وزراء خارجية عرب من عمان: نرفض توصيف الحرب الإسرائيلية بالدفاع عن النفس.. بلينكن: مازلنا نؤمن بحل الدولتين
أعلن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بعد الاجتماع العربي الأميركي، في العاصمة الأردنية عمان التوصل إلى «نقاط التقاء» بين الإجماع العربي والأميركيين بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
جاء ذلك بعد الاجتماع الذي ضم كلاً من وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن ، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، إضافة إلى وزير الخارجية الأردني وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ.
ونقلت وكالة «عمون» الإخبارية الأردنية عن الصفدي قوله خلال مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن والمصري سامح شكري، إن «نقاط الالتقاء هذه تشمل إيصال الدعم الإنساني إلى غزة، واستئناف تقديم الخدمات الإنسانية فيها، وحماية المدنيين، والالتزام بالقانون الدولي، وإطلاق المدنيين، ورفض التهجير».
وتابع الصفدي، «كلنا نريد السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين»، وأضاف: إن تهجير الفلسطينيين جريمة حرب إضافية «لنا في مصر والأردن»، مردفاً بالقول: إن «هذه ليست حرباً بين مسلمين ويهود»، مشيراً إلى أن «قيمنا المشتركة تحض على السلام، ولن نسمح للغضب بمنع تقدمنا إلى الأمام، وندين قتل المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين».
ومضى الصفدي يقول إن الدول العربية تطالب بوقف فوري لإطلاق النار وترفض توصيف الحرب بالدفاع عن النفس.
من جهته أكد بلينكن أن الولايات المتحدة ستستخدم نفوذها لمنع أي دول إضافية من فتح جبهات جديدة في هذا الصراع، ووصف حركة «حماس» بأنها «منظمة إرهابية» لا تأبه بالشعب الفلسطيني ولا مستقبله، وهو ما دأبت عليه واشنطن لجهة تحميل مسؤولية الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بدعم منها لحركات المقاومة الفلسطينية.
وحسب «عمون»، عبّر الوزير الأميركي عن «تعاطفه» مع الأطفال الفلسطينيين الذين يتعرضون للقتل، قائلاً: «أتألم عندما أرى طفلاً فلسطينياً يخرج من تحت الأنقاض»، وذلك على الرغم من معارضة بلاده وقف إطلاق النار في غزة.
ودعا بلينكن، حسب عمون، الإسرائيليين إلى «الحيلولة دون نزع صفة الإنسانية عن الناس»، وأكد أن الولايات المتحدة ما زالت تؤمن بحل الدولتين.
وزير الخارجية المصري سامح شكري، قال بدوره: إن الاجتماع أكد ضرورة عنصر الوقت في الحرب القائمة، وأضاف: إن قتل إسرائيل للمدنيين واستهداف المستشفيات ومحاولة تهجير الفلسطينيين ليس دفاعاً عن النفس.
ودعا شكري إلى وقف إطلاق النار من دون قيد أو شرط، وإلى ضرورة عدم التعامل بالمعايير المزدوجة في الأزمات التي تهدد الأمن والسلام الدوليين.
وقبل ذلك، دعا الملك الأردني عبد اللـه الثاني خلال لقائه وزراء الخارجية العرب للتحدث بصوت واحد مع المجتمع الدولي وشدد على أنه من واجب الدول العربية الضغط على المجتمع الدولي والقوى الدولية الفاعلة لوقف العدوان على غزة، وإدخال المساعدات إلى القطاع بشكل مستمر وحماية المدنيين، حسب موقع وكالة «عمون»، وأكد الملك الأردني إدانة بلاده المجازر التي ترتكب بحق المدنيين الأبرياء في القطاع، مجدداً التحذير من أن استمرار الحرب سيؤدي إلى انفجار الأوضاع في المنطقة، كما أكد إدانة الأردن للتصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، مشدداً على ضرورة مواصلة دعم السلطة الوطنية الفلسطينية.
ودعا العاهل الأردني إلى مواصلة دعم المنظمات الدولية العاملة في القطاع، وخاصة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، وأعاد التأكيد على أن «الحل العسكري أو الأمني» لن ينجح في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل إن السبيل الوحيد هو حل سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس مبدأ الدولتين.
وأعرب عن رفض الأردن التام لأي محاولة للفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، فهما امتداد للدولة الفلسطينية الواحدة، وأشار إلى موقف الأردن الثابت بدعم الفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة بقيام دولتهم المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي وقت سابق أمس، عقد وزراء خارجية الدول العربية الخمس وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اجتماعاً تنسيقياً، في سياق جهودهم الهادفة للتوصل لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وما يسببه من كارثة إنسانية، حسب «عمون».
وفي السياق ذاته، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اجتماعاً مع بلينكن في العاصمة الأردنية عمان صباح أمس، حيث أكد ميقاني، «أولوية العمل للتوصل إلى وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، وكذلك العمل على وقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وسياسة الأرض المحروقة التي تتبعها إسرائيل باستخدام الأسلحة المحرّمة دوليًا، للإمعان في إحداث المزيد من الخسائر البشرية وتدمير المناطق والبلدات الجنوبية»، وذلك حسب موقع «النشرة» اللبناني الإلكتروني.
وشدد ميقاتي على أن «لبنان الملتزم بالشرعية الدولية وبتطبيق القرار الدولي رقم 1701، وبالتنسيق مع اليونيفيل، يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف التعديات والانتهاكات الإسرائيلية اليومية على أرضه وسيادته براً وبحراً وجواً».
بدوره، ادعى وزير الخارجية الأميركي أنه «يبذل جهده لوقف العمليات العسكرية لغايات إنسانية على أن يترافق ذلك مع بدء البحث في معالجة ملف الأسرى».
وبعد ذلك، توجه ميقاتي إلى القاهرة، حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية.
وحسب موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري، صرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، بأن اللقاء شهد تأكيد قوة وعمق العلاقات التاريخية الوثيقة والتنسيق المستمر بين البلدين الشقيقين، حيث شدد السيسي في هذا الصدد على ثبات الدعم المصري لمؤسسات الدولة اللبنانية بما يحافظ على استقرار لبنان وأمن شعبها، مؤكداً أهمية الدور المصري في ترسيخ الاستقرار بلبنان، بما يعكس خصوصية العلاقة بين البلدين.
وذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول كذلك سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات، كما جرى التباحث حول الأوضاع الإقليمية والتصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة، حيث أعرب ميقاتي عن التقدير للدور المصري المسؤول في هذه الأزمة الخطيرة على المسارين السياسي والإنساني، في حين استعرض السيسي الجهود التي تقوم بها مصر للدفع باتجاه وقف إطلاق النار وإتاحة المجال لنفاذ المساعدات الإنسانية.
وأكد الجانبان، حسب المتحدث المصري ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في هذا الصدد، «من خلال العمل المكثف على احتواء الموقف وتجنب توسع نطاق العنف، مع ضرورة إعادة إطلاق مسار السلام»، وتطبيق مبدأ «حل الدولتين»، بما يحقق العدل والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.