الغناء والتمثيل كلاهما مهم في شخصيتي الفنيّة…ميريام عطا الله لـ«الوطن»: الاهتمام بالجانب الإعلامي مسألة في غاية الأهمية وهو مرآتي للناس
عامر فؤاد عامر:
برزت موهبة الغناء لديها في عمرٍ مبكر، وكان ذلك بتشجيع من والدها الذي اختص في تدريس الغناء، وكان لها مشاركات مستمرة أثناء مراحل الدراسة وفي المعسكرات والمخيمات، إلى أن دخلت المعهد العالي للفنون المسرحيّة في دمشق في قسم التمثيل الذي تخرجت فيه عام 2003، وبذلك امتلكت خطي الغناء والتمثيل، وقد عرفها الجمهور مبدئيّاً في عدّة أعمال دراميّة سوريّة مثل منها «فسحة سماويّة، والمارقون، وليل ورجال، ويوميّات مدير عام الجزء الثاني، صبايا» وغيرها، لكن تعدّ المحطة الأهمّ في حياتها هي المشاركة في برنامج «ستار أكاديمي» في نسخته الأولى وتميزها فيه بالوصول إلى مراحله الأخيرة، وبذلك نالت شهرة عربيّة واسعة النطاق، واليوم في رصيدها الغنائي أيضاً ثلاث أغنيات مصوّرة (Video clip)، وألبوم غنائي، ومجموعة من الأغاني الوطنية و«Single».
من دون مخططات
تقول الفنانة «ميريام عطا الله» في بداية الحوار عن مسيرة حياتها الفنيّة، إنها جاءت من دون تخطيط مسبّق: « على الرغم من موهبة الغناء التي ظهرت مبكراً لدي واستمرت إلى اليوم معي كمهنة ملاصقة لشخصيّتي، إلا أنني درست التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحيّة في دمشق، فالدخول للمعهد جاء مصادفة من خلال رغبة ولدت بسرعة، ومن دون تخطيط أو خلفية مسبّقة، فبعد قراءتي لشروط القبول في المعهد العالي للموسيقا الذي كنت أعتزم التسجيل فيه، قرأت بعدها شروط القبول في قسم التمثيل، فولدت لدي رغبة بهذا الاتجاه، وفعلاً تمّ قبولي في المعهد، على الرغم من الشروط الصعبة، وآلية الانتقاء المدروسة، والجميع يعلم مدى صعوبتها، وهكذا درست التمثيل، واعتقد أن موهبة التمثيل في أساساتها لدي هي فطريّة، أكثر من كونها اهتماماً، بدلالة أنني لم أتعرف على المسرح قبل دخولي للمعهد العالي، وكلّ ما أعرفه عن التمثيل، هو أنني كنت أثناء اللعب في فترة الطفولة مع أصدقائي أشارك بتمثيليات من اختراعنا، وهذا ما كان فقط فيما يتعلّق بموهبة التمثيل، والغريب أن أساتذتي في المعهد العالي كثيراً ما شجّعوني على طريق التمثيل، وعلى وجود موهبة أتميّز بها».
ستار أكاديمي
كان لبرنامج المواهب «ستار أكاديمي»، في موسمه الأول وهو الأهمّ مقارنة بالنسخ التي تلته، دور بارز في تعرف الجمهور العربي على ميريام عطا الله، فقد أحرزت فيه مرتبة متقدمة بين آخر ثمانية مشتركين، صمدوا للتصفيات النهائيّة، وعن هذه التجربة تضيف لنا «ميريام»: «التجربة في هذا البرنامج كانت سبباً في انطلاقي، ومعرفة الناس بي، لكنه وضعني في مرحلة قاسية، وصعبة من التحدي، وبذل الجهد، لكن كلّ ذلك التعب انقلب لشيء جميل يخدمني في الحياة». ولدى سؤالنا عن برامج الهواة الحاليّة ورأيها في تكرارها وكثرتها تقول: «أصبحت برامج الهواة كثيرة اليوم، وذلك التكرار قلّل من بهجة هذه البرامج، وضيّق من شريحة المتابعين لها، وبرأيي أنه يكفي الاهتمام بها أكثر من اللازم، فلا يجوز في كلّ عام أن يظهر أربعة إلى خمسة برامج تعتمد الأسلوب والطريقة نفسهما بالعموم، فهذا لن يغنينا كمشاهدين، ولن يخدم حتى المتسابقين بصورة جيدة».
حبلى
بعد المشاركة ببرنامج ستار أكاديمي كان لـ«ميريام عطا الله» تجربة غنائيّة تمثلت في غناء قصيدة «حبلى» للشاعر الكبير «نزار قباني» لكن ظروف العمل لم تكن موفقة لأسباب كثيرة وعن ذلك تقول: «لي شرف التجربة أولاً، ولاسيما أنّها كانت مع بداية التجربة الغنائيّة، إضافة إلى أن هذه الأغنية بالتحديد وضعت بعض الفنانات أصواتهن عليها ولم ينجحن، لكن المسألة كانت شائكة أكثر من ذلك، فالشخص الذي شجّع على غنائها، كان يدعي حقّه في الملكية، وقد تبين لي فيما بعد بأن ذلك ادعاء ولا يملك حقوق الأغنية أبداً، ولكن موضوع الأغنية جريء جداً، ويحمل حالةً من التوعية، ورأيت أنه من المفيد غناؤها، وتقديمها للناس، وباختصار تتحدث الأغنية عن فتاة تخلص لشاب وتقوم بتسليم نفسها له، في حين هو يتخلص منها برميه لها مبلغاً من المال، وهي قصة دراميّة، فيها حالة توعية ومعالجة مفيدة، وعلى الرغم من أن الموضوع مرفوض لدينا، إلا أنه يحدث في مجتمعنا، ولكن هذا لا يعني تقبّل الفكرة، بل توعية الفتيات، وعدم التسرع في بذل المشاعر لمن لا يمكن أن يتبناها».
صبايا 3
شاركت ميريام عطا اللـه في مسلسل صبايا- الجزء الثالث، وعن هذه التجربة تقول: «اعترف بأن جزءاً من نجوميتي حققها لي مسلسل صبايا 3 الذي حقق نسبة متابعة كبيرة في الوطن العربي، فكما أدين بالاعتراف لبرنامج ستار أكاديمي في تقديمه لي جماهيريّاً كذلك أرى أن صبايا قد زاد من انتشاري، وربما ليس بالمستوى نفسه إذا ما قارناه بستار أكاديمي، ولكنه كان مهمّاً لي، فقد ذكّر بوجودي، وهو مسلسل محبوب برأيي، وعموماً وجدت أن الجمهور الدرامي مختلف عن الجمهور الغنائي، وبالتالي هذا المسلسل خدمني».
مقارنة
بين التمثيل والغناء وأين تجد نفسها «ميريام عطا الله» اليوم كانت الإجابة: «اليوم أنا واثقة من قدراتي الغنائيّة والتمثيليّة، وهما جزء لا ينفصل من حالة الفنّ التي تخصّ ميريام، وقد منحتني ممارستي للغناء مقدرة أكبر في التواصل مع المسرح، والحركة فيه، والتواصل مع الجمهور، ويبدو أن الاستمرار في ذلك منحني تطوراً أكبر من التطور في الجانب التمثيلي، إضافة إلى أنني درست ذلك نظريّاً وعمليّاً في المعهد العالي للفنون المسرحيّة، لكنني غير قادرة على تفضيل جانب على آخر فكلاهما جانب مهم في الشخصية الفنيّة المرتبطة بمريام عطا الله».
علاقة طيبة مع الصحافة
العلاقة بين ميريام والصحافة؛ علاقة مدروسة، وفيها الكثير من التقدير من قبلها، وأيضاً في التواصل مع معجبيها عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وقد حقق لها ذلك وصولاً للتصفيات النهائيّة في مهرجان ( Merox dor) في دورته الأخيرة، وعن هذه العلاقة، وتقدير «عطا الله» لها، تشير: «تعلمت ذلك من برنامج ستار أكاديمي فالاهتمام بالجانب الإعلامي مسألة في غاية الأهمية للفنان، فهو مرآته للناس، وأنا شخصيّاً لدي احترام لكلّ أنواع الصحافة المكتوبة، والمسموعة، والمرئيّة، فمنها أكبر، وأظهر بالصورة الصحيحة للجمهور، وأحاول دائماً أن أتواصل مباشرةً مع الناس من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، بحسب الوقت المتاح لي معهم، وهذا جانب مهم أيضاً».
الشب الشببلكي
في نهاية حوارنا لا بدّ من الإشارة إلى آخر الأعمال والنشاطات، والتي تقول عنها الفنانة «ميريام عطا الله»: «كان العمل الأخير تصوير كليب أغنية (الشب الشببلكي) وتتابعه الناس اليوم على قنوات البثّ، والأغنية من ألحان «وسام الأمير» ومن كلمات «حسين إسماعيل»، ومن توزيع «طوني أبي خليل» والفيديو كليب من إخراج «رندلى قديح»، ولدي أغنية جديدة هي من كلماتي وألحاني، وقريبة على اللون الشعبي، وهي تخص الشاب السوري، سأحاول طرحها في السوق في المرحلة القادمة، وأيضاً لدي مجموعة من الحفلات الغنائيّة بين لبنان ونيجيريا».