقصى».
وفي وقت سابق، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أن «البنتاغون» منعت جهات عسكرية رفيعة المستوى من السفر إلى الكيان الإسرائيلي، وستشجع أيضاً أعضاء في الكونغرس على تجنب زيارته.
وحسب مذكرة نشرت في الإعلام الأميركي، أقرت «البنتاغون»، بأن هذا القرار يأتي على خلفية العدوان المتواصل على غزة، وأشارت المذكرة التي ستدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء القادم، حسب موقع «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلي، إلى أن القيود «لا تسري على الرئيس جو بايدن وأعضاء حكومته ورئيس هيئة الأركان المشتركة ونائبه».
وفي وقت سابق، وبشأن الدور الأميركي في الحرب على قطاع غزة، أكد الأمين العام لحزب اللـه حسن نصر الله، أن واشنطن هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة، فيما إسرائيل هي أداة، وتوجّه إلى الأميركيين بالقول إنه «في حال أي حرب إقليمية ستكون مصالحكم وجنودكم الضحية والخاسر الأكبر».
ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية، في وقت سابق، إلى أن الأميركيين يخشون من جرّهم إلى معركة إقليمية لا يريدونها، ولذلك فإنهم يريدون القدوم إلى هنا والقول لإسرائيل: انتبهوا أنتم لستم في الاتجاه الصحيح، وليس لديكم كل الوقت.
بدورها، كشفت وكالة «بلومبرغ» الأميركية قلقاً داخل الإدارة الأميركية مِن أن حكومة الاحتلال «غير مستعدّة لعواقب أي هجومٍ بري في غزة، في حين قال مسؤول أميركي كبير في البيت الأبيض: إن الولايات المتحدة تركز على المهمة التي بين يديها، وهي «احتواء الصراع» في غزة.
وأضاف المسؤول خلال إحاطة صحفية عبر الهاتف: إن الترتيب لإخراج 200 أسير من غزة، سيتطلب وقفاً كبيراً إلى حدٍّ ما، ومناقشة الأعمال العدائية وإطار العمل، قائلاً: إذا وصلنا إلى هذه النقطة، فمن الواضح أن ذلك سيحدث. سيكون هناك وقف كبير للغاية للأعمال العدائية، للتأكد من إمكانية تنفيذ هذا الترتيب فعلياً».
كما أشار إلى أن «الهدنة الإنسانية التي ناقشها الوزير أنتوني بلينكن، والتي ذكرها بايدن أمر نناقشه مع الإسرائيليين ونعتقد أنها مهمة للغاية، لكن وقف إطلاق النار، أعتقد أنه يعتمد على شعور الإسرائيليين بالأمان وضمان عدم حدوث ذلك مرة أخرى مثل أحداث 7 تشرين الأول الماضي».
ولفت إلى أن بلاده تبذل ما في وسعها لإخراج الأسرى، لكن ليس هناك من ضمانات على الإطلاق بإمكانية تحقيق ذلك، أو متى يمكن أن يحصل ذلك، مشيراً إلى أن الأمر سيتطلب «توقف الصراع إلى حد كبير» لإخراج الأسرى، وأضاف: إطلاق سراح الرهائن أمر يخضع لنقاش جدي ونشط للغاية، لا يوجد اتفاق حتى الآن لإنجاز هذا الأمر فعلياً، لكنه شيء نعمل عليه بجدية بالغة.
وفيما يخص التوترات على حدود فلسطين الشمالية مع لبنان، اعتبر أن هذا التوتر سيستمر، «لكننا نشجع على وقف التصعيد على الحدود الشمالية، وهو أيضاً أمر نتحدث عنه بوضوح مع الإسرائيليين طوال الوقت لأن الهدف هنا هو محاولة احتواء هذا الصراع».
وتابع بالقول: أعتقد أن ما نتوقع رؤيته هنا خلال الأيام أو الأسبوع المقبل هو زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة، مشيراً إلى أن «هذا ليس الوقت المناسب من وجهة نظرنا لحجب الأموال عن السلطة الفلسطينية، على العكس تماماً، نحن بحاجة إلى الحفاظ على الاستقرار في الضفة الغربية».
وأكد البيت الأبيض أول من أمس أن الولايات المتحدة لا تسعى للتصعيد وتوسيع الصراع بين كيان الاحتلال والمقاومة الفلسطينية إلى لبنان، لكنّه زعم، في الوقت نفسه، أن «الوقت الحالي ليس ملائماً للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، وأشار إلى «دعمه فترات هدنة مؤقتة في غزة».
وتدّعي الولايات المتحدة، عبر هذه التصريحات، أنها تريد التوصل إلى هدنة، في حين تواصل، في الجانب الآخر، دعمها الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة، من دون أن تدعو بعدُ إلى وقف إطلاق النار.
وفي وقتٍ سابق، أول من أمس، أجرى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، زيارة إلى الكيان الإسرائيلي للمرّة الثالثة منذ بدء العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم الـ29 على قطاع غزّة.
وأكّد بلينكن، أمام الصحفيين، أثناء لقائه رئيس كيان الاحتلال إسحق هرتسوغ، موقف بلاده الداعم لكيان الاحتلال، في وقتٍ تواصل هجومها براً وجواً وبحراً على القطاع، تحت ذريعة «عدم تكرار 7 تشرين الأول».